[حول الكتابة بالاسم المستعار]
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[17 - 09 - 04, 02:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فقد رأيت بعض من ظنَّ شيئًا لم أكتبه، وتوهم أمرًا لم أتجشمه أصلاً، كتبه غيري باسم مستعار.
فوجب عليَّ البيان لأمرين.
الأول: البراءة من الكتابة تحت أي اسم مستعارٍ مهما كانت الظروف والأحوال؛ لأنها ليست من عادتي ولا من شأني.
ثم هي مخالفة لما أراه في المسألة.
الثاني: وجهة نظري في المسألة وإن لم أكن أهلاً لبحثها ولا لطرحها، خاصة وفي الملتقى من أهل العلم والفضل من هم أقدر على ذلك مني، لكن شجعني على الخوض تركهم لي.
فأقول وبالله التوفيق:
المسألة على شقين:
الأول: الكتابة باسم مستعار، أيًّا كان لون هذا الاسم.
الثاني: قبول المكتوب بالاسم المستعار.
فأما الأول: فالناس فيه على طريقين:
فمنهم من يرى جواز ذلك بشرط أن يكون اسمًا موافقًا أو دالاً على المراد بوجهٍ؛ مثل: ((عبد الله)) أو نحو ذلك؛ لأن الناس كلهم عبيد الله بلا شك.
خاصة وأن بعض الناس لا يستطيع الظهور باسمه الحقيقي في كل أحيانه تحت طغيان الظلم في هذا الزمان.
ولعل مأخذ بعضهم أن هذا من باب المعاريض والتورية عن النفس، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها.
والمعاريض والتورية ليستا من الكذب.
وخالفهم آخرون فقالوا: ثمة فرقٌ بين أمور الحركة والمشورة، وبين الأمور العلمية التي لابد من بيان القائل ومعرفته من كل الوجوه ليثق الناس بكلامه، وينظر أهل العلم في حاله جرحًا وتعديلاً ... إلخ.
أما الشق الثاني من المسألة وهو: قبول المكتوب بالاسم المستعار.
فالأصل فيه الرد؛ لأن الاسم المستعار سواء كان دالاً على المراد، أو كان تورية ... إلخ.
لكن يظل على حاله من فقدان الأهلية لقبوله حتى يُعْلم القائل؛ لأنا قد أمرنا بأخذ الدين عن الثقات المشهود لهم بالدين والعلم.
ولا شك أن صاحب الاسم المستعار مجهول العين والحال من كل وجهٍ، وربما ظهر للقادر على البحث والتمحيص شيئًا من حال صاحب الاسم المستعار؛ لكن ليس بإمكان جميع الناس فهم سياقات الكلام، ودلالات الألفاظ، واستنباط ما وراء السطور.
ولذا يبقى صاحب الاسم المستعار مشكوكًا فيه حتى يتبين أمره؛ وقد عُلِم من سيرة بعض الرواة تكنية الضعيف والمجروح لإخفاء حاله على الناس.
ولذا فالمسألة لا تتعلق بجواز الكتابة بالاسم المستعار من عدمها فقط بل لابد من النظر في جواز الاعتماد على كلام صاحب الاسم المستعار.
ولا يصلح هنا أن نقيد جواز الاعتماد على هذا للخبير العارف الفطن دون غيره من عامة الناس؛ لأن مثل هذه القيود غالبًا ما يتركها الناس، وينفرط العقد.
ولذا كان من القواعد المقرّرَة لدى جماعة من أهل العلم: حرص المفتي على عدم تعليق الحل والحرمة في الفتوى على قيدٍ من شأن العامة تركه وتجاهله؛ لأنهم سرعان ما يتركون هذا القيد، ويأخذون بحكمه الذي أصَّلَه لهم حلًّا أو حرمة.
فمن هنا لم يكن مقبولاً أن نفرق للناس في الاعتماد على كلام صاحب الاسم المستعار بين العامة والخاصة، هذا من حيث الفتوى.
وإن كنت لا أنكر أن ما لا يصلح للعامة قد يصلح على قواعد الخاصة.
وبناءً على هذا التصور: لم أجد ما يدفعني إلى القول بصحة الكتابة بالاسم المستعار.
ولذا: حين قام الأخوة الأفاضل في الملتقى بتجديده وتطويره وتعذر عليَّ الدخول ثانية: حاولت التسجيل باسم آخر مع وضع بريدي الألكتروني الصريح باسمي ففشلت في التسجيل آنذاك، فكلفت أخي وصديقي الطبيب الفاضل هشام عزمي حفظه الله بمراسلة الأخ هيثم حمدان حفظه الله، وكان أخي هشام قد تمكن من الدخول للملتقى قبلي.
وأذكر أني كتبت للأخ هشام في رسالتي يومها نحوًا مما هنا، وطلبت منه إرساله للأخ هيثم بارك الله في الجميع.
لكن تبقى هنا مسألة:
وهي أن أغلب أعضاء الملتقى من أصحاب الأسماء المستعارة، مع العلم أن من بينهم علماء أفاضل، نفع الله بهم جميعًا.
فما الحل؟
ولعل الحل في ذلك يكون عند أخي هيثم حمدان وغيره من أعضاء الملتقى الكرام فلست أهلاً لمثل هذا.
لكن يمكنني هنا المشورة وفقط:
فيمكن أن يكتب الناس لإدارة الملتقى بأسمائهم الشخصية، وتقوم إدارة الملتقى بوضع علامة مميزة بعد اسم كل عضو.
فتكتب لنا مثلاً: ((م)) إشارة إلى أن الرجل معروف، و ((ج)) إشارةً لجهالته.
وعند أعضاء الملتقى أجوبة أخرى أفضل من هذا؛ لفضلهم.
والله يتولانا جميعًا.
وأرجو من إخواني المشورة حول هذه المسألة.
كذا أرجو أن يضع المشرف الكريم رابط هذا الموضوع في مشاركتي التي تحت موضوع أخي النقاد حول استخدام برامج الكمبيوتر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وينظر في ضوابط الكتابة في هذا الملتقى
هذا الرابط الجميل:
http://65.54.186.250/cgi-bin/linkrd?_lang=EN&lah=246186f3601abe7833f1789bf58d9c2a&lat=1095368384&hm___action=http%3a%2f%2fwww%2eahlalhdeeth%2ecom%2 fvb%2fprofile%2ephp%3fdo%3deditpassword
¥