المعايرات الدقيقة في المتعضِّية، بما يسمح بالمحافظة على ثبات الخواص الفيزيائية والكيميائية للوسط الداخلي. وهذا الثبات أبعد ما يكون عن الكمال، إذا يتعرض تعرضاً مستمراً للتقلُّب. [4] وهذه التقلُّبات البيولوجية هامة وعديدة في جسم الإنسان. من هنا فإن أي منهاج يساعد على التخفيف من التقلُّبات البيولوجية يُستوجَب تسليط الضوء عليه، من حيث إنه يقود حتماً إلى استقرار أكبر على صعيد الوظائف المخية، وبالتالي على الصعيد النفسي.
ما إن يحقق المريد تقدماً كافياً في ممارسة الهاتهايوغا يصير بإمكانه أن يغذَّ السير في الأشواط التالية، أي أشواط الراجايوغا rajayoga بحصر المعنى، التي تشتمل على رياضات نفسية–ذهنية، من فك الارتباط الحواسي بموضوعات الحس، إلى التركيز، فالتأمل؛ والقصد منها السيطرة على ملكات الانتباه. أما الشوط النهائي، سمادهي samadhi، فهو ذروة الأشواط السابقة وغايتها. وهو كثيراً ما دُعِي خطأ بـ"الإشراق" و"الوَجْد" و"الانخطاف" ecstasy، لكننا فضلنا اعتماد ترجمة مرشيا إلياده: [5] "الاستغراق" enstase الذي يشير إلى رسوخ النفس في وضع جديد يزول فيه التمييز بين المشاهِد وموضوع المشاهدة، إذ "يستغرق" اليوغاني في ذاته العليا ويصير واحداً معها، أو بالأصح يدرك أنها "هويته" الحقة.
التأثيرات البيولوجية الرياضات
الصحة، التوازن الذهني
- القواعد والوصايا الأخلاقية التي تشمل
- مبادئ الصحة والنظام الغذائي
الأشواط التمهيدية
1. ياما ...............
2. نياما ...............
خفض التبدلات البيولوجية، ضبط الجسم الذي ييسر الاستقرار الذهني
- تأثير على العضلات والمفاصل والأحشاء والغدد وعلى التوعية الدموية
- الضبط القلبي–التنفسي، الاسترخاء، تحريض حالات نوامية
- التدليك داخل البطني مع "ضغط سلبي"
الأشواط النفسية–الجسمية (هاتهايوغا)
3. آسنا، وضع ..........
و مودرا، حركة ..........
4. براناياما، ضبط التنفس .....
و بندها، تقليص ..........
الفكاك، ضبط ملكات الانتباه
- الانقطاع عن العالم الخارجي (المنبِّهات الحواسية) والداخلي (الذكريات، الأفكار)
- تركيز الانتباه في نقطة واحدة
- ممارسة دهارنا على إسقاط ذهني معين، اكتساب حالة صحو جديدة مستقلة عن المنبِّهات الواردة
- توطيد النفس في وضع جديد
الأشواط النفسية–الذهنية (راجايوغا)
5. براتياهارا، انسحاب ..........
6. دهارنا، تركيز ...............
7. دهيانا، تأمل ...............
8. سمادهي، استغراق ..........
الجدول: الأشواط الثمانية لمنهاج اليوغا بحسب بتنجلي وتأثيراتها النفسية–الفسيولوجية المحتملة. لقد سبق لأبحاث تجريبية أن برهنت على الفعالية الحقة لبعض هذه الرياضات. غير أن الضرورة تقضي بإجراء استقصاءات أوسع بغية استكشاف الإواليات الفاعلة من خلالها والتحقق من مدى النتائج المتحصَّل عليها.
بالطبع لا تكفي قراءةُ نصوص (يتعذَّر تأويلها أحياناً بدون تحصيل معلومات أساسية في البيولوجيا وعلم النفس) لمحاولة فهم فنون اليوغا ولتعيين النتائج التي ييسِّر بلوغها واستنباط الإواليات الفسيولوجية والنفسانية التي تفعل من خلاله. من هنا لم تُفهَم كلمة سمسكارا samskara التي كثيراً ما تَرِد في التصانيف السنسكريتية، ولم تترجَم ترجمة دقيقة إلا بعد اكتشافات علم نفس الأعماق. فهذا المصطلح المستعمَل منذ آلاف السنين للإشارة إلى البنى الذهنية ما تحت الواعية لم يكن بالإمكان فهمُه قبل معرفة مفهوم ما تحت الوعي subconscious. بيد أن الإلمام بالأدبيات وبالعلوم المشرقية من جهة، وبالعلوم الطبية–البيولوجية من جهة أخرى، مقرونة إلى البحوث الاختبارية التي سيرد ذكرها، ما تزال غير كافية، من حيث إن بعض الحالات الذهنية المتحققة إبان ممارسة اليوغا، كما وبعض الفنون النفسية–الفسيولوجية، يصعب فهمها خارج إطارها الأصلي المنقول، وبخاصة على الفكر الحديث الذي لا يستثمر من الملكات العقلية الإنسانية إلا المنطق الخطابي، الخطِّي discursive reason. على أن هذه يمكن أن تكون بمثابة منطلقات للفهم، لا غنى لها عن الاختبار الحيِّ، أي ممارسة اليوغا بإشراف مرشد قدير، والشعور بتفتح الوعي الذي تثمر عنه هذه الممارسة. من هنا استند بحثنا استناداً أساسياً على تعاليم أساتذة قديرين، إنْ في الهاتهايوغا
¥