ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[26 - 11 - 04, 05:59 م]ـ
تم رفعه للفائدة.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[28 - 11 - 04, 04:45 م]ـ
الحلقة التاسعة عشر
إتصال هاتفي:
من الشيخ عبدالكريم التويجري.
الشيخ التويجري: أريد أن أتكلم في جانبين , الأول: بما أن هذه الحلقات كلها حول مكتبة طالب العلم وكيف يبنيها , وقد أجاد الشيخ وأفاد جزاه الله خيرا في هذا الجانب , حقيقة يلاحظ أن كثيرا من المنتسبين إلى العلم الحريصين على متابعة الجديد في المكتبات كثير منهم ينحصرهمه في مجرد اقتناء الكتاب لذات الاقتناء , فيكون آخر عهده بالكتاب حين ينظمه في أدراج مكتبته دون أن يكلف نفسه معرفة شيء عن هذا الكتاب , وأظن أن هذا من الخلل في منهجية الطلب , فأقل ما يترتب عليه أن الكتاب قد يوضع في غير محله , وربما أيضا لم يستفد منه في مواضع لا يكاد يستغنى عنه فيها , بل ربما لا توجد في غير هذا الكتاب , ونحن نتوجه إلى الشيخ عبدالكريم بأن ينبه طالب العلم أن يهتم عند إقتناءه للكتاب بمعرفة موضوع الكتاب ومسائله التي تضمنها , ويكون ذلك بالنظر في مقدمة الكتاب والفهارس التي وضعها المؤلف أو وضعها المحقق , وإن قُدِّر له قراءة شيء من مسائل الكتاب وفصوله فذلك غاية المرام , هذه مسألة.
والجانب الآخر: وهي ملحوظة , وقد وردت في ثنايا كلام الدكتور ناصر في مداخلته , وأيضا في كلام الشيخ عبدالكريم , وهي أن كثير من كتب متقدمي السلف لهم كتب هي أصول معتمدة عند من جاء بعدهم , " كالرد على الجهمية " للإمام أحمد و" الحيدة " لعبدالعزيز الكناني وغيره , ومتقدموا علماء هذه الأمة ينقلون عن هذه الكتب ويعتمدونها , مطمئنين إلى صحة نسبتها إلى أصحابها , ولا يشكون فيها لكن نبتت نابتة في أعقاب الزمن أصبحت ترفع لواء التشكيك في هذه الكتب وفي نسبتها إلى أصحابها , ومما لا يخفى على الجميع أنه ينعكس سلباً على قيمة هذه الكتب ومدى الثقة العلمية بها. وحقيقة نريد من الشيخ عبدالكريم توجيه.
السائل: لماذا قلت يا شيخ ينعكس سلبا؟ لماذا لا يكون فيه فتح مجال أيضا للتحقيق والبحث , وليست النابتة متأخرة في بعض الكتب , فمثلا " الحيدة " بعض المتقدمين من العلماء أشار إلى التشكيك فيه , هل فيه ما يضير؟
الشيخ التويجري: عفوا البحث شيء , والتشكيك شيء آخر.
السائل: عفوا أنا أقصد أنه ليس كل من شكك في نسبة كتاب أن نقول ان القضية خطيرة , فكتاب " الحيدة " شكك فيه بعض علماء الأمة القدامى.
الشيخ التويجري: الأمر لا يخلو من حالين إما حال نظر في واقع الكتاب للتثبت منه فهذا أمر , وأنا أريد من فضيلة الشيخ أن يتحفنا في هذا الجانب والأمر معلوم أن هناك شيء علم بالاستفاضة وتواتر بالاستفاضة , وهناك شيء لا يحتاج إلى الإسناد المتصل.
الشيخ الخضير: جزى الله الشيخ عبدالكريم التويجري خير الجزاء على التنبيه الطيب. أما بالنسبة لإفادة طالب العلم من كتبه التي يقتنيها , فهذه من إفرازات كثرة التصانيف والطباعة والكتب التي تزف بها المطابع بكثرة بالمئات بل بالألوف , تجعل طالب العلم لا يتمكن من تصفح بعض الكتب لا سيما المكثر من الجمع. لكن الفائدة من الكتب هي المطالعة فيها وإلا فمجرد جمع الكتب ليس بمزية , فقد وجد من غير المسلمين من يجمع من كتب المسلمين أضعاف ما عند المسلمين , هل يعني هذا أن جمع الكتب بحد ذاته لا يعدو أن يكون هواية مثل الهوايات , وسبق أن تحدثنا عنه , وسبق أيضا أن تحدثنا عن كيفية الإفادة من هذه الكتب , ولقد أدركنا شيوخنا ومكتباتهم كلها مقروءة ومعلق على كتبهم , ويأتي الآن تركات عن بعض العلماء لا تخلو صفحة من تعليق. وإلا كيف نسميه عالم وهو ما قرأ.
السائل: بعض الكتب يا شيخ خرجت من هذه التعليقات , فتعليقات على كتب أخرجوا منها كتب وحواشي.
الشيخ: نعم , حواشي تفسير البيضاوي وهي أكثر من 120 حاشية كلها تعليقات على تفسير البيضاوي , وكذلك تعليقات الشيخ أبابطين على " الروض " وتعليقات الشيخ العنقري , وتعليقات ابن قاسم هذه حواشي أفرزتها القراءة , وشيوخنا الذين أدركناهم لا يخلو كتاب عندهم بل لا تكاد تخلو صفحة من تعليق , من لمسة من هذا العالم.
¥