تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[متابعة الإمام في الصلاة تكون بالنظر لا بالسمع]

ـ[أسد السنة]ــــــــ[20 - 08 - 02, 07:54 ص]ـ

[متابعة الإمام في الصلاة تكون بالنظر لا بالسمع]

ففي صحيح البخاري:

عن الْبَرَاءُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَقَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ نَحْوَهُ بِهَذَا *

وقد بوب عليه البخاري بَاب مَتَى يَسْجُدُ مَنْ خَلْفَ الْإِمَامِ *

وعند البخاري:

عن الْبَرَاءُ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا صَلَّوْا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامُوا قِيَامًا حَتَّى يَرَوْنَهُ قَدْ سَجَدَ *

وهو عند مسلم (474)

والسنة في حق الإمام أن يكبر للسجود وهو واقف قبل أن يهوي للسجود أو على أبعد تقدير أن يكبر حين يهوي ساجداً وليس بعد أن يهوي أو حين تقترب جبهته من الأرض كما يفعل جمهور الأئمة اليوم وحجة البعض في ذلك قالوا حتى يتداركوا مسابقة المأموم لهم وهم في ذلك قد عالجوا خطأً بخطأ.

وبرهان ذلك ما جاء في الصحيحين ولفظه عند البخاري:

عن أبي هُرَيْرَةَ قال كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ ثُمَّ يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ قَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ *

وفي الحديث دليل على أن التكبير لا يكون بعد الشروع في الفعل وهذا قول الجمهور كما أشار إلى ذلك النووي في شرح مسلم.

وفي صحيح البخاري:

بَاب يُكَبِّرُ وَهُوَ يَنْهَضُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَبِّرُ فِي نَهْضَتِهِ *

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ صَلَّى لَنَا أَبُو سَعِيدٍ فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ وَحِينَ سَجَدَ وَحِينَ رَفَعَ وَحِينَ قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ وَقَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *

وفي سنن أبي داود وغيره ما يدل على أن النبي ? كان يكبر قبل الشروع في الفعل.

قال أبو حميد الساعدي رضي الله عنه وهو يصف صلاة النبي ? في حديثه الطويل:

" ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ لِلْقِيَامِ قَامَ بِتَكْبِيرَةٍ *

ويؤكد ما ذكرناه ما جاء عند أبي يعلى الموصلي (انظر الصحيحة 604) عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو يصف صلاة النبي ? قال: " كان إذا أراد أن يسجد كبر ثم سجد وإذا قام من القعدة كبر ثم قام "

وبهذا التقرير يظهر لك معنى الحديث الذي جاء في الصحيحين ولفظه عند البخاري:

عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ صَلَّيْتُ أَنَا وَعِمْرَانُ صَلَاةً خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ وَإِذَا رَفَعَ كَبَّرَ وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ فَلَمَّا سَلَّمَ أَخَذَ عِمْرَانُ بِيَدِي فَقَالَ لَقَدْ صَلَّى بِنَا هَذَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ لَقَدْ ذَكَّرَنِي هَذَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *

فأي شيء يدعو إلى تذكر صلاة النبي ? لو كان إمامهم يفعل كما يفعل أكثر الأئمة اليوم، إلا أن يقال أنه فعل شيئاً لم يألفوه من غيره. فيكون قولهم وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ أي إذا أراد النهوض كما سيأتي.

إذا تقرر ما ذكرناه آنفاً يبقى أن نبين متى يرفع المصلي يديه لتكبيرة القيام إلى الثالثة، فإذا قيل أن الرفع يكون مع التكبير كما هو مبين في كثير من الأحاديث فحينئذ يرفع المصلي يديه مع التكبير قبل أن يقوم للثالثة.

وأما ما جاء في صحيح البخاري:

عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ وَإِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ وَرَفَعَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *

فإما أن يقال إن قوله " إِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ " بمعنى إذا هو أراد أن يقوم كما في قوله تعالى} إذا قمتم إلى الصلاة {أي إذا أردتم القيام. أو يقال أن ذلك يحمل على اختلاف الحال فإنه قد ورد ما يدل على أنه كان يرفع يديه أحياناً بعد التكبير.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير