تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خامساً: لم يروِ الغزالي غليله في رد الحديث بقول ابن حزم المتقدم: " وهذا لا شيء "، بل حرّفه فقال: " وسنده لا شيء " كما تقدم.

وهذا من بالغ جهله بهذا العلم، أو شدة غفلته، لسيطرة الهوى عليه، وقديماً قيل: " حبك الشيء يعمي ويصم "، ذلك لأن هذا القول المُحرَّف لا يلتئم مع قول ابن حزم: " لا ندري له طريقاً "، إذ لا يصح في عقل إنسان أن يجمع بين هذا النفي المطلق للطريق وهو السّند، وبين إسناده للسند ولو مع الإشارة لضعفه بقوله: " وسنده لا شيء "!! وذلك في مكان واحد! فاعرف نفسك أيها الشيخ تعرف ربك، وتأدب بتأديب رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه ". " التعليق الرغيب " (1/ 66).

فاعرف أيها الشيخ وأنت على حافة قبرك قدر علماء الحديث والسّنة، وفقهاء هذه الأمة، ولا تشذ عنهم قيد شعرة، مغتراً بجدلك وقلمك وكتابتك، ونبينا صلوات الله وسلامه عليه يقول: " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ". متفق عليه. وأنت تعلم يقيناً أن الحياة المادية بله الحياة الدينية لا تستقيم في مجتمع إذا لم يعتمد أفراده في كل علم على ذوي الاختصاص منهم، ولا حاجة لضرب الأمثلة على ذلك، فالأمر بدهيّ جداً فلا يرجع مثلاً من كان يريد معرفة صحة حديث أو فقهه، إلى كاتب أو داعية إسلامي، لا يدري ما الحديث وما الفقه، ولا يدري أصولهما، ولا المصادر التي يجب الرجوع إليها، أو يدري ولا يتمكن من ذلك لسبب أو آخر، كما قيل:

وإذا لم تر القمر بازغاً فسلم لأناس رأوه بالأبصار

فلا أنت منهم وما أظن يبلغ بك الكبر أو المكابرة أن تنكر ذلك، ولا أنت سلمت لهم، بل نصَبت نفسك للرد عليهم، مع الاستهزاء بأقوالهم والسخرية بهم، كأنك لم تعلم، أو علمت ولم تؤمن بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: " الكبر بطر الحق وغمص الناس " " الصحيحة " (134 و 1626). وقوله: " ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه ". " الصحيحة " (1802). وقوله: " لو لم تكونوا تذنبون خشيت عليكم أكثر من ذلك: العجب ". " الصحيحة " (658). فاخشَ ما خشي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا كنت من الهالكين.

هذه نصيحة أوجهها إليك والدين النصيحة وأنت على حافة قبرك مثلي، وإلى كل من سلك سبيلك في الخروج على المحدثين، والفقهاء، وما أكثرهم في هذا الزمان، كذاك السّقّاف، وظله المدعو (حسان عبد المنّان) الذي اشتط في تتبع الأحاديث الصحيحة وتضعيفها، مخالفاً لحفّاظ الحديث ونقّادها، متظاهراً أنه مجتهد في ذلك غير مقلد، مموهاً على القرّاء بأمور مخالفة للواقع، وقد تيسر لي الرد عليه في بعض ما ضعّف، وبينت أنه متسلق على هذا العلم، يريد البروز والظهور، ويصدق عليه قول الحافظ الذهبي: " وكيف يطير ولما يريش! " ومن تلك الأحاديث حديث البخاري هذا، وقد تفنن في تضعيفه، وجاء بما لم تأت به الأوائل! حتى ولا ابن حزم، وقد بينت جهله في ذلك، وإنكاره وقلبه للحقائق مفصلاً في " الاستدراكات " آخر المجلد الأول من الطبعة الجديدة من " سلسلة الأحاديث الصحيحة "، ولعله ييسر لي ذكر شيء من ذلك في رسالتي هذه أثناء تبييضها إن شاء الله تعالى.

فيا أيها الشيخ! لعل هذا المعتدي على الأحاديث الصحيحة وأمثاله، هم ثمرة من ثمارك المُرّة، في تهجمك على السّنة الصحيحة وأئمتها، وعدم الاعتداد بأقوالهم تصحيحاً وتضعيفاً، حتى انتشرت الفوضى العلمية وضربت أطنابها، بين صفوف الأمة وشبابها، وصار الواحد منهم يصحح ويضعّف حسبما يشتهي ويهوى، فتب إلى الله تبارك وتعالى من هذه السنة السيئة وأمثالها، وإلا كان عليك وزرها ووزر من اتبعك عليها، وسله تعالى حسن الخاتمة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:

" إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة، [وإنما الأعمال بالخواتيم] ". متفق عليه، والزيادة للبخاري. " ظلال الجنة " (1/ 96 97.

{ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}. وصلى الله تعالى على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

عمّان شهر محرم سنة (1415) محمد ناصر الدين الألباني).

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

ـ[د. م. موراني]ــــــــ[15 - 08 - 04, 07:26 م]ـ

قال أبو عبيد في غريب الحديث , ج 2 , ص 219 الى 221:

في حديث النبي عليه السلام أنه مر على أصحاب الدركلة فقال: خذوا يا بني أرفدة حتى يعلم اليهود والنصارى

أن في ديننا فسحة.

قال: فبيناهم كذلك اذ جاء عمر فلما رأوه ابذعرّوا.

ابذعروا , يعني تفرقوا وفروا.

والذي يراد من هذا الحديث الرخصة في النظر الى اللهو وليس في هذا حجة للنظر الى الملاهي المنهى عنها من المزاهر والمزامير. وانما هذه لعبة للعجم.

قال أبو عبيد: اللعبة الشيء الذي يلعب به الصبيان. انتهى.

هذا , واعتبر الشيخ الألباني الحديث (خذوا يا بني أرفدة) صحيحا: صحيح الجامع الصغير (بيروت 1406) , ج 1 , ص 613 , الرقم 3219.

اذا , فللمسألة عدة جوانب.

موراني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير