تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المسلمون بقدوم هذا الشهر الكريم ثم ختم خطبته بالحديث عن تقويم ام القرى وتوثيقه ورده على من يحاولون التشكيك في وقته. وقد بدأ سماحة المفتي بالحديث عن عبادة الله تعالى وفضائل العبادات وتنوعها وقال: كل مسلم مؤمن بأن غاية خلقنا جميعا معشر الثقلين الانس والجن هي عبادة الله تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) تلك العبادة التي حقيقتها اخلاص الدين لله، وتعلق قلب العبد بربه، خوفا ورجاء واعتقادا ان الله هو المستحق وحده للعبادة، فالدعاء والرجاء والاستغاثة والخشية والخشوع لا يكون الا لله، والانسان المؤمن هو الذي قلبه متعلق بالله، ومن رحمة الله تعالى ان نوع بين العبادات، فقد شرع الله لنا عبادات متنوعة، وحكمته تعالى في تنوع هذه العبادات زيادة الايمان (ليزدادوا ايمانا على ايمانهم) ومضاعفة الاجور وتقوية الرغبة في الخير. ولذا فإن خلق الله الثقلين لم يكن لعبا، خلق بالحق ولكن اكثرهم لا يعلمون، وهناك من عباد الله من يقبل فرضا وقد لا يقبل آخر، ولكن المسلم الحق هو الذي يقبل فرائض الله كلها ويطبقها كما فرضها عليه، لأن اعظم امر عند الله هو عبادته، ولا خلاف في ذلك، ثم اداء اركان الاسلام العملية. وهناك عبادات متعلقة بالابدان مثل الصلوات الخمس وعبادات متعلقة بالمال مثل فريضة الزكاة، وهناك عبادات متعلقة بالبدن والمال مثل الحج والجهاد في سبيل الله، وعبادات متعلقة بكف النفس عن شهواتها مثل صيام شهر رمضان، واذا وفق الله العبد واستكمل اركان اسلامه، سهل الله له بقية اركان الاسلام. وصيام شهر رمضان احد اركان الاسلام الخمسة وهو احد الاركان التي بني عليها هذا الدين، وذلك باجماع الامة وعلمائها، والصيام عبادة قديمة تعبد الله بها من كان قبلنا من الامم (يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم). ولكن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر المزيد من الفضل والخصوصية فهو شهر كريم فيه فضائل كثيرة لم تتوفر لغيرنا من الأمم، يقول تعالى (يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم). ولذا يرتقب المسلمون شهر رمضان بفرح عظيم، وسرور كبير، واغتباط وشكر لله وثناء عليه، والسؤال لماذا هذا الفرح؟ والجواب: نظرا لكثرة الخير والفضل فيه يفرح المسلمون بهذا الشهر الكريم، انهم يفرحون به لما فيه من الثواب الجزيل، ومضاعفة الحسنات، وتكفير للخطايا، ومحو للسيئات، فنحن جميعا نسأل الله ان يبلغنا رمضان، هذا الشهر الكريم، وندعوه في آخره ان يتقبل منا هذا الشهر وما قمنا به من صيام وصلاة ودعاء. فإدراك شهر رمضان نعمة من نعم الله، اذا بقي في عمرنا ان ندرك شهر الصيام، عسى التوبة النصوح والرجوع الى الله، وتكفير الخطايا، والاقلاع عن الذنوب والتكفير عنها، والدعاء المستجاب والعمل المقبول بإذن الله. ويرغب نبينا صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، ويعدد فضائله ومزاياه لحث المسلمين على صيامه وقيامه ومن خصائص رمضان ان صيامه وقيامه سبب المغفرة لما مضى من الذنوب (من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). وان صيام شهر رمضان يكفر ما بين رمضان ورمضان وحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم (الصلوات الخمس، والجمعة الى الجمعة، ورمضان الى رمضان كفارة لما بينها اذا اجتنبت الكبائر). وهناك من يستقبل رمضان للتنافس على الخير وفعل الطاعات والاكثار منها، ولكن هناك من يستقبله بالبحث عن الزلات والخطايا، والخوض في اعراض الناس، والاساءة لهم، والمفروض على المسلم ان يقلع عن هذا في رمضان وغيره، ولا يتتبع عورات الناس. في شهر رمضان تفتح ابواب الجنة الثمانية وتغلق ابواب النيران وينادي مناد يا باغي الخبر اقبل ويا باغي الشر ادبر هو شهر بركة اوله مغفرة واوسطه رحمة وآخره عتق من النار ينزل الله فيه الرحمة، ويحط الخطيئة ويستجيب الدعاء. ولقد كتب الله الصيام على الناس في هذا الشهر تشريفا لهم ورحمة بهم واحسانا عليهم، تفضل به عليهم (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات). فالمؤمنون هم الذين يستجيبون لفريضة الصيام، ولستم بدعا من الناس، ولكنها عبادة، والتقوى تتجلى في خلق الصائم لأنه يدع الطعام والشراب والنساء وكل ما هو مباح له من طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس، انه يترك كل ذلك من الشهوات التي تحبها نفسه وتميل اليها يتركها قربة لله، وطاعة في كل احواله، هو الرقيب عليه، لأن المرء يريد ان يكون من الذين يتقون الله في صيامهم وفي عباداتهم

المصدر صحيفة المدينة

http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=647&pubid=1&CatID=3&articleid=75716

ـ[المنصور]ــــــــ[10 - 10 - 04, 05:00 م]ـ

في نظري: ماكان ينبغي لصاحب الموضوع التعجل في الحكم على تقويم المسلمين، وعلى الأقل عندنا فتوى من الإمام ابن باز في وقته،وهي مبنية على دراسة لجنة معتمدة، ثم لدينا فتوى الآن من المفتى العام، أفنترك مايلزمنا اتباعه إلى دراسة لم تعتمد بشكل نهائي، وإني أنصح إخواني جميعاً بعدم النظر في الكلام المنتشر حالياً والالتزام بما علم وتم التأكد منه سابقاً لحين ثبوت خلاف ذلك يقيناً واعتماده من الإفتاء.

هذا ماأنصح به الجميع، والله تعالى من وراء القصد،،،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير