تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حول الوليد بن مسلم تلميذ الأوزاعي]

ـ[أبو غازي]ــــــــ[09 - 08 - 04, 08:17 م]ـ

الوليد بن مسلم الدمشقي عالم أهل الشام.

وهو من مدلسي التسوية كما قال ابن حجر وغيره.

لدي إشكال: لماذا لم يرم أحد الأئمة الوليد بن مسلم بالكذب؟!

لماذا؟

لأنه يزّور كلام شيخه الأوزاعي, حيث أن الأوزاعي يقول حدثنا فلان, فيغير الوليد بن مسلم هذه الكلمة إلى "عن" ويسقط الكذابين أو الضعفاء, وحينما سئل عن ذلك رد بقوله: أنبّل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء.

فكيف ينبل شيخه ولا ينبل النبي صلى الله عليه وسلم وشريعة الله ويرضى بإدخال أحاديث يرويها كذابون إلى دين الله؟

ففي تهذيب الكمال للمزي وميزان الاعتدال للذهبي يروى هذا الأثر: قال صالح بن محمد الأسدى الحافظ: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت للوليد بن

مسلم: قد أفسدت حديث الأوزاعى. قال: كيف؟ قلت: تروى عن الأوزاعى، عن نافع، و عن الأوزاعى، عن الزهرى، و عن الأوزاعى، عن يحيى بن سعيد، و غيرك يدخل بين الأوزاعى و بين نافع عبد الله بن عامر الأسلمى، و بينه و بين الزهرى إبراهيم بن مرة، و قرة و غيرهما، فما يحملك على هذا؟ قال: أنبل الأوزاعى أن يروى عن مثل هؤلاء. قلت: فإذا روى الأوزاعى عن هؤلاء، و هؤلاء ضعفاء، أحاديث مناكير، فأسقطتهم أنت، و صيرتها من رواية الأوزاعى عن الثقات، ضعف الأوزاعى. فلم يلتفت إلى قولى.

و قال حنبل بن إسحاق: سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبى السفر حديث الأوزاعى، و كان ابن أبى السفر كذابا و هو يقول فيها: قال الأوزاعى.

و قال مؤمل بن إهاب، عن أبى مسهر: كان الوليد بن مسلم يحدث بأحاديث الأوزاعى عن الكذابين ثم يدلسها عنهم.

هل من العدالة أن يخفي علة في الحديث (قادحة كرواية الكذاب) ويظهرها للناس على غير حقيقتها بتسويته للاسناد؟ أليس حريٌ به أن يفضح هؤلاء الكذابين ويتقي حديثهم ويحذر منهم؟

فما السبب في قبول الأئمة لحديثه وعدم جرحهم إياه؟

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 08 - 04, 05:13 ص]ـ

جاء عن شعبة بن الحجاج رحمه الله أنه قال التدليس أخو الكذب

والوليد بن مسلم فعل هذا التدليس مثل غيره متأولا، وإن كان تأويله غير مقبول لكنه عذر في عدم الحكم عليه بتعمد الكذب.

وتدليس الإسناد كذلك قد يفعله المحدث ويسقط كذابا أو متروكا

وعمل المحدثين على قبول حديث الراوي المدلس الثقة إذا تبين أنه لم يدلسه.

ـ[الأعمش]ــــــــ[11 - 08 - 04, 06:05 ص]ـ

هذا يؤكد أننا عالة على أولئك الأئمة وليس لأحدنا الحكم على راو بغير ما تكلم به عليه الأئمة

ـ[أبو غازي]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:10 م]ـ

وما هو تأويل من يسقط كذاباً؟

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 08 - 04, 03:06 ص]ـ

إسقاط الكذاب أو الضعيف من السند وإيهام عدم وجوده تدليس من فاعله يذم عليه على كل حال

ولكن تأويلهم في ذلك هو تزيين حال الإسناد لأغراض متعددة منها نفي التهمة عنهم بالرواية عن الضعفاء والمتروكين ومنها العلو وغير ذلك مما ذكره أهل العلم.

ولاشك أن هذا خطا منهم ولذلك جاء عن شعبة أنه قال لأن أزني أحب إلي من أن أُدلس.

ولكن لايلزم من فعلهم هذا أنهم تعمدوا الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفهم هذا أحد من أهل العلم ولذلك قبلوا أحاديث الثقات منهم إذا تبين عدم تدليسهم في الرواية.

فلازم قولهم في الإسناد ليس بلازم على إطلاقه، ولذلك وقع التدليس من أئمة كبار في الدين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير