تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كتاب (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة (ص 118) تحقيق د / ربيع بن هادي بن عمير

وهذا هو الذي كان يفعله الصحابة الكرام في (استسقائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم) وهو أن يطلبوا منه الدعاء كما مر معنا في حديث (أنس) رضي الله عنه، ولذلك استحب الفقهاء و العلماء أن (يُطلب من أهل الإيمان والصلاح) الدعاء للناس في الاستسقاء، وهذا لاحرج فيه أبدا.

و من ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: {أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى (بالعباس بن عبدالمطلب) فقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، و إنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا}.

رواه البخاري: كتاب الاستسقاء: باب سؤال الناس الإمامَ الاستسقاء إذا قحطوا (رقم الحديث 1010).

و كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب ذكر العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه (رقم الحديث 3710).

و في رواية أنه قال: {اللهم إنا كنا نستسقي بنبينا صلى الله عليه وسلم، و هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم فاسقنا، قال فسُقوا}.

رواها البيهقي: كتاب الدعاء: باب ما ينبغي للإمامَ من استحضار الصالحين عند الاستسقاء (ص 300 رقم 965).

و في رواية أنه قال: {اللهم كنا إذا قحطنا على عهد نبينا توسلنا بنبينا، و إنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا، فسُقوا}.

رواها أبو نعيم: كتاب دلائل النبوة: الفصل الثامن والعشرون: ما وقع من الآيات بوفاته صلى الله عليه وسلم (ص 567 رقم 511).

وقد ثبت أنهم توسلوا بدعاء العباس رضي الله عنه، كما كانوا يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر (الزبير بن بكار) في الأنساب صفة دعاء العباس رضي الله عنه وهو: {اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث، قال: فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض، وعاش الناس}.

ذكرها الحافظ ابن حجر في (فتح الباري ج 3 ص 150).

قال الإمام القدوة (شيخ الاسلام ابن تيمية) رحمه الله: ((ودعاء أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) في الاستسقاء المشهور بين المهاجرين و الأنصار ... يدل على أن (التوسل المشروع عندهم) هو التوسل بدعائه و شفاعته لا السؤال بذاته؛ إذ لو كان هذا مشروعا لم يعدل (عمر و المهاجرون و الأنصار) عن السؤال بالسول صلى الله عليه وسلم إلى السؤال بالعباس ... )) أهـ

كتاب (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة (ص 115) تحقيق د / ربيع بن هادي بن عمير

و قال أيضا رحمه الله: ((والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عمر بن الخطاب قد جاء مفسرا في سائر أحاديث الاستسقاء وهو من جنس الاستشفاع به وهو: أن يطلب منه الدعاء و الشفاعة، ويطلب من الله أن يقبل دعاءه وشفاعته ... ولهذا قال العلماء: يستحب أن يُستسقى بأهل الدين و الصلاح، و إذا كانوا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أحسن، وهذا الاستشفاع و التوسل حقيقته (التوسل بدعائه) ... )) أهـ

كتاب (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة (ص 246 - 247) تحقيق د / ربيع بن هادي بن عمير

و قال أيضا رحمه الله: ((فلو كان السؤال به معروفا - أي السؤال بذات النبي صلى الله عليه وسلم - عند الصحابة لقالوا لعُمر: إن السؤال به أولى من السؤال بالعباس ... )) أهـ

كتاب (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة (ص 118) تحقيق د / ربيع بن هادي بن عمير

ويدل أيضا على ان توسلهم كان بدعائه، ما رواه (الإسماعيلي) في (مستخرجه على الصحيح) لهذا الحديث بلفظ: ((كانوا إذا قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استسقوا به، فيستسقي لهم، فيُسقون، فلما كان في إمارة عُمر ... )) إلى آخر الأثر.

ذكر هذه الرواية الحافظ ابن حجر في (فتح الباري ج 2 ص 399).

و هذا الذي فعله (عمر رضي الله عنه) فعل مثله (معاوية رضي الله عنه) بحضرة من معه من الصحابة و التابعين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير