إلى أن يزيد إلى المنكب أو الركبة , فالسنة الاكتفاء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم يغسل رجليه مع الكعبين واليدين مع المرافق , أما قوله فمن استطاع منكم أن يطيل غرته و تحجيله فليفعل هذا فيه اختلاف بين أهل العلم هل هو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم مرفوع أو من كلام أبي هريرة مدرج وقد رجح جمع من الأمة انه مدرج وانه من كلام أبي هريرة استنباطا من الحديث , فلا يستحب للمؤمن أن يزيد على الوضوء الشرعي , وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غسل يديه اشرع في العضد و إذا غسل رجليه اشرع في الساق ومعنى اشرع يعني أخذ بعض العضد عند غسل يديه , وهكذا بعض الساق حين غسل الرجلين وذلك لإدخال المرافق وإدخال الكعبين في الوضوء , فيكون معنى الآية " إلى المرافق " أي مع المرافق وكذلك قوله " إلى الكعبين " أي مع الكعبين كما قال الله تعالى " ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم" يعني مع أموالكم وهذا هو الصواب ...
1ـ باب دخول الخلاء و الاستطابة
12 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال ((اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث))
13 - عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا)) قال أبو أيوب فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل
14 - عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال رقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة.
هذه الأحاديث الثلاثة تتعلق بآداب قضاء الحاجة.
الرسول عليه الصلاة والسلام بعثه الله بالدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عن سفساف الأخلاق وسيء الأعمال , وهو صلى الله عليه وسلم يدعو إلى كل خير , وينهى عن كل شر, وقد دعا إلى الآداب الشرعية في قضاء الحاجة والصلاة والصوم و الصدقات والحج والجهاد وغير هذا من شؤون الإسلام , وهو دعا إلى كل خلق كريم ونهى عن كل ما يخالف ذلك , ومن ذلك انه كان عليه الصلاة والسلام إذا أراد دخول الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث , عند محل قضاء الحاجة وفي بعضها " بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث " والخبث بالضم جمع خبيث والمراد بذلك ذكور الشياطين و إناثهم , والخبث بالتسكين معناه الشر والخبائث أهله , والمعنى انه استعان بالله من شر الشر وأهله من الشياطين وغيرهم , هذا هو السنة لمن أراد أن يقضي حاجته عند دخوله الخلاء أن يقدم رجله اليسرى عند الدخول ويقول بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث , وان كان في الصحراء فعندما يريد قضاء الحاجة, إذا أراد المكان الذي يمكث فيه لقضاء الحاجة قال عند ذلك بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث , وعند الخروج يقدم رجله اليمنى ويقول غفرانك , وهي أسألك غفرانك عما قصرنا فيه من شكر نعمك , وعما قدمت من الذنوب , لان قضاء الحاجة من نعم الله والعبد من شأنه التقصير في شكر الله.
وحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا أتيتم الغائط " أي محل قضاء الحاجة " فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا" هذا بالنسبة إلى المدينة ومن كان على سمتها فيشرق أو يغرب وهكذا في الجنوب , أما من كان في الشرق والغرب فإنه يجنب أو يشمل حتى لا يستقبل القبلة و لا يستدبرها عند قضاء الحاجة , قال أبو أيوب رضي الله عنه " فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل" فأبو أيوب حمل الحديث على العموم وانه عام للمباني والصحراء , يشرع للمؤمن قضاء حاجته سواء في المباني أو في الصحراء فينحرف عن القبلة فيجعلها عن يمينه أو شماله عند قضاء الحاجة , لعموم الحديث الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم , فالأولى و الأفضل للمؤمن حتى في بيته أن يجعل محل قضاء الحاجة إلى غير القبلة , هذا هو المشروع وهذا هو الذي ينبغي , لكن في البناء يتساهل في ذلك , ليس بلازم في البناء , وإنما هذا في الصحراء عند جمع من أهل العلم لحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب
¥