ويؤيد ذلك أن الختان كان معروفًا قبل الإسلام لدى العرب، ثم اعتبره الإسلام ولم ينه عنه، فصار معتبرًا شرعًا، ثم صار شعيرة وأمارة من شعائر الإسلام وأماراته، فلا تترك شعائر الإسلام أبدًا، بغض النظر عن الاختلاف في حكمه ما بين الوجوب والاستحباب.
واعتبار الإسلام له وإبقاء العمل به دون النهي عنه، ثم تتابع الأجيال على العمل به يعني الإجماع عليه واعتباره، ولا يصح نقض هذا كله؛ لأن الله لم يكن ليجمع الأمة على ضلالة على مدار هذه العصور الفاضلة.
وقد نص الخطيب البغدادي في ((الفقيه والمتفقه)) وغيره من المعنيين بالأصول على عدم إحداث قول لم يكن موجودًا في الأزمنة الفاضلة للأمة، إلا أن تكون المسألة من النوازل المستحدثة والمستجدة، فيجوز الاجتهاد فيها وإحداث الأقوال حينئذٍ.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّقَ الحكم عليه في قوله: ((إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل))، ولا يُعلِّق النبي صلى الله عليه وسلم حُكْمًا شرعيًّا كهذا على أمر من شأنه التغير أو عدم الوجود.
وهذا وغيره من الأدلة: يؤيد العمل بالختان بغض النظر عن حكمه، ولا يجوز التواطئ على تركه أبدًا لأنه من شعائر الإسلام التي لا يجوز تركها.
واختلف الناس في حكمه كما هو مشهور.
والحديث المذكور هنا وكذا ما ذكره الشيخ عبد الرحمن الفقيه بارك الله فيه وحفظه دالٌّ على الموضوع صراحة دون الحاجة إلى تفسير أو تأويل.
فهذه أحاديث واردة في شأن الختان لكن الخلاف هل يفهم منها الوجوب أم الاستحباب؟ هذا كل ما في الأمر.
لكن لم يقل أحد من أهل العلم أبدًا بمنع الختان، أو بعدم وجوده، أو أنه لم يرد في الأحاديث، ونحو هذا العبارات.
وللشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر سابقًا رحمه الله تعالى بحث طيب في بيان أقوال الفقهاء في الموضوع فليرجع إليه.
ويمكن الرجوع في مناقشة المسألة من الناحية الحديثية والفقهية والطبية إلى كتاب: ((النقاء في ختان النساء)).
والله الموفق.
وكتب: صلاح هلل.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[13 - 08 - 04, 04:14 ص]ـ
أرجو أن ننتبه عند الكلام على الموضوعات التي يشن الغرب والمفسدون حملة عليها
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه، وبعد،،،
فموضوع الختان وتناوله في وسائل الإعلام حلقة من حلقات التآمر لإفساد الأمة الإسلامية عن طريق المرأة، وأرجو أن نفرق بين من يريد معرفة حكم الشرع للاهتداء- ولو كان الموضوع هكذا ما تناولوه أبدا في وسائل الإعلام- وبين من يثير القضية ويدخل الشيوخ في المعركة ككاسحات ألغام أمام مشروعه الإفسادي الذي يمثل إفساد المرأة فيه عنصرا أساسيا لكي ينجح باقي المشروع.
وجزى الله إخواننا الأفاضل خيرا، وأرجو من الإخوة أن يتنبهوا جيدا لكلام أخينا صلاح هلل وفقه الله فقد أشار إلى نقاط مهمة وأرجو كذلك أن تتناولوا الموضوع في ظل كلام خرج به علينا "عمرو خالد" في برنامجه عن الظلم الواقع على المرأة وقال:" إن من الظلم الواقع على المرأة في العالم الإسلامي:الختان وقال إنه يعمل تحت اسم الإسلام ويؤدي إلى تشوهات في نفسية المرأة ... إلخ" هذا السفه والهراء الذي لم يقله عالم على مدار التاريخ. (وكلامه في شريط في موقعه في الملف الصوتي يبدأ من الدقيقه 23).
فهل يا إخواني الكرام من يقول بأن الأحاديث الواردة في الأمر بختان المرأة ضعيفة يقول بقول عمرو خالد؟! وهل قال عالم معتبر من علماء الأمة بمثل هذا من قبل؟
وهل أقر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الظلم في المجتمع الإسلامي حينما جعله من الفطرة وحينما ذكر في أحاديثه مسّ الختان الختان ولم ينه عنه لأنه ظلم؟!
أظن أن الأمر خرج عن كون الختان ورد به أحاديث أو لم يرد، بل الأمر هو ترديد لدعوات الناعقين من الغرب وأذنابهم من الشرق ودخل فيه شيوخ عن قصد أو غير قصد المهم أنهم أصبحوا كاسحات ألغام للمشروع الغربي الإفسادي لتغريب المجتمعات الإسلامية.
ولو راجعتم بعض القوانين الصادرة في كثير من البلدان العربية التي تجرم الختان وتجعل عليه عقوبة وإغلاق لعيادات من قام به لعلمتم أن الأمر خطير وإن إقحام الدين والشيوخ في الموضوع هو لتمرير هذا المشروع على وفق باطلهم الذي يريدون.
¥