تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه المسألة أعني مسألة الغناء والمعازف تناقش في واد آخر غير ما هي عليه الآن ومن علم حقيقة الأغاني في هذه الأيام وكان قد شم رائحة العلم المأخوذ عن الكتاب والسنة فلن يتردد في تفسيق أصحابها وتحريمها وأنا أعجب ممن يناقش حكم الأغاني والموسيقى بعيدا عما هو موجود في واقع المجتمعات من فتنة وبلاء وفحش ودعوة إلى الزنا والعشق والهيام وإفساد الأخلاق.

وهذا كمن يتحدث عن السينما ويقول ليست كلها حرام ويدعي الانصاف والتفصيل، فيا أيها العالم النحرير الناس يسألونك عن السينما التي في مجتمعاتهم وليست السينما التي في خيالك فلماذا اللف والدوران ولبس الحق بالباطل؟! اذكر لنا سينما واحدة في الدنيا ليست حراما!!!

فلماذا لا نصرف جهودنا في محاربة هذا الغناء الفاحش الداعر بدلا من أن نقدم الفتاوى لتأصيل الفساد الذي لا يرجع أصلا للدين ولو قال كل شيوخ الدنيا بحرمته فلن ينتهي أهله؟!

لماذا لا نرجع للمحكمات وندع المتشابه؟

لماذا مع ذبح الأمة من الوريد إلى الوريد نؤصل الفساد؟! -وأنا لا أقصد أحدا بعينه-

ووالله لوكان الغناء مباحا لكان مع تفريط الكثيرين في تعلم فرائض دينهم وتضييع كثير من واجباته وانتشار الفساد واحتلال الأمة ومحاربتها في أصل عقيدتها ومسخ الأجيال .. لكان من أشد المحرمات لما له من آثار في تخنيث العزائم وتخدير المشاعر والغياب عن مهمة الخلق الأساسية وهي تحقيق العبودية لله.

أرجو ممن يضع ضوابط للغناء حتى يبيحه أن يعلم أن من يستمعون الغناء يريدون منه فقط ومضة يخدرون بها ضمائرهم أما بقية كلامه وضوابطه فلن ينظروا إليها، مع كونها غير موجودة أصلا في الواقع ولن يلتفت إليها أحد.

أرجو ممن يضع ضوابط للغناء أن ينظر حوله في الأغاني الموجودة ويسأل من يستمعون إليها عما تفعله في نفوسهم حتى يعلم أي شر هي؟ وعن أي شيء يتحدث؟

الغناء الآن رسالة هدم وتشريد رسالة فحش وخنا .. رسالة إباحية ودعارة .. رسالة إثارة للشهوات .. للمغنيين نقاباتهم المرخصة في كثير من البلاد وليس للدعاة إلى الله والعلماء إلا ما تعرفون!

للمغنيين الآن مسارحهم وأموال الأمة تنفق عليهم {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ} فهل من اعتبار؟!

أمة مشردة، مسخت مفاهيمها وهويتها، وضاع شبابها وشباتها-إلا من رحم الله- ونزفت دماؤها في كل صقع من هذه المعمورة وهي مع هذا تلهو وتغني ويؤصل بعضهم لها الفساد حتى تغرق أكثر وأكثر؟

يا أحباب عند الأمة من الغفلة واللهو ما يكفيها، فحاولوا أن تكونوا سببا في يقظتها بدلا من تأصيل الغفلة لها!

هل يوجد من شم رائحة العلم يبيح هذا الفساد المسمى بالغناء في أوقاتنا الحاضرة؟!

فقد وصل هذا الغناء مع ما يسمى بالفن إلى حالة لم يكن يحلم بها الشيطان!!

ثم لماذا نترك علمائنا الراسخين في العلم ونأخذ الفتاوى من بعض من غلبت عليهم أهواؤهم فاستمعوا هم للغناء وضعفوا فبحثوا عما يؤيد هواهم هنا وهناك ثم نقلوه للأمة على أنه العلم المحقق والراسخ؟!

بعض الشيوخ المشار إليهم بالبنان الآن في زمن نزول الجهل وتصدر الجهال يقول عن نفسه: إنه يستمع لفيروز وفايزة أحمد وشادية ويشاهد الأفلام ... إلخ ما يسقط العدالة فهل هذا يستفتى في حكم هذه الأمور؟!

برئنا إلى الله من معشر = بهم مرض من سماع الغنا

وكم قلت: يا قوم أنتم على = شفا جرف ما به من بنا

شفا جرف تحته هوة = إلى درك كم به من عنا

وتكرار ذا النصح منا لهم = لنعذر فيهم إلى ربنا

فلما استهانوا بتنبيهنا = رجعنا إلى الله في أمرنا

فعشنا على سنة المصطفى = وماتوا على تنتنا تنتنا

وقال آخر:

فدع صاحب المزمار والدف والغنا= وما اختاره عن طاعة الله مذهبا

ودعه يعش في غيه وضلاله = على تاتنا يحيا ويبعث أشيبا

وفي تنتنا يوم المعاد نجاته = إلى الجنة الحمراء يدعى مقربا

سيعلم يوم العرض أي بضاعة = أضاع وعند الوزن ما خف أو ربا

ويعلم ما قد كان فيه حياته = إذا حصلت أعماله كلها هبا

دعاه الهدى والغى من ذا يجيبه = فقال لداعي الغى: أهلا ومرحبا

وأعرض عن داعي الهدى قائلا له: = هواى إلى صوت المعازف قد صبا

يراع ودف بالصنوج وشاهد = وصوت مغن صوته يقنص الظبا

إذا ما تغنى فالظباء تجيبه = إلى أن تراها حوله تشبه الدبا

فما شئت من صيد بغير تطارد = ووصل حبيب كان بالهجر عذبا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير