تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا داعي لإغلاق الموضوع الآن لو حصل تجاوز من أحد الأعضاء فهل (تزر وازرة وزر أخرى)؟!

وأرجو أن لا نُلجأ إلى فتح موضوع (المستدركات على المستدركات المغلقات).

ـ[حارث همام]ــــــــ[13 - 10 - 04, 11:16 ص]ـ

جزاك الله خيراً أيها المخضرم:)

الاستدراك على الاستدراك الأول:

الذي يظهر والعلم عند الله تعالى أن شيخ الإسلام يقسم الرافضة بمن فيهم الإمامية إلى أقسام، فمنهم الغلاة الذين نص على أنهم شر من اليهود والنصارى، أما عامتهم فليسوا كذلك وليس كلامي فيما يلي يتعرض لتكفير من ليسوا كذلك ولا عدمه وإنما منصب في هل هم شر من اليهود والنصارى أو لا فأرجو التنبه.

أما غلاتهم فقد قال فيهم:

"وأما من دخل في غلو الشيعة كالإسماعيلية الذين يقولون بإلهية الحاكم ونحوه من أئمتهم ويقولون إن محمد بن إسماعيل نسخ شريعة محمد بن عبد الله، وغير ذلك من مقالات الغالية من الرافضة، فهؤلاء شر من أكثر الكفار من اليهود والنصارى والمشركين، وهم ينتسبون إلى الشيعة، يتظاهرون بمذاهبهم، فإن قيل ما وصفت به الرافضة من الغلو والشرك والبدع موجود كثير منه في كثير من المنتسبين إلى السنة فإن في كثير منهم غلوا في مشايخهم وإشراكا بهم وابتداعا لعبادات غير مشروعة وكثير منهم يقصد قبر من يحسن الظن به إما ليسأله حاجاته ... " ثم رد بقوله: "قيل هذا كله مما نهى الله عنه ورسوله وكل ما نهى الله عنه ورسوله فهو مذموم منهي عنه سواء كان فاعله منتسبا إلى السنة أو إلى التشييع والسنة في هذا وغيره هي في الرافضة أكثر منها في أهل السنة" [ينظر دقائق التفسير 2/ 152 - 153].

وقال رحمه الله في الفتاوى عندما ذكر غالية الرافضة كالإسماعيلية: "فإن جميع هؤلاء الكفار أكفر من اليهود والنصارى فإن لم يظهر عن أحدهم ذلك كان من المنافقين الذين هم فى الدرك الأسفل من النار ومن أظهر ذلك كان أشد من الكافرين كفرا فلا يجوز أن يقر بين المسلمين لا بجزية ولا ذمة ولا يحل نكاح نسائهم ولا تؤكل ذبائحهم لأنهم مرتدون ... " ثم عقب: "وليس هذا مختصا بغالية الرافضة بل من غلا فى أحد من المشايخ وقال إنه يرزقه أو يسقط عنه الصلاة أو أن شيخة أفضل من النبي أو أنه مستغن عن شريعة النبي وأن له إلى الله طريقا غير شريعة النبي أو أن أحداً من المشايخ يكون مع النبي كما كان الخضر مع موسى وكل هؤلاء كفار يجب قتالهم بإجماع المسلمين". [28/ 474 - 475].

فكما ترى هذا لقسم من الرافضة الغلاة كالإسماعلية ومن قال ببعض قولهم الشنيع يضارع كفره كفر اليهود والنصارى، غير أنه ينبغي أن نلحظ:

* ليس ذلك مختصاً بالرافضة وإن كان فيهم أكثر من غيرهم.

* من وقع فيما وقعوا فيه من قبيل ذلك الكفر صار مثلهم وإن انتسب إلى السنة أو التصوف، وعليه فيوجد من منتسبي السنة من كفره أشد من كفر بعض اليهود والنصارى.

* لايفهم من كلام شيخ الإسلام أن جملة هؤلاء شر من جملة اليهود والنصارى وإنما شر من أكثرهم وإلاّ فإن في مقالات النصارى واليهود ومن جملة مذاهبهم ما يضارع قول غلاة الرافضة ونحوهم ولهذا عبر الإمام في النقل الأول بلفظ أكثر.

أما القسم الآخر من الرافضة فليس أشد كفراً من اليهود والنصارى، بل هم خير من بعض طوائف أهل الإسلام، وقد نقل شيخ الإسلام قول وكيع: "قال وقال وكيع ابن الجراح: الرافضة شر من القدرية، والحرورية شر منهما، والجهمية شر من هذهالأصناف" [بيان تلبيس الجهمية 2/ 44]. إلاّ أن لشيخ الإسلام في مواضع أخرى تعقب لهذا الكلام مفاده أن الرافضة إن لم يكونوا كالحرورية فهم أسوأ غير أن المطلع على كلامه يجزم بأنه لايقول أن عامة الإمامية شر من اليهود والنصارى، أما عبارة وكيع فلعل مراده متقدميهم من الذين لم يظهر عندهم غلو متأخريهم والله أعلم، ونصوص شيخ الإسلام التي يصرح فيها بأن في الرافضة من ليسوا زنادقة كفار كثيرة أذكر منها، قوله رحمه الله [الفتاوى 35/ 141]: "بل الرافضة الذين ليسوا زنادقة كفاراً يفرقون بين مقالتها ومقالة الجمهور ويرون كتمان مذهبهم واستعمال التقية وقد لا يكون من الرافضة من له نسب صحيح مسلما فى الباطن ولا يكون زنديقا لكن يكون جاهلا مبتدعا".

وله في عموم أتباع بعض القرامطة من الشيعة والرافضة كلام يوضح تفريقه بين الأئمة المنظرين الطغاة، وبين هؤلاء الأتباع فقال رحمه الله [الفتاوى 35/ 144]: "وهذا الذى ذكرته حال أئمتهم وقادتهم العالمين بحقيقة قولهم ولا ريب أنه قد انضم اليهم من الشيعة والرافضة من لا يكون فى الباطن عالما بحقيقة باطنهم ولا موافقا لهم على ذلك فيكون من أتباع الزنادقة المرتدين الموالى لهم الناصر لهم، بمنزلة أتباع الاتحادية الذين يوالونهم ويعظمونهم وينصرونهم ولا يعرفون حقيقة قولهم فى وحدة الوجود وأن الخالق هو المخلوق، فمن كان مسلما فى الباطن وهو جاهل معظم لقول ابن عربى وابن سبعين وابن الفارض وأمثالهم من أهل الاتحاد فهو منهم وكذا من كان معظما للقائلين بمذهب الحلول والاتحاد فان نسبة هؤلاء الى الجهمية كنسبة أولئك الى الرافضة".

وقال في منهاج السنة [2/ 452] وقد ذكر الإسماعيلية: "والإمامية الاثنا عشرية خير منهم بكثير فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا ليسوا زنادقة منافقين لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم وأما أولئك فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون وأما عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكونون مسلمين". فأنت ترى حتى الإسماعيلية قد يكون بعض أتباعهم مسلمين عنده رحمه الله.

وقال في دقائق التفسير عبارة محكمة صريحةواضحة [2/ 143 وينظر مجموع الفتاوى 13/ 96]: "والخير والشر درجات فينتفع بها أقوام ينتقلون مما كانوا عليه إلى ما هو خير منه وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعين وهو خير من أن يكونوا كفاراً".

والخلاصة أن الذي يظهر والعلم عند الله تفريق شيخ الإسلام بين الغلاة كالإسماعيلية، وبين غيرهم، وتفريقه في أولئك بين الأتباع الجهال، وبين غيرهم.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير