تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفرق بين الحمد و الشكر]

ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[31 - 07 - 04, 12:41 م]ـ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (فان مذهب اهل السنة ان الشكر يكون بالاعتقاد والقول والعمل).

قال تعالى {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} سبأ13.

و جعل الله تعالى في كتابه الكريم الشكر مقابل الكفر و معلوم من اعتقاد أهل السنة و الجماعة أن الكفر أكبر و أصغر و كفر باللسان و الجنان و الأركان.

قال تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} البقرة152.

و قوله {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} إبراهيم7.

و قوله تعالى {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} النمل40.

و قوله {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} لقمان12.

و قال {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} الزمر7.

عن أبي هريرة رضي الله قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تورمت قدماه فقيل له إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا).

و عند البخاري و مسلم من حديث ابن عباس قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياما فقال ما هذا قالوا هذا يوم أنجى الله فيه موسى وأغرق فيه فرعون فصامه موسى شكرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه).

عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسره أو بشر به خر ساجدا شكرا لله تبارك وتعالى) و الحديث أخرجه أبو داود و ابن ماجه و حسنه الألباني رحمه الله.

عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة، وكأن الشجرة تقرأ {ص}: فلما أتت على السجدة سجدت، فقالت في سجودها: اللهم اكتب لي بها أجرا، وحط عني بها وزرا، وأحدث لي بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته. فلما أصبحت غدوت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فقال: سجدت أنت يا أبا سعيد؟ فقلت: لا .... ) الحديث.

و غيرها كثير من الآيات و الأحاديث التي تدل على أن مذهب أهل السنة و الجماعة أن العمل من الشكر.

و قرر شيخ الإسلام حقيقة الشكر عند أهل السنة و الجماعة و التفصيل في حكم تارك الشكر فقال رحمه الله (لأن التكفير نوعان احدهما كفر النعمة والثانى الكفر بالله والكفر الذى هو ضد الشكر إنما هو كفر النعمة لا الكفر بالله فاذا زال الشكر خلفه كفر النعمة لا الكفر بالله

قلت على انه لو كان ضد الكفر بالله من ترك الأعمال شاكرا بقلبه ولسانه فقد اتى ببعض الشكر واصله والكفر إنما يثبت إذا عدم الشكر بالكلية كما قال أهل السنة إن من ترك فروع الايمان لا يكون كافرا حتى يترك أصل الايمان وهو الاعتقاد ولا يلزم من زوال فروع الحقيقة التى هى ذات شعب وأجزاء زوال اسمها كالانسان إذا قطعت يده أو الشجرة إذا قطع بعض فروعها ... ).

و من الآيات على أن انتفاء أصل الشكر ينتفي معه أصل الأيمان قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} البقرة172 و مفهوم الآية أنكم إذا لم تشكروا الله تعالى لم تعبدوه و هذا لا يكون إلا في ترك أصل الشكر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير