يُذكر لابن مالك أنه وضع عناوين جديدة لبعض مسائل النحو، لم يستخدمها أحد قبله من النحاة، مثل باب "النائب عن الفاعل"، وكان جمهور النحاة قبله يسمُّونه: "المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله"، و"البدل المطلق" بدلاً من قولهم "بدل كل من كل"، و"المعرف بأداة التعريف" بدلاً من "التعريف بأل".
شروح الألفية
ولقد لقيت ألفية ابن مالك عناية كبيرة من العلماء، فقام بعضهم بشرحها وإعراب أبياتها، أو وضع حواشٍ وتعليقات عليها، وقد زاد عدد شرَّاح الألفية على الأربعين، من بينهم ابن مالك نفسه، وابنه "محمد بدر الدين" المتوفَّى سنة (686هـ = 1287م)، غير أن أشهر شروح الألفية وأكثرها ذيوعًا هي:
- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: للنحوي الكبير جمال الدين بن هشام الأنصاري المتوفَّى سنة (761هـ = 1359م)، وقد حقَّق هذا الكتاب العالم الجليل محمد محيي الدين عبد الحميد، وصنع له شرحًا باسم "عدة السالك إلى تحقيق أوضح المسالك"، في أربعة مجلدات، وقد رُزِق الكتاب وشرحه القبول، فأقبل عليه طلاب العلم ينهلون منه حتى يومنا هذا.
غلاف كتاب شرح ابن عقيل
- شرح ابن عقيل لقاضي القضاة بهاء الدين عبد الله بن عقيل، المتوفَّى سنة (769هـ = 1367م)، وهو يمتاز بالسهولة وحسن العرض، وقد حقَّق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد هذا الكتاب، ونشره في أربعة أجزاء مع تعليقه عليه بعنوان "منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل"، وقد لقي هذا الشرح قبولاً واسعًا، ودرسه طلبة الأزهر في المرحلة الثانوية.
- "منهج السالك إلى ألفية ابن مالك" المعروف بـ"شرح الأشموني"، لأبي الحسن علي نور الدين بن محمد عيسى، المعروف بالأشموني، المتوفَّى سنة (929هـ = 1522م)، وهذا الشرح يُعَدّ من أكثر كتب النحو تداولاً بين طلبة العلم من وقت تصنيفه إلى الآن، وهو من أغزر شروح الألفية مادة، وأكثرها استيعابًا لمسائل النحو ومذاهب النحاة.
وبلغت العناية بأبيات الألفية أن قام بعض العلماء بإعرابها مثلما فعل الإمام "خالد الأزهري" المتوفَّى سنة (905هـ = 1499م) في كتابه "تمرين الطلاب في صناعة الإعراب"، كما قام بعض العلماء بشرح شواهد شروح الألفية، مثلما فعل "بدر الدين العيني" المتوفَّى سنة (855 هـ = 1451م) في كتابه "المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية".
وفاة ابن مالك
كان ابن مالك إمامًا، زاهدًا، ورعًا، حريصًا على العلم وحفظه، حتى إنه حفظ يوم وفاته ثمانية أبيات من الشعر، واشتهر بأنه كثير المطالعة سريع المراجعة، لا يكتب شيئًا من محفوظه حتى يراجعه في مواضعه من الكتب، وكان لا يُرى إلا وهو يُصلِّي أو يتلو القرآن الكريم، أو يصنف أو يُقرِئ القرآن تلاميذه، وظلَّ على هذه الحالة حتى تُوفِّي في (12 من شعبان 672هـ = 21 من فبراير 1274م) في دمشق، وصُلِّي عليه بالجامع الأموي.
من مصادر الدراسة:
المقري: نفح الطبيب من غصن الأندلس الرطيب – تحقيق: إحسان عباس – دار صادر – بيروت – 1968م.
ابن شارك الكتبي: فوات الوفيات – تحقيق: إحسان عباس – دار صادر – بيروت – 1974م.
عبد الوهاب السبكي: طبقات الشافعية الكبرى – تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو، ومحمود محمد الطناحي – هجر للطباعة والنشر – القاهرة – 1413هـ = 1992م.
عبد العال سالم مكرم: المدرسة النحوية في مصر في القرنين السابع والثامن من الهجرة - مؤسسة الرسالة – بيروت – 1410هـ = 1990م.
محمد كامل بركات: التعريف بابن مالك (مقدمة تحقيقه لكتاب تسهيل الفوائد) – دار الكاتب العربي – القاهرة – 1387هـ = 1967م
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 09 - 04, 06:51 ص]ـ
يكفي أن أقول أن نسخة البخاري اليونينية قرأها اليونيني بحضور حجة العرب ابن مالك والله الموفق.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[06 - 09 - 04, 05:14 ص]ـ
جزاك الله خير علي فائدة
ممكن تخبرني شئ عن اليونيني؟
او نسخة اليونينية
ـ[أبو هشام]ــــــــ[28 - 08 - 07, 04:37 م]ـ
طبعة نسخة اليونيني من صحيح البخاري بمطبعة بولاق بأمر من عبد الحميد الثاني عندما عزم على طبع صحيح البخاري تم اختيار نسخة اليونيني بإشراف جلة من علماء الأزهر