وصلتني رسالةٌ من محبٍ ومشفقٍ على اللغةِ العربيةِ ... لن تأخذ منك وقتاً
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[05 - 08 - 04, 04:07 ص]ـ
الحَمْدُ للهِ وَبَعدُ؛
أَرْسَلَ إِلَيَّ أَخٌ عَزِيْزٌ خَالِدٌ الشِّبْلُ، وَهو مِن أَهلِ الاخْتِصاصِ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، رِسَالَةً أَضَعُهَا بِنَصِّها.
أَسْأَلُ اللهَ أَن يَجْزِيهُ خَيْراً عَلَى حُسنِ ظنهِ بي، وَأَسْأَلُ اللهَ أَن تَجدَ القَبُوْلَ.
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الشيخ: عبد الله زقيل سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى، على أمثالكم من طلاب العلم والمثقفين والمتكلمين، أن اللغةَ وسيلةٌ للخطاب والتخاطب، فبها يَنقُلُ المتحدثُ الفكرةَ إلى أي متلقٍّ يُحسِنُ فهمَه. وليس بخافٍ، أيضًا، أن كلَّ لغةٍ في العالم تعتمد على مفرداتٍ وتراكيبَ، وهما - في العربية - علمُ الدلالة وعلمُ التركيب، ويحرِص أربابُ كلِّ لغة إلى ضبطِ التحدُّث بها، وتعليم الآخرين فنونَ ذلك، وكثر ما تعتز شعوب العالَم بلغاتها، ويهتمون لها، وربما عرضوا لغتهم وتعلمَها على أهل اللغات الأخرى.
واللغة العربية كتب الله - تعالى - لها البقاءَ والخلودَ، لأنه اختارها لتكونَ لغةَ الكتاب المهيمن على الكتب الماضية، وبحفظه حُفظتْ، وقد جُمِع لها من الشَّرَف شيء كثير.
أخي الفاضل: لن أطيل في فضل العربية، وأمْر ضبطها، فهذا يطول، وربما أغنى عنه الاستماع إلى الرابط التالي، ففيه مقدمة عن اللغة العربية:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=7063&scholar_id=50&%20series_id=290
وكما تعلم - أخي المبارك - أن في الإنترنت مواقعَ تُعَدُّ ولا تُحصى، ومنتدياتٍ كثيرةً، اختلفتْ غاياتُها، وتعددت أسماؤها ومسمياتها، لكنْ أن تقف على نادٍ لأهل العربية، يتسامرون فيه، ويتعلمون ويُعلمون فذاك ربما كان من النادر، وإن وُجِد فلربما انغمر في بحر المواقع، وأعيا المنقّبَ البحثُ عنه، ولذا وجدتها فرصةً حسنةً أن أكتبَ إليكم في شأن منتديات الفصيح لعلوم اللغة العربية، المتخصصة في هذا الفن، إذ يضم النادي نخبةً من أساتذة الجامعات والمحاضرين والأساتذة والمعلمين، والطلاب، يجمعهم من شتى بقاع الأرض الحوارُ العربي، ويسجلون أطاريحَهم في اللغة والنحو والتصريف والأدب والنقد والبلاغة والإعجاز القرآني، ولم يُغفِلوا ناديًا للإبداعات اللغوية.
أخي الشيخ عبد الله: أحسبُ أن دعوتكم لهذا المنتدى، في منتديات الساحات الذي تكتبون فيه، وفي غيره، من الدعوة لهذه اللغة العظيمة، وأزعم أن زيارة المَعنيين لهذا المنتدى قد تغني عن كثير من الإيضاح.
أدَعُ لك الخِيارَ في الكتابة عن نادي الفصيح، فإن راق لك ذلك فدونك الطريقَ إليه:
http://www.alfaseeh.net/vb/index.php
تقبل تحياتي، ولك القَدْرُ والشكْرُ.
أخوك: خالد الشبل.
[email protected]
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[05 - 08 - 04, 02:49 م]ـ
الحَمْدُ للهِ وَبَعدُ؛
هذهِ بعضُ الفوائدِ في جمعتها من كُتبِ السيرِ والتراجمِ لها عَلاَقَةٌ بالموضوعِ.
أَسْأَلُ اللهَ أَن يَنْفَعَ بها.
فضلُ عُلَمَاءِ اللُّغَةِ:
لقد كان لعلماءِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ مكانةٌ كبيرةٌ عند الخلفاءِ والولاةِ والأمراءِ والقضاةِ، ومن هؤلاءِ أَبُو زَكَرِيَّا الفَرَّاءُ صَاحِبُ الكِسَائِيِّ.
نقل الذَّهَبِيُّ في " السير " (10/ 119) عَنْ ثَعْلَبٍ: أَنَّهُ قَالَ: " لَوْلاَ الفَرَّاءُ، لَمَا كَانَتْ عَرَبِيَّةً، وَلَسَقَطَتْ؛ لأَنَّهُ خَلَّصَهَا، وَلأَنَّهَا كَانَتْ تُتَنَازَعُ وَيَدِّعِيْهَا كُلُّ أَحِدٍ ".ا. هـ.
وقال الذَّهَبِيُّ في " السير " (10/ 119) أيضاً: " وَنَقَلَ أَبُو بُدَيْلٍ الوَضَّاحِيُّ: أَنَّ المَأْمُوْنَ أَمَرَ الفَرَّاءَ أَنْ يُؤَلِّفَ مَا يُجْمَعَ بِهِ أُصُوْلُ النَّحْوِ، وَأُفْرِدَ فِي حُجْرَةٍ، وَقَرَّرَ لَهُ خَدَماً وَجَوَارِيَ، وَوَرَّاقِيْنَ، فَكَانَ يُمْلِي فِي ذَلِكَ سِنِيْنَ.
قَالَ: وَلَمَّا أَمْلَى كِتَابَ (مَعَانِي القُرْآنِ)، اجْتَمَعَ لَهُ الخَلْقُ، فَكَانَ مِنْ جُمْلَتِهِم ثَمَانُوْنَ قَاضِياً، وَأَمَلَّ (الحَمْدَ) فِي مائَةِ وَرْقَةٍ ".ا. هـ.
¥