تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العلومُ التي يُحْرَصُ على (الإبداع) فيها نوعان:

الأول: العلم النافع، و نَفْعِيَةُ العلوم من جهتين:

الأولى: المضمون.

الثانية: الثمارُ و النتائجُ.

الثاني: العلم المُحْتَاجُ إليهِ بِكَثْرَةٍ.

و إلى النقيصة الثالثة قريباً _ إن شاء الله _.

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[23 - 08 - 02, 05:28 ص]ـ

أحمدُ الله و هو للحمد أهل، و الصلاة على رفيع المَحْتد و الأصل، و على من سار على نهجه رضى ذي الفضل.

أما بَعْدُ:

فهذه خاتمةُ (النَّقائِصِ العِلْمِيَّة) و هو تحريرٌ لـ (النَّقِيْصَة الثَّالِثة).

فأقولُ مُسْتَمِدَّاً التوفيق من ربي الإله.

النَّقِيْصَةُ الثَّالِثَة ً: الكَسَلُ عن المُطالَعة.

آلَةُ العالِمِ كُتْبُهُ، و عُمُدُ تَحْصِيْلِه كَرَارِيْسُ العلم لديهِ، و على مَدَى حِرْصِهِ عَلَيْها يكون شأنُ تحصيلِه، و بِقِلَّة إهمالها يكونُ ضَعْفُ تَحْصِليه، و هي مُكَوِّنَةِ علم الرجل، و مُنْضِجَة فكره.

و بها تمدَّح العلماء، و بفضلها ترنحوا.

و لَقَدْ بُلِيْنَا في هذا الزمان بِقِلَّة المُطَّلِعِيْن على الكُتُبِ، بل بُلِيْنَا بِكثْرَةِ الكُتُبِ التي تَتَّسِمُ بـ (الغُثُوْثَة)، و لأجلِ ذا كان الانصرافُ عن المُطَالَعة.

و المُطَالَعةُ إذ كانت بذا المُقام، و تِيْكَ المكانة فإنه لابُدَّ من إضاءةٍ حول نُقْصَانِها في صَفِّ من اشْتَغَلَ في العلم _ طَلَبَاً و تَعْلِيْمِاً _، فأقولُ و بربي استعانتي، و عليه اتّكالِي:

إن الكلامَ على (المُطَالَعةُ) سيكون من خلالِ ما يأتي:

الأَوَّلُ: في الأسبابِ المانِعَةِ من المُطالَعة.

لمْ يَكُن انصرافُ طلاَّبِ العلم عن المُطالَعة، و الاهتمام بها إلا من أسبابٍ حَفَّتْ بها، و جملتُهَا قسمان:

الأول: أسبابٌ في المُطالِع.

إن أهمَّ الأسباب المانِعَةِ من (المُطالَعة) هي ما كان ورودها مِنْ قِبَلِ (المُطالِع)، و إليك طَرَفَاً منها:

الأولُ: ضَعْفُ الهمةِ في (المُطَالَعة).

الثاني: عَدَمُ استشعارِ أهميتها.

الثالث: الجَهْلُ بطرائق (المُطالَعة)، و هما طريقتان:

الأولى: المنهجية في (المُطَالَعة).

فترى بعضاً من القوم يَشْرَعُ في قراءةِ ما وقع في يده من الكتب، مُهْمِلاً بذلك شأنه و حاله مع الكتابِ المُطالَع.

و (المُطالَعةُ) النافعةُ هي ما كان فيها أمران:

الأول: التناسُبُ بين الكتاب و المُطالِع، و يندرجُ في هذا شيئان:

أولها: التناسب في العقل و الفهم، فلا يكون في فنٍّ لا يفهمُ أصوله.

ثانيها: التناسبُ في اللغة و العبارة، فلا يكون الكتابُ ذا لُغَةٍ أكبر من القاريء.

الثاني: يُسْرُ القراءة فيه، و هذا فيه أمور:

أولها: اليُسْرُ من جهة حُسنِ الطباعة و الإخراج.

ثانيها: اليُسْرُ من جهة المعلومة فيه و اتفاقها مع فهم القاريء.

ثالثها: اليُسْرُ من جهة الزمان و المكان.

فهذَانِ لُبُّ (المُطالَعةُ) النَّافِعة، و بفقدِهما يكون فُقْدانُ المَنْفَعة.

الثَّانِيَةُ: إهمالُ آداب (المُطَالَعة) و هي تدُوْرُ في محورين:

الأول: جِلْسَةُ (المُطالِع).

الثاني: أدَبُ الكتابِ.

الثاني: أسبابٌ في المُطالَع (الكتاب) و هي ثمانيةٌ:

أولها: إسْقاطُ الألفاظ من الكلام.

ثانيها: زيادةُ ألفاظٍ في الكلام.

ثالثُها: إسقاطُ أحرُفٍ من كَلِمَةٍ.

رابعها: زيادةُ أحرُفٍ في كلمةٍ.

خامسُها: وَصْلُ حَرْفٍ مفصولٍ، أو فَصْلُ حَرْفٍ موصولٍ.

سادسها: تَغييرُ أشكالٍ الحروف بأشباهها ككتابةِ (الحاءِ) على شكْلِ (الباء).

سابعها: العُدُوْلُ عن الأشكالِ الصحيحة للحروف كَتَصِيِيْرِ (العيْنِ) كـ (الفاء) في حال الوصل، أو كـ (الحاء) في حال الفصل.

ثامنها: إغْفَالُ (النَّقْطِ) و (الإعْجَام).

(النَّقطُ) وَضْعُ النُّقَط.

(الإعْجام) تَشْكيلُ الكلمة بحركاتها.

(انظر: أدبُ الدنيا و الدين [104_ 107] تَحْقِيْقُ: السَّقا)

الثاني: أقسامُ المُطَالَعةِ:

الأول:القراءة التأصيلية: و هي القراءة التي يعتمد فيها على التركيز و التمعن، و هي في نوعين من الكتب:

1 - شروح المتون: فإن التركيز عليها حال قراءتها من مطالب التأصيل و التأسيس، و بها يكون الطالب على إلمام كبير بمقاصد المتن.

2 - كتب العلم (الشرعي) و هي التي يكون فيها التحصيل العلمي، مثل كتب: الاعتقاد، الفقه، الحديث، الأصول، المصطلح، النحو ....

الثاني: القراءة الجردية: و هي تعني أن هناك كتباً تقرأ قراءة فيها نوع من التركيز و التفهم، و لا تحتاج الى إعمال الفكر و العقل في عباراتها، و هي في نوعين من الكتب:

1 - المطولات: و هي الكتب ذات المجلدات الكثيرة، و هي لا تستدعي التوقف عندها و التفكر لمعانيها، و غنما تقرأ لبحث، أو غيره من الحاجات.

مع أن المتعيِّن على طالب العلم أن يقرأ بها و لكن بعد إدراكه أصول العلم.

2 - كتب التكميل العلمي: و مرادي بالتكميل العلمي: هو تحصيل الطالب علماً ليس أساساً في تكوينه علمياً و تأصيله فيه، بل هو من مكملات ثقافته و علمه.

و علومه: التأريخ، التراجم، الأدب، اللغة ...

الثالث: القراءة الموسمية: و هي القراة التي تكون في مناسبات و أوقات، و هي نوعان:

1 - قراءة في المواسم العبادية: كقراءة كتب الحج قبل الحج، و الصيام قبل الصيام، و النكاح قبل النكاح، و البيوع قبل البيع و الشراء.

2 - القراءة في أحكام النوازل: و هي القراءة في الكتب التي ألفت في أزمنة من أزمنة المسلمين التي حلت فيهم نازلة و كارثة كغزوة أشكلت عليهم، و هكذا.

و بِهَذا أكون قد أوقفت اليراعة عن الرَّقْمِ، و اللسان عن البَوْحِ بالكَلِم، آملاً من الله العليم، أن يَعُمَّني بفضله العميم.

و صلَّى الله على نبينا محمد و على آلهِ و صحبه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير