ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 12 - 04, 06:57 م]ـ
ومن الغرائب
ماذكره البعض بأن المقصود بالمدينة في الحديث الذي رواه مسلم حلب
قال ابن العديم في
(ذكر فضل حلب
أخبرنا القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني بالموصل.
وأخبرنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، ومنصور بن عبد المنعم بن عبد الله ابن محمد الفراوي في كتابيهما إلي من نيسابور قالوا كلهم: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن الفضل الفراوي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد ابن سفيان قال: أخبرنا مسلم بن الحجاج القشيري قال: حدثني زهير بن حرب قال: حدثنا معلى بن منصور قال: حدثنا سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، تقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا ينثنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم، فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته.
وجه الاستدلال بهذا الحديث على فضل حلب قوله صلى الله عليه وسلم: ينزل الروم بالأعماق وبدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض، ذكره بحرف الفاء وإنها للتعقيب، والمدينة المذكورة التي يخرج منها الجيش هي حلب لأنها أقرب المدن إلى دابق، وفي تلك الناحية إنما ينطلق اسم المدينة على حلب عند الإطلاق، لا على يثرب كما في قوله تعالى: "وجاء رجل من أقصى المدينة"، وفي قوله تعالى "وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة". حيث إنصرف الإطلاق إلى المدينة التي يفهم إرادتها عند الاطلاق، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنهم من خيار أهل الأرض، وما زالت عساكر حلب في كل عصر موصوفة بالمصابرة والغناء، والثبات عند المقاتلة واللقاء.
ويؤيد ذلك ما يأتي في فضل أنطاكية من قوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها، وعلى باب دمشق وما حولها ظاهرين على الحق لا يبالون من من خذلهم ولا من نصرهم. الحديث، لأن الطائفة- والله أعلم- هي جيش حلب لأنه عليه الصلاة والسلام قال: لا تزال طائفة من أمتي وأنطاكية استولى عليها الروم سنين عدة، ثم فتحها سليمان بن قطلمش، ثم استولى عليها الفرنج إلى زمننا هذا، فلولا أن يكون المراد بالطائفة المذكورة جيش حلب، وأنه يقاتل حول أنطاكية لتطرق الخلف إلى كلامه صلى الله عليه وسلم، وما زالت عساكر حلب ظاهرة على من مجاورها بأنطاكية في قديم الزمان وحديثه إلا ما ندر وقوعه.
.
)
النص منقول عن نسخة الكترونية
.
ـ[الزبيدي]ــــــــ[15 - 12 - 04, 08:40 م]ـ
وفي هذا المجال في (طيب أهل المدينة على من سواهم) استشهد بهذه الاحاديث التي في صحيح البخاري رحمه الله قال:
1 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال، فكان فيما حدثنا به أن قال: (يأتي الدجال، وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، ينزل بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال، الذي حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟. فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: أقتله فلا أسلط عليه).
2 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا الحباب، سعيد بن يسار، يقول: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد).
قلتُ: واذا نفت الخبيث لم يبقى الا الطيب.
3 - حدثنا عمرو بن عباس: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه:
جاء أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محموما، فقال: أقلني، فأبى، ثلاث مرات، فقال: (المدينة كالكير تنفي خبثها، وينصع طيبها).
ارجو أن اكون وفقت. والحمدلله رب العالمين.
¥