تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أو في الراجايوغا، [6] بالإضافة إلى اطِّلاعنا على شهادة طبيب بيولوجي فرنسي، باحث في المركز القومي للبحث العلمي، مارس اليوغا في الهند بإشراف أساتذة كبار. [7]

الآثار النفسية-الفسيولوجية للهاتهايوغا

بالإضافة إلى سماتهما الأخلاقية، يستهدف الشوطان التمهيديان، ياما و نياما، الحفاظ على صحة جيدة وتوازن ذهني رصين. هذا ما يقصده أساتذة اليوغا عندما يقولون إن على المريد، قبل أن يبدأ بممارسة اليوغا، أن يحقق درجة معينة من نقاء الجسم والذهن. فاليوغا، من حيث المبدأ، لا يتوجَّه إلى المرضى ولا ينطبق عليهم (الصورة 2). لذا لم يكن أساتذة المنقول القديم يقبلون غير صفوة من المريدين كانوا يختارونهم بعناية بحسب استعداداتهم ومؤهلاتهم الجسمانية والنفسية. ولئن بدا من المبرَّر في الوقت الحاضر استعمال عدد من التمارين لأغراض علاجية، يجب عدم النظر في مثل هذه التطبيقات إلا بالكثير من الحيطة، وعدم التسرُّع فيها قبل إجراء بحوث أوسع. [8]

الصورة 2: تمرين من تمارين الهاتهايوغا. يفترض في تمارين كهذه أن تمنح اليوغاني ضبطاً أفضل للجسم وللنفس، ناهيك عن إكسابه مناعة ضد الأمراض.

إن الهدف الرئيسي من ممارسة الآسنا هو اتخاذ وضع مستقر مريح لفترات طويلة نسبياً. فالرياضات النفسية–الذهنية تتطلب بالفعل فترات طويلة من السكون المطلق ينبغي في أثنائها ألا يكدِّر صفو الفرد أي إحساس مزعج ناجم عن التوقف التام عن الحركة. الآسنا والبراناياما تسهم أيضاً، إلى حد كبير على ما يبدو، في التخفيف من التغيرات الفسيولوجية. ولقد حاول الطبيب جان جورج هنروت التحقق من هذه الفرضية (أنظر المُنْحَنيين 1 و 2) بإجراء تجربة بسيطة على قياس النبض عند المريدين المبتدئين وعند ممارسي اليوغا منذ عدة سنوات، فتبيَّن له أن متوسط النبض وتغيراته أقل في المجموعة الثانية منهما في المجموعة الأولى. وهذه النتيجة مرتبطة، على ما يبدو، بممارسة ضبط التنفس الذي يلوح أن أثَرَه على العصب المبهم (القحفي العاشر) وتباطؤ نظم القلب الناتج عنه تَحْكُمُه اعتبارات سنأتي على ذكرها لاحقاً. هذا وإن لوضع الجسم أهمية لا يستهان بها، كما لاحظ أحد البيولوجيين الذي أعاد من حيث لا يدري ابتكار تمارين يوغية. فقد رصد هذا الباحث غياب تسارع النبض في إثر القيام بتمارين جسمانية باتخاذ جلسة خاصة. [9] وأخيراً يمكن عزو انخفاض التغير إلى استقرار عاطفي وانفعالي أقوى. ومع أننا بانتظار إجراء مزيد من الأبحاث في هذا المجال لن نحجم الآن عن تحليل كيفية تأثير الآسنا الذي يقع، كما يلوح لنا، على مستويات ثلاثة: مستوى فسيولوجي، مستوى عصبي–فسيولوجي، ومستوى ذهني.

المنحنيان البيانيان 1 و 2: تأثير ممارسة اليوغا على تبدُّل النبض. إذا رمزنا إلى تبدُّل النبض بالانزياح ? نجد أن هذا الأخير يكون أقل لدى التلامذة المتقدمين منه لدى المبتدئين. أما المتوسط m، فهو كذلك أقل لدى المتقدمين منه لدى المبتدئين. وتشير هذه النتائج التي تم الحصول عليها في حالة الراحة إلى أن اليوغا يعدِّل ثبات المتعضِّية على نحو دائم. ونشاهد في الأعلى التبدُّل بين أفراد المجموعة نفسها في لحظة معطاة؛ أما في الأسفل فنشاهد التبدُّل الوسطي خلال عشرة فحوص متوالية موزعة على مدى شهر. ويبيِّن المنحنى توزيع الأشخاص (المحور العمودي) بحسب قيم النبض (المحور الأفقي).

إن أوضاع الهاتهايوغا تمارَس وفق متواليات محددة بدقة، بحيث تعقب كل وضعيةٍ وضعيةٌ مضادة أو معاكسة لها (الصورتان 3 و 4). فتأثيرهما الجسماني إذن متوازن للغاية، ويتجلَّى على المستويين العضلي والعظمي–المفصلي، وعلى مستوى الأحشاء العميقة، ولاسيما الغدد الصم. إن لوضع الشمعة، على سبيل المثال، تأثير محسوس على الغدة الدرقية التي تنضغط من جرائها انضغاطاً خفيفاً، بينما لوضع الثعبان، على ما يبدو، تأثير على الكلية برمتها وعلى الكظر (=الغدة فوق الكلية) (الصورتان 11 و 12 والمخطط البياني 3). ويبدو أن هذه التأثيرات، مثلها مثل تأثيرات أخرى على المعدة (الصورة 5) وناحية الحوض الصغير (الصورة 2) والعمود الفقري (الصورة 9)، تأثيرات نوعية نسبياً على الأجهزة المذكورة. فلعل لها تأثيراً منظِّماً، لا هو بالحاثِّ ولا هو بالناهي، يمكن عزوه إلى منعكسات وعائية وإلى تدليكات باطنية. من الأمثلة بهذا الصدد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير