تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يحرم المساهمة في مثل هذه الشركات؟!]

ـ[الاعتصام]ــــــــ[12 - 10 - 04, 10:34 م]ـ

يكثر هذه الايام الحديث حول جواز المساهمة في اسهم شركة الاتصالات الاماراتية،ويتداول بعض الدعاة فتاوى تدور حول الحل والحرمة في المساهمة في الشركات التي تتعامل ببعض المحرمات كالربا ونحوه ولو كان يسيراً بالقياس الى مجمل تعاملاتها التجارية بمعنى انها ليست في اصلها شركة في تجارة محرمة .. (والمسألة التي أحب ان يبحثها الاخوة: هل تعامل الشركة بجزء يسير من رأس مالها بالحرام يحرم المضاربة فيها؟ تأصيل المسألة)

اليكم ايها الاكارم بعض هذه الفتاوى:

حكم المساهمة في شركة الاتصالات

الحمد لله رب العالمين، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم .. و بعد:

فقد كثرت الأسئلة حول المساهمة في شركة الاتصالات فأقول و بالله التوفيق:

إن الله تعال قد بيّن الحلال و الحرام في كتابه و على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم، قال الله تعالى (و نزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء و هدى و رحمة و بشرة للمسلمين) و قال تعالى (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ) و قال النبي صلى الله عليه و سلم (إن الحلال بيّن و إن الحرام بيّن و بينهما متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه و عرضه) الحديث متفق عليه و اللفظ لمسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.

و بالنظر إلى الأعمال المالية التي تمارسها شركة الاتصالات تبين أنها واقعة في معاملات بيّنة التحريم تعد من الكبائر (أولها) الربا و ذلك من وجهين:

# الأول: إيداع السيولة المالية في البنوك الربوية و أخذ الفوائد عليها.

# الثاني: الاستثمار في القروض طويلة الأجل بفوائد ربوية.

و من المعلوم أن الربا من أعظم الذنوب و قد عده رسول الله صلى الله عليه و سلم من السبع ا لموبقات، و آذن الله تعالى المصرّ عليه بالحرب فقال تعالى (يا أيها اللذين آمنو اتقوا الله و ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين # فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله و رسوله و إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون و لا تُظلمون).

و (ثاني) الأعمال البيّنة التحريم التي تمارسها الشركة: (القمار) من خلال خدمة الرقم (700) و للعلم فإن نصيب الشركة هو 35% من مجموع العوائد، و القمار هو الميسر الذي حرمه الله تعالى في كتابه، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ)، و دخول الاتصالات في هذه المعاملة هو من باب (المشاركة) لا من باب (الإجارة) فهي تقدم الخدمة الهاتفية، و الطرف الآخر يقدم العمل. فهي شريك أساس في هذا الميسر و القمار.

و (ثالثها): الاستثمار في أعمال تجارية محرمة و من ذلك استثمارها ما يزيد على 600 مليون ريال في القمر الصناعي عربسات و الذي يؤجر على قنوات تبث الفساد الفكري و الخلقي، و الاستثمار و التجارة في الحرام حرام.

و قد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بلغ عمر أن فلاناً باع خمراً فقال: (قاتل الله فلاناً ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها) و اللفظ للبخاري.

و من المعلوم أن سهم المكتتب (مشاع) في جميع أجزاء الشركة، و كل من اشترى من الأسهم صار شريكاً بقدر أسهمه و إدارة الشركة في منزلة الوكيل عن حملة الأسهم و لذلك فالمساهم يكون بالضرورة متعاملاً بهذه الكبائر و مشاركاً فيها عن طريق وكيله و هو إدارة الشركة و قد دخل المساهمة برضاه التام وفق شروط معينة فلا يستطيع تعديل تعاملات الشركة و لا تغيير نظامها .. مع ما في ذلك من الإعانة الظاهرة على الإثم و العدوان و قد قال تعالى (و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير