تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الفرق بين العشق والحب؟]

ـ[سعد العجلان]ــــــــ[29 - 09 - 04, 02:33 م]ـ

[ما الفرق بين العشق والحب؟]

وهل يجوز أن يقول المسلم أنا أعشق الله أو الإسلام أو الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 03:02 م]ـ

- الحمدلله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده ... أما بعد

- الفرق بينهما العموم والخصوص.

فالعشق نوعٌ من أنواع المحبة، التي من انواعها الخلة، والهيام، والعشق، و غير ذلك.

ولا يشرع قول: (أنا أعشق الله ورسوله) كفعل بعض أهل التصوِّف المذموم؛ لأنَّ العشق فيه نوع شهوةٍ مع المحبة!

ولا يليق ربط محبة الله أورسوله بالشهوة ‍!

- وانظر: كتاب: روضة المحبين لابن القيم، ففيه تفصيل ما أجملته ههنا.

- وأورد شارح الطحاوية - ابن أبي العز- شيئاً من هذا على ما أذكر، فراجعه.

- وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ـ[سعد العجلان]ــــــــ[29 - 09 - 04, 03:17 م]ـ

أحسن الله إليك أخي أبو عمر وغفر لك

ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 03:22 م]ـ

يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في شرح المحبة:

فأما المحبة فقيل أصلها الصفاء لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها حبب الأسنان

وقيل مأخوذة من الحباب وهو ما يعلو الماء عند المطر الشديد فعلى هذا المحبة غليان القلب وثورانه عند الاهتياج إلى لقاء المحبوب

وقيل مشتقة من اللزوم والثبات ومنه أحب البعير إذا برك فلم يقم، قال الشاعر:

حلت عليه بالفلاة ضربا ** ضرب بعير السوء إذ أحبا

فكأن المحب قد لزم قلبه محبوبه فلم يرم عنه انتقالا

وقيل بل هي مأخوذة من القلق والاضطراب ومنه سمي القرط حبا لقلقه في الأذن واضطرابه، قال الشاعر:

تبيت الحية النضناض منه ** مكان الحب تستمع السرارا

وقيل بل هي مأخوذة من الحب جمع حبة وهو لباب الشيء وخالصه وأصله فإن الحب أصل النبات والشجر

وقيل بل هي مأخوذة من الحب الذي هو إناء واسع يوضع فيه الشيء فيمتلئ به بحيث لا يسع غيره وكذلك قلب المحب ليس فيه سعة لغير محبوبة

وقيل مأخوذة من الحب وهو الخشبات الأربع التي يستقر عليها ما يوضع عليها من جرة أو غيرها فسمى الحب بذلك لأن المحب يتحمل لأجل محبوبه الأثقال كما تتحمل الخشبات ثقل ما يوضع عليها

وقيل بل هي مأخوذة من حبة القلب وهي سويداؤه ويقال ثمرته فسميت المحبة بذلك لوصولها إلى حبة القلب وذلك قريب من قولهم ظهره إذا أصاب ظهره ورأسه إذا أصاب رأسه ورآه إذا أصاب رئته وبطنه إذا أصاب بطنه ولكن في هذه الأفعال وصل أثر الفاعل إلى المفعول وأما في المحبة فالأثر إنما وصل إلى المحب

وبعد ففيه لغتان حب وأحب قال الشاعر:

أحب أبا مروان من أجل تمره ** وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق

ووالله لولا تمره ما حببته ** ولا كان أدنى من عبيد ومشرق

كذلك أنشده الجوهري بالإقواء فجمع بين اللغتين ولكن في جانب الفعل واسم الفاعل غلبوا الرباعي فقالوا أحبه يحبه فهو محب وفي المفعول غلبوا فعل فقالوا في الأكثر محبوب ولم يقولوا محب إلا نادرا، قال الشاعر:

ولقد نزلت فلا تظني غيره ** مني بمنزلة المحب المكرم

فهذا من أفعل وأما حبيب فأكثر استعمالهم له بمعنى المحبوب، قال الشاعر:

وما زرت ليلى أن تكون حبيبة ** إلي ولا دين لها أنا طالبه

وقد استعملوه بمعنى المحب قال الشاعر:

وما هجرتك النفس أنك عندها ** قليل ولا أن قل منك نصيبها

ولكنهم يا أحسن الناس أولعوا ** بقول إذا ما جئت هذا حبيبها

فهذا يحتمل أن يكون بمعنى المحبوب وأن يكون بمعنى المحب وأما الحب بكسر الحاء فلغة في الحب وغالب استعماله بمعنى المحبوب قال في الصحاح الحب المحبة وكذلك الحب بالكسر والحب أيضا الحبيب مثل خدن وخدين

قلت: وهذا نظير ذبح بمعنى مذبوح ونهب بمعنى منهوب ورشق بمعنى مرشوق ومنه السب ويشترك فيه الفاعل والمفعول قال أبو عبيد السب بالكسر الكثير السباب قال الجوهري وسبك الذي يسابك، قال حسان:

لا تسبنني فلست بسبي ** إن سبي من الرجال الكريم

والصواب أنه عبدالرحمن بن حسان

وقد يشترك فيه المصدر والمفعول نحو رزق وفي إعطائهم ضمة الحاء للمصدر سر لطيف فإن الكسرة أخف من الضمة والمحبوب أخف على قلوبهم من نفس الحب فأعطوا الحركة الخفيفة للأخف والثقيلة للأثقل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير