تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعريف بالإمام أبو الحسن االأشعري]

ـ[المهندي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 01:53 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبة ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين.

وبعد: لما كان كثير من الناس في الاقطار الاسلامية ينتسب إلى أبي الحسن الأشعري، مع ذلك لا يعرف شيئا عن أبي الحسن الأشعري ولا عن عقيدته التي استقر عليها أمره أخيراً واستحق بها أن يكونن من الأئمة المقتدى بهم –أحببنا أن نفيد أولئك عن حقائق هذا الامام المجهول عند كثير ممن ينتسب اليه وينتحل عقيدته، حسب ما تتبعنا من المراجع المعتبرة.

وقبل كل شيء أتحف القارئ بنبذة قليلة من ترجمة الأشعري فأقول وبالله أستعين:

التعريف بالامام وذكر أبرز المصادر التي ترجمت له:

(أما أبو الحسن االأشعري) فهو: علي بن اسماعيل ابن اسحاق ابن سالم بن اسماعيل بن موسى الأشعري، ولد سنة ستين ومئتين من الهجرة النبوية260هـ، ترجمه أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي في كتابة "تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري" والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" وابن خلكان في وفيات الأعيان، والذهبي في "تاريخ الإسلام" وابن كثير في "البداية والنهاية" وطبقات الشافعية والتاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" وابن فرحون المالكي في "الديباج المذهب في أعيان أهل المذهب" ومرتضي الزبيدي في "اتحاد السادة المتقين بشرح أسرار غحياء علوم الدين" زابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب في أعيان من ذهب" وغيرهم.

عمن أخذ الأشعري العلم والكلام:

دخل هذا الامام بغداد وأخذ الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي أحد أئمة الحديث والفقة وعن أبي خليفة الجمحي وسهل بن سرح ومحمد بن بعقوب المقريء وعبدالرحمن ابن خلف البصريين، وروى عنهم كثيراً في تفسيره ((المختزن)) وأخذ علم الكلام عن شيخة زوج أمه أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة، ولما تبحر في كلام الاعتزال وبلغ فيه الغاية كان يورد الأسئلة على استاذه في الدرس ولايجد فيها جواباً شافياً فتحير في ذلك فحُكي عنه أنه قال: وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد فقمت وصليت ركعتين وسألت الله تعالى أن يهديني الطريق المستقيم ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر، فقال لي رسول الله صلى الله علية وسلم ((عليك بسنتي)) فانتبهت!!، وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار، فأثبته ونبذت ماسواه ورائى ظهري. قال أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب الغدادي المتوَفى سنة 463هـ في الجزء الحادي عشر من تاريخه المشهور صفحة 346هـ ((أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية، والخوارج وسائر أصناف المبتدعة ... إلى أن قال: وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري فجزهم في أقماع السمسم.

قال ابن فرحون في الديباج: ((أثنى على أبي الحسن الأشعري أبو محمد بن أبي زيد القيرواني وغيره من أئمة المسلمين اهـ))

أبو الحسن الأشعري يناهظ شيخه الجبائي فيفحمه!!!

وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات الجزء الثاني صفحة 303 ومما بيض به أبو الحسن الأشعري وجوه أهل السنة النبوية وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية، فأبان به وجه الحق الأبلج ولصدور أهل الايمان والعرفان أثلج مناظرة كما قال ابن خلكان: ((سأل أبو الحسن الأشعري أستاذه أبا على الجبائي عن ثلاثة إخوة؛ كان أحدهم مؤمناً براً تقيلً والثاني كان كافراً فاسقً شقياً، والثالث كان صغيراً، فماتوا فكيف حالهم؟، فقال الجبائي: أما الزاهد ففي الدرجات أما الكافر ففي الدركات، وأما الصغير فمن أهل السلامة فقال الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟، فقال الجبائي: لا!!؛ لأنه يقال له: أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بعطائه الكثير وليس لك تلك الطاعات، فقال الأشعري: فان قال ذلك التقصير ليس مني، فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة، فقال الجبائي: يقول البارئ جل وعلا: كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقاً للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك، فقال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير