أحدهما والآخر ينظر
وقال مالك بن دينار بلغني أن ريحا تكون في آخر الزمان وظلم فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا قال بعض أهل العلم إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق وانصبغ بذلك صبغا تاما صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه حتى يبدو على صفحات وجهه بدوا خفيا ثم يقوى ويتزايد حتى يصير ظاهرا على الوجه ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة كما قلب الهيئة الباطنة ومن له فراسة تامة يرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن فقل أن ترى محتالا مكارا مخادعا ختارا إلا وعلى وجهه مسخة قرد وقل أن ترى رافضيا إلا وعلى وجهه مسخة خنزير وقل أن ترى شرها نهما نفسه نفس كلبية إلا وعلى وجهه مسخة كلب فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس قويت على قلب الصورة الظاهرة ولهذا خوف النبي من سابق الإمام في الصلاة بأن يجعل الله صورته صورة حمار لمشابهته للحمار في الباطن فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فساد صلاته وبطلان أجره فإنه لا يسلم قبله فهو شبيه بالحمار في البلادة وعدم الفطنة إذا عرف هذا فأحق الناس بالمسخ هؤلاء الذين ذكروا في هذه الأحاديث فهم أسرع الناس مسخا قردة وخنازير لمشابهتهم لهم في الباطن وعقوبات الرب تعالى نعوذ بالله منها جارية على وفق حكمته وعدله وقد ذكرنا شبه المغنين والمفتونين بالسماع الشيطاني ونقضناها نقضا وإبطالا في كتابنا الكبير في السماع وذكرنا الفرق بين ما يحركه سماع الأبيات وما يحركه سماع الآيات
وذكرنا الشبه التي دخلت على كثير من العباد في حضوره حتى عدوه من القرب فمن أحب الوقوف على ذلك فهو مستوفى في ذلك الكتاب وإنما أشرنا ههنا إلى نبذة يسيرة في كونه من مكايد الشيطان وبالله التوفيق) اهـ وسأرفق كتاب إغاثة اللهفان هنا حتى يطالع الكلام بتمامه لأهميته.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[15 - 08 - 04, 07:00 م]ـ
وهذا رد بسيط على بعض ما يورده هؤلاء من مزاعم يحلون بها الغناء كما طلب الأخ الكريم:
أما قولهم حلاله حلال وحرامه حرام فلا يستوجب ردًا فليس فى الكلام حمل جديد فكأنهم قالوا الحلال حلال والحرام حرام مع ما فى قولهم حلاله حلال من مصادرة على المطلوب.
وأما قولهم يكون حرامًا إذا صاحب المعازف والخمر والرقص فليس فيه ما يمنع من تحريم الغناء بدون الرقص والخمر وهو يناقض قولهم الموسيقى المجردة ليست حرامًا مع العلم بأن الخلاف بين أهل العلم إنما هو حول الغناء المجرد من المعازف أما تحريم المعازف فثابت كما ورد فى البخارى وغيره.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 08 - 04, 07:08 م]ـ
وهذا كلام للشيخ الألباني رحمه الله في كتابه العظيم:" تحريم آلات الطرب أو الرد بالوحيين وأقوال أئمتنا على ابن حزم ومقلديه المبيحين للمعازف والغنا وعلى الصوفيين الذين اتخذوه قربة ودينا":
وسأذكر مقدمة الكتاب وأضع الكتاب في المرفقات للإطلاع عليه وقد أجاد الشيخ رحمه الله في تفنيد آراء أهل الغناء فمع مقدمة كتابه رحمه الله: (المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد، فقد كنت وقفت سنة (1373 ه) في مجلة " الإخوان المسلمون " المصرية، العدد (11) بتاريخ (29) ذي العقدة من السنة المذكورة على استفتاء حول الموسيقى والغناء نصه:
" أنا شاب مسلم، وأقوم بشعائر الدين (ومخلصٌ جداً)، ولكن هناك شيء يستولي على نفسي، وهو حب الموسيقى والغناء، بالرغم أني أحفظ القراّن الكريم، فهل هذه الهواية حرام؟ ".
فأجاب فضيلة الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة بما نصه:
¥