تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيا آمري بالرشد لو كنت حاضرا = لكان توالي اللهو عندك أقربا

والأخ الذي طرح الموضوع سؤاله واضح: فهو يتحدث عن شبهات موجودة وفساد يريد من طلبة العلم ردها حتى ينقذ أمته، فلماذا كل هذا من حشد للرخص الغثة والأقوال الضعيفة والتقول على الله وعلى رسوله وعلى علماء وأخيار بحكايات ضعيفة وأقوال غثة؟!!

لماذا يا أخي-وأنا أحسبك من الغيورين على دينك- لا تساهم معنا في ردم هذا المستنقع الآسن الذي تعفنت الأجواء وتسممت الأفكار من جراء انتشاره في الأمة؟

لماذا ....... ولماذا ........... ولماذا؟! ألم تقرأ قول الإمام مالك رحمه الله لما سئل: عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق؟!.

فهل نحن الآن نحتج بالفساق؟!

عمل أهل المدينة في القرون المفضلة محل خلاف بين أهل العلم، وعمل فساق المدينة عندنا الآن محل احتجاج؟! يا شماتة أعداء الإسلام بنا!

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله: (وإذا كان الزمر الذي هو أخف آلات اللهو حراما فكيف بما هو أشد منه كالعود والطنبور واليراع ولا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك فأقل ما فيه: أنه من شعار الفساق وشاربي الخمور، وكذلك قال أبو زكريا النووي في روضته: القسم الثاني: أن يغنى ببعض آلات الغناء بما هو من شعار شاربي الخمر وهو مطرب كالطنبور والعود والصنج وسائر المعازف والأوتار يحرم استعماله واستماعه قال: وفي اليراع وجهان صحح البغوي التحريم ثم ذكر عن الغزالي الجواز قال: والصحيح تحريم اليراع وهو الشبابة، وقد صنف أبو القاسم الدولعى كتابا في تحريم اليراع،

قد حكى أبو عمرو بن الصلاح الإجماع على تحريم السماع الذي جمع الدف والشبابة والغناء فقال في فتاويه:أما إباحة هذا السماع وتحليله فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع والخلاف المنقول عن بعض أصحاب الشافعي إنما نقل في الشبابة منفردة والدفع منفردا فمن لايحصل أو لا يتأمل ربما اعتقد خلافا بين الشافعيين في هذا السماع الجامع هذه الملاهي وذلك وهم بين من الصائر إليه تنادي عليه أدلة الشرع والعقل مع أنه ليس كل خلاف يستروح إليه ويعتمد عليه ومن تتبع ما اختلف فيه العلماء وأخذ بالرخص من أقاويلهم تزندق أو كاد) اهـ.

وللعلم فما من شبهة ذكرها من لبس الحق بالباطل وهو يتحدث عن الغناء إلا وأجاب عنها علماؤنا السابقون والحاضرون من أهل الاتباع الصادق والتدين الصحيح والاستقامة كما أمر الله.

وهذه بعض نقولات عن العلماء الربانيين تبين موقع الغناء وحكمه في دين الله-مع أن الغناء الذي كانوا يتحدثون عنه لا يصل إلى واحد من مليون من الفساد الموجود في الغناء الآن ولا تستطيلوا النقل، فإن الغناء فتنة عمّت فأعمت:

قال الإمام ابن القيم رحمه الله وأجزل له المثوبة في كتابه العظيم الجدير بالقراءة: إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" الذي نقض فيه أوهام وشبهات المبيحين لقرآن الشيطان:

(فصل ومن مكايد عدو الله ومصايده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين: سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان فهو قرآن الشيطان والحجاب الكثيف عن الرحمن وهو رقية اللواط والزنا وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحسنه لها مكرا منه وغرورا وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجورا فلو رأيتهم عند ذياك السماع وقد خشعت منهم الأصوات وهدأت منهم الحركات وعكفت قلوبهم بكليتها عليه وانصبت انصبابة واحدة إليه فتمايلوا ولا كتمايل النشوان وتكسروا في حركاتهم ورقصهم أرأيت تكسر المخانيث والنسوان ويحق لهم ذلك وقد خالط خماره النفوس ففعل فيها أعظم ما يفعله حميا الكؤوس فلغير الله بل للشيطان قلوب هناك تمزق وأثواب تشقق وأموال في غير طاعة الله تنفق حتى إذا عمل السكر فيهم عمله وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله واستفزهم بصوبه وحيله وأجلب عليهم برجله وخيله وخز في صدورهم وخزا وأزهم إلى ضرب الأرض بالأقدام أزا فطورا يجعلهم كالحمير حول المدار

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير