النهي الوارد في علاج العُذْرة
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[04 - 08 - 04, 01:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ذكر ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه زاد المعاد:
فصل: في هديه في علاج العُذْرة، وفي العلاج بالسعوط
ثبت عنه في الصحيحين أنه قال: " خَيْرُ ما تَدَاوَيْتُم به الحِجَامَةُ،والقُسْطُ البََحْرِي، ولا تُعَذِّبوا صِبْيانَكُمْ بالغَمْزِ مِن العُذْرَة ".
وفي السنن والمسند عنه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة، وعندها صبي يسيل منخراه دماً، فقال: " ما هذا " فقالوا: به العُذْرة، أو وجع في رأسه، فقال: " وَيْلَكُنَّ لا تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ، أَيُّما امْرَأَةٍ أصابَ وَلَدَهَا عُذْرَةٌ أَوْ وَجَعٌ في رَأسِه، فَلْتَأخُذْ قُسْطاً هِنْدِياً فلْتَحُكَّه بماءٍ ثم تُسْعِطْهُ إيَّاهُ " فأمرت عائشة رضي الله عنها فصنع ذلك بالصبي، فبرأ.
قال أبو عبيد عن أبي عبيدة: العذرة تهيج في الحلق من الدم، فإذا عولج منه، قيل: قد عُذِرَ به، فهو معذور انتهى. وقيل: العُذْرة: قرحة تخرج فيما بين الأذن والحلق، وتعرض للصبيان غالباً.
وأما نفع السعوط منها بالقسط المحكوك، فلأن العذرة مادتها دم يغلب عليه البلغم، لكن تولده في أبدان الصبيان أكثر، وفي القسط تجفيف يشد اللهاة ويرفعها إلى مكانها، وقد يكون نفعه في هذا الداء بالخاصية، وقد ينفع في الأدواء الحارة، والأدوية الحارة بالذات تارة، وبالعرض أخرى.
وقد ذكر صاحب (القانون) في معالجة سقوط اللهاة: القسط مع الشب اليماني، وبرز المرو.
والقسط البحري المذكور في الحديث: هو العود الهندي، وهو الأبيض منه، وهو حلو، وفيه منافع عديدة، وكانوا عديدة وكانوا يعالجون أولادهم بغمز اللهاة، وبالعلاق، وهو شيء يعلقونه على الصبيان، فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك، وأرشدهم إلى ما هو أنفع للأطفال، وأسهل عليهم.
والسعوط: ما يصب في الأنف، وقد يكون بأدوية مفردة ومركبة تدق وتنخل وتعجن وتجفف، ثم تحل عند الحاجة، ويسعط بها في أنف الإنسان، وهو مستلق على ظهره، وبين كتفيه ما يرفعهما لتنخفض رأسه، فيتمكن السعوط من الوصول إلى دماغه، ويستخرج ما فيه من الداء بالعطاس، وقد مدح النبي صلى الله عليه و سلم التداوي بالسعوط فيما يحتاج إليه فيه.
وذكر أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه و سلم استعط.
النهي في الحديث هل هو للتحريم، وهل هناك من ذكر قدر القسط المستخدم في علاج العُذْرة؟
وجزاكم الله خيراً.