[(موعظة أيها الحديثي): خوف السلف الصالح]
ـ[رابح]ــــــــ[23 - 08 - 04, 08:58 ص]ـ
[(موعظة أيها الحديثي): خوف السلف الصالح]
من تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن
فهذا أبوبكر الصديق رضي الله عنه يقول: (وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن) وكان أيضا يمسك بلسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد) وكان يبكي كثيرا ويقول: (ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا) وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله عز وجل.
وأتي بطائر فقلبه ثم قال: (ما صيد من صيد ولا قطعت إلا بما ضيعت من التسبيح)
فلما احتضر قال لعائشة: يابنية إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذا الحلاب وهذا العبد فأسري به إلى ابن الخطاب وقال: (والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد)
قال قتادة: بلغني أن أبا بكر قال: (وددت أني خضرة تأكلني الدواب)
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ سورة الطور حتى بلغ: (إن عذاب ربك لواقع) بكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه.
ولقد قال لابنه عبد الله وهو على فراش الموت: (ويحك ضع خدي على الأرض ,عساه أن يرحمني)
ثم قال: (بل ويل أمي إن لم يغفر لي) ثلاثا ثم قضى وكان يمر بالآية في ورد بالليلة فتخيفه فيبقى في البيت أياما يعاد يحسبونه مريضا.
وكان في وجهه رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: مصر الله بك الأمصار وفتح بك الفتوح , وفعل وفعل فقال:
(وددت أن أنجوا لا أجر ولا وزر)
وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته وقال: (لوأني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لا خترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير)
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبكاؤه وخوفه وكان يشتد خوفه من اثنين: طول الأمل , واتباع الهوى قال:فأما طول الأمل فينسي الآخرة وأتباع الهوى فيصد عن الحق ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة والآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبنا الآخرة ولا تكونوا من أبنا ء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
وهذا أبو الدرداء رضي الله عنه كان يقول: (إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي: يا أبا الدرداء , قد علمت , فكيف عملت فيا علمت؟)
وكان يقول: (لو تعلمون ما أنتم لا قون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة ولا شربتم شرابا على شهوة ولا دخلتم بيتا تستظلون فيه ولخرجتم إلى الصعيد تضربون صدوركم وتبكون على أنفسكم ولوددت أني شجرة تعضد ثم تؤكل.