ـ يعني أبن السوداء ـ لولا أن لا يزال يخرج عليَّ عصابة تنعي عليَّ دمه كما ادعيت علي دماء أهل النهر لجعلت منهم ركاما.
6 - أخبرنا أبو المظفر بن القشيرى، أنا أبو سعد الجنزروذى، أنا أبوعمرو ابن حمدان، وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني , نا محمد أبن الحسن الأسدى، نا هارون بن صالح الهمداني، عن الحارث أبن عبد الرحمن عن أبي الجلاس، قال: سمعت عليا يقول لعبد الله السبئي: ويلك والله ما أفضي إلي بشيء كتمه أحداً من الناس، ولقد سمعته يقول: أن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا وإنك لا حدهم. قالا: وانا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا محمد أبن الحسن، زاد أبن المقرىء الأسدي بإسناده مثله.
7 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار في كتابة، وأخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السبخي بمرو، عنه، أنا أبو علي بن شاذان، نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يونس أبو الأحوص عن مغيرة عن سماك قال: بلغ عليا أن ابن السواد ينتقض أبا بكر وعمر، فدعا به ودعا بالسيف أو قال فهم بقتله فكلم فيه فقال: لايساكني ببلد أنا فيه، قال: فسير إلى المدائن.
8 - أنبأنا أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم، أنا أبو الفضائل محمد أبن أحمد بن عبد الباقي بن طوق، قال: قرىء على أبي القاسم عبيدالله ابن علي أبن عبيد الله الرقي، نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد أبن أبى مسلم، أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد، أخبرني الغطافي، عن رجاله، عن الصادق عن آبائه الطاهرين عن جابر قال: لما بويع علي خطب الناس فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له: أنت دابة الأرض، قال فقال له: اتق الله، فقال له: أنت الملك، فقال له: اتق الله، فقال له: أنت خلقت الخلق، وبسطت الرزق، فأمر بقتله، فاجتمعت الرافضة فقالت: دعه وانفه إلى ساباط المدائن فإنك إن قتلته بالمدينة خرجت أصحابه علينا وشيعته، فنفاه إلي ساباط المدائن فثم القرامطة والرافضة، قال: ثم قامت إليه طائفة وهم السبئية وكانوا أحد عشر رجلا فقال أرجعوا فإني علي بن أبي طالب أبي مشهور وأمي مشهورة، وانا أبن عم محمد صلي الله عليه وسلم فقالوا لا نرجع، دع داعيك فأحرقهم بالنار، وقبورهم في صحراء أحد عشر مشهورة فقال من بقي ممن لم يكشف رأسه منهم علينا: أنه إله، واحتجوا بقول ابن عباس: " لا يعذب بالنار إلا خالقها ". قال ثعلب: وقد عذب بالنار قبل علي أبو بكر الصديق شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وذاك أنه رفع إليه رجل يقال له: الفجأة وقالوا إنه شتم النبي ـ صلي الله عليه وسلم بعد وفاته، فأخرجه إلى الصحراء فأحرقه بالنار. قال فقال ابن عباس: قد عذب أبو بكر بالنار فاعبدوه أيضا
(انظر: تاريخ مدين دمشق للحافظ ابن عساكر الصفحات 124 / ب، 125/ أ من أصل المخطوط)." اهـ
ثم يواصل ممحصاً و مدققاً لتلك الروايات فيقول:
"قبل أن اعلق على إسناد هذه الروايات صحة أو ضعفا، أو وكد أن هذه الروايات الثمان ليس في أحد من إسنادها ذكر لسيف بن عمر، وهي تنتصب دليلا على أن أخبار " ابن سبأ " من الذيوع والانتشار بحيث لم تكن قصرا على سيف وحده، وبالتالي يسقط ادعاء التشكيك أو الإنكار اعتمادا على هذا الأساس الواهي، الذي تخالفه الحقائق العلمية.
أما أسانيد هذه المرويات فهي تتفاوت في الضعف أو القوة حسب رواتها. وإليك البيان:
أ - يبد ضعف الرواية الأولى لوجود محمد بن عثمان أبن أبي شيبة، فقد ذكره الذهبي في الميزان ونقل أقوال من ضعفه من العلماء، وأشار إلى طائفة وثقته واكتفى هو بالقول: كان بصيرا بالحديث والرجال له تواليف مفيدة (ميزان الاعتدال 3/ 642).
وقبله أفاض الخطيب في ترجمته وجمع أقوال من اتهموه بالكذب، وإن كان الخطيب قد قال عنه: " كان كثير الحديث واسع الرواية ذا معرفة وفهم، وله تاريخ كبير " (تاريخ بغداد 3/ 42).
ولوجود مجالد ـ وهو ابن سعيد ـ جاء ذكره في الميزان، ونقل الذهبي قول ابن معين فيه " لا يحتج به" وقول أحمد: " يرفع كثيراً مما لا يرفعه الناس، ليس بشيء "، كما نقل تضعيف الدارقطني، ويحي ابن سعيد له، وقال هو عنه: مشهور صاحب حديث على لين فيه " (الميزان 3/ 438).
¥