تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" انني ما عرفني الناس الا لصعودي على هذا المنبر (قلت: و و ضع يده على المنبر و نظر اليه قليلا) , و لولاه لما عرفني أحد من الناس الا المشتغلون بالحديث و قليل ما هم , و اعلموا أن أهل هذا الشأن و مغمورون دائما, و الا فمن منكم يعرف الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف؟ (قلت: و و الله كانت هذه المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا الشيخ حفظه الله) , و أنا _ و الكلام للحويني حفظه الله _ أعلم ورعه و زهده و تقواه , و أنا أقدمه على نفسي في هذا العلم " انتهى كلامه.

قلت (أبو وكيع): أشهد عدد هذه المفاتيح التي أضغط عليها الآن أنني سمعت هذا الكلام بحرفه من الشيخ و كنت جالسا في مجلسه.

و لعلي أذكر في طيات كلامي نتف مفيدة لعلها تفيد اخواني الفضلاء .. (و من الشقاء أن يفيدهم مثلي) ..

فأقوا: بما أن أهلي يسكنون القاهرة الكبرى منذ زمن ليس بالقصير و يرجع أصلي الى (قرية ميت غمر .. من أعمال محافظة الدقهلية) أي أنني مصري صميم , و قد لزمت مجلس الشيخ بمسجده بكفر الشيخ أكثر من سنة و نصف , فلا يحدثك مثل خبير بالشيخ , و كنت أحرص خلال تواجدي هناك على سؤال الشيخ وجها بوجه , اذ أنك تستطيع أن تعرف فتوى الشيخ في المسألة التي تطلبها من خلال الطلبة هناك , فانهم يحفظون كلامه عَجَبَاً , و أنا أرى أن هذا نابع من شدة حبهم له , و لكن العلو لا النزول , فو الله و أنا أتكلم عن نفسي أصالةً , أنني أحيانا أحدث نفسي لما أجد حب الشيخ في قلبي زائد جدا بحيث أنني أحيانا أبكي في السيارة التي تقلني من مسجد الشيخ الى القاهرة حيث أسكن بعد الفراغ من الدرس , فينزل دمعي ولا أعلم لمَ , فأقول في نفسي: تحبه كل هذا الحب؟! فكيف لو رأيتَ أحمد و سفيان و وكيع (و وكيع أثير لدىّ) و غيرهم من العلماء , ثم أنتبه فأستدرك على نفسي و أقول كيف بك لو رأيت الحبيب الأعظم و اخوانه (محمداً و صحبه) صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم؟ , فتزداد الحرارة في قلبي.

عودٌ على بدء _ و أعتذر عن الاطالة و لكني لا أستطيع الكتمان عن هذه المشاعر حتى لا أنفجر من عظمها داخلي _ و سمعت أغلب أشرطته مرات عديدة فأكاد أستحضرها , لذلك كله .. و أصدقكم القول: ان الشيخ فينا _ و لا أريد أن أفتات على أحد بل أقصد كثير من الطلبة المصريين _ كامام المذهب بالنسبة لأصحابه من بعده , و لا أقصد _ بطبيعة الحال _ في التعصب له بل أقول في حبه , فانه من أصحاب الصف الأول من الدعاة الى السنة في مصرنا الحبيبة , فلا تعجبوا ان تكلم عنه أحدنا بما ترون , و أنه من الذابين عن النبي و أصحابه و تشهد له خطبه (و الى الآن , فان الشيخ لا يكاد يخطب خطبه الا و يجمل فيها أو يفصل عن الولاء للنبي _ صلى الله عليه و سلم _ و للصحابة) و هو من معلمي الناس الخير , و بين يدي آخر جملة أقول لكم و لعلها من أكبر الفوائد هنا , أنني سمعت بعض الاخوة الفضلاء ينوه بأن الشيخ الحويني لا يكاد يتم شرحا انما يتطرق كثيرا و يتشعب حديثه , فأقول مبينا لأخي هذا: ان مسجد الشيخ كبير و أكثر من نصف الحضور من العوام الذين أتو ليسمعوا شيئا عن السنة و الالتزام و فتواوى و نحو ذلك , و يعرف ذلك من خالط الناس هناك , فانك ان سألت عن الشيخ أبي اسحق في كفر الشيخ أو سمعت الناس العاديين و هم يتكلمون عنه , فستعلم أنهم يحبونهم غاية الحب و شديده , و يقولون: الشيخ , بالألف و اللام فقط , فهم لا يذكرون كنيته و لا اسمه و لا نسبته أبدا , انما يقولون هكذا: الشيخ , و ذلك لفشو سيرته الحميدة فيهم , و قد سمعته في بعض مجالسه و هو يحث النساء على تغطية العينين و عدم كشفهما , و يقول: " نحن الذين أمرناكم بالنقاب و نحثكم على .... (و ذكر كلاما كثيرا جميلا ماتعا مؤثرا) ثم أضاف و هذا هو الشاهد: و أنا أريد أن أظل لكم خادما طوال عمري و حتى أموت على هذه الخدمة! " , فلذلك كله فان الشيخ كثيرا ما يتحدث عن السلف و حياتهم و فتواوى عنهم و أخبار و ما شابه حتى يفيد هذا الجمع الغفير الذي التف حوله و أراد أن يتعلم دينه على يديه , فهل علم أخي الآن لم لا يكمل الشيخ شرحا؟ فكم و الله يبذل الشيخ للطلبة و العوام و السُؤَّال , و يصرف كثيرا جدا من الوقت و المال للسائلين و العوام و بعض الطلبة الفقراء المعروفين بالجد في الطلب هناك الى آخر ما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير