تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأوضح الدكتور سريفاسفافا انه على الرغم من ان معظم الناس يمارسون تمارين رياضية للحصول على عضلات قوية او جسم رشيق الا ان اليوغا تهدف الى احداث توازن ما بين الجسد والعقل والروح من خلال التأمل الامر الذي يؤدي الى ارتخاء عضلات الجسم وشعور المرء بالراحة النفسية والجسدية وفيما يتعلق بالمعنى اللغوي لكلمة يوغا قال انها نبعت في الاصل من كلمة "الرباط" او "الاتحاد" مبينا ان المدلول الروحاني لكلمة يوغا يعني التدريب او الصلة المنتظمة وذكر أن الأدب السانسكريتي يحمل في طياته مفردات متنوعة تنتهي بكلمة يوغا وهي كلمات لها معان عديدة تبين في مجملها اهداف مختلفة لليوغا.

وشرح الدكتور سريفاسفافا معاني بعض تلك المفردات (ابهافا يوغا) وتعني التدريب الاسمي لليوغا عن طريق الاندماج مع النفس و (ادهياتما يوغا) وتعني قاعدة اتحادية لضبط السلوك في اعماق النفس وفي بعض الاحيان يقال انها الصفة المميزة لليوغا.

وأضاف ان مصطلح (اغني يوغا) يعني حسب معتقدات الديانة الهندوسية ضبط سلوك النار من خلال النشاط العقلي المتحد وذلك لاضعاف القوى الشيطانية و (ابارشا يوغا) وهو ضبط السلوك الجسدي بدون الاتصال او الاحتكاك المباشر و (باكتي يوغا) وهو ضبط السلوك من اجل الحب والإخلاص و (بودا يوغا) وهو ضبط السلوك للسمو بالعقل والفكر و (داهيانا يوغا) وهو ضبط السلوك للتأمل والتفكر.

وفيما يتعلق بتاريخ اليوغا قال الدكتور سريفاسفافا ان نشأة الكهنة الهندوس في بيئة دينية حيث كانوا يقضون معظم اوقاتهم في أداء الصلاة جعلهم يبتكرون هذه الرياضة وخرج مجموعة منهم في أوائل القرن العشرين الى الغرب لنشر وتعليم رياضة - ولفت الى أن هناك تغيرات طرأت على كيفية ممارسة اليوغا منذ نشأتها قبل ثلاثة الاف عام مضيفا انه على الرغم من تلك التغيرات الا ان الجذور الأصلية لليوغا التي نبعت في الاصل من الهند لا تزال تدرس في جميع انحاء العالم. وأوضح ان رياضة اليوغا كانت قبل الاف السنين مجرد تمارين روحانية الا انها تطورت على مر السنين لتصبح "تمارين شاملة لجميع اجزاء الجسم لموازنته مع العقل". واستطرد قائلا انه قبل بضعة أعوام قام بعض الكهنة الهندوس بابتكار مفاهيم جديدة لليوغا مبينا انهم كانوا يعيشون حياة زاهدة وصارمة حيث كانوا يأكلون الخضروات ويلبسون ادنى انواع الملابس ويتلقون علومهم من الطبيعة مباشرة.

ورأى أن أهم ما يميز الشعب الهندي هو اداء تمارين اليوغا اذ أنها لا تقتصر على فئات عمرية معينة بل يمارسها الكبار والصغار باختلاف أعمارهم. وفيما يتعلق بأنواع اليوغا حصرها الدكتور سريفاسفافا في أربعة رئيسة وهي (باكتي يوغا) وتعني يوغا الحب والورع والتقوى مبينا انها تعد من اقدم رياضات اليوغا والثاني (كاراما يوغا) ويعني يوغا الواجب ويدعو الى الايمان بعدة ومبادئ منها "عدم الاستسلام والفشل في اداء المهام التي توكل الينا والنظر بتساوي الى الاشياء المختلفة كالنجاح والفشل والسعادة والحزن والحر والبرد دون التأثر بشيء منها دون الاخر - اما النوع الثالث من رياضة اليوغا فيسمى (جينيانا يوغا) ويعني يوغا المعرفة مبينا ان ذلك النوع من الرياضة يحتوي على تمرينات داخلية وخارجية تعمل على تدريب الجسد والعقل مضيفا أنها تقوم على ثلاث مبادئ رئيسية هي الجلسة او الوضع الذي يتخذه الشخص الذي يؤدي هذه التمرينات اضافة الى التحكم في عملية التنفس وطريقة التأمل والتفكير.

وأتبع الدكتور سريفاسفافا ان النوع الرابع من رياضة اليوغا هو (هتا يوغا) ويعني يوغا التمرينات الجسدية وقد انتشر هذا النوع في الاونة الاخيرة ويعمل على ايجاد توازن للفكر عن طريق صمت وسكون العقل ويمكن وصفه حسب المعتقدات الهندوسية القديمة بأنه اتحاد الشمس مع القمر في الجسم. وشدد على ضرورة الالتزام بقواعد اليوغا وأسسها الصحيحة كي يتسنى للمارس الحصول على منافعها والتخلص من متاعب الحياة التي يواجهها يوميا مشيرا الى أن اختيار أنواعها يختلف من شخص الى اخر فالتمرينات التي تحتاجها ربات المنازل تختلف عن تلك التي يحتاجها الاطفال او المعلمين او الطلاب او العمال وذلك نظرا لاختلاف طريقة الحياة التي يعيشونها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير