وأما القول باعتماد الحساب في حال النفي، فهو قول الشيخ محمد بخيت المطيعي و الشيخ محمد بن عبد الرازق المراكشي صاحب [العذب الزلال] لعله على قيد الحياة الآن – حفظه الله- والشيخ يوسف القرضاوي وغيرهم.
وذهب الشيخ أحمد بن الصديق الغماري – رحمه الله- إلى وجوب الأخذ بالحساب في الفطر والصوم في حال الغيم، بشرط أن يخبر بذلك جماعة متعددة من أهل الحساب ..
ملاحظة: ذهب الشيخ أحمد شاكر –رحمه الله- إلى أن أول الشهر الحقيقي الليلة التي يغيب فيها الهلال بعد غروب الشمس ولو بلحظة واحدة. واختار مكة لتكون هي النقطة التي ينبغي أن يراعى فيها زمن غياب القمر بعد الشمس.
الأخ رضا صمدي – شكر الله لك تجاوبك مع إخوانك- سؤالي لا زال قائما، وهو كيف نجمع أو نوفق بين قول أئمتنا – رحمهم الله- في ضرورة الاعتماد على الرؤية البصرية وعدم الاعتداد بالحسابات الفلكية، مع إقرار جماعة كبيرة – الفقهاء وليس غيرهم- منهم بدقة هذه الحسابات وقطعية نتائجها، وهذا ما دلت عليه الكثير من الآيات القرآنية.
ثم – أخي نفع الله بك- قولك: فالحساب أمر عقلي لاحسي .. لمناقشك أن يقول لك: إن كل حسابات علماء الفلك في إثبات أهلة الشهور إنما كان مبدؤها وأساسها الأرصاد الكثيرة التي قام بها الإنسان منذ عصور إلى يومنا هذا.
قال الإمام السبكي –رحمه الله-: اعلم أنه ليس مرادنا بالقطع هاهنا الذي يحصل بالبرهان الذي مقدماته كلها عقلية، فإن الحال هنا ليس كذلك، وإنما هو مبني على أرصاد وتجارب طويلة.
وقولك: إن حسابات الفلكيين لازال بها هامش خطأ ... أرجو أن توضح لنا –أخي – أين يكمن هذا الخطأ في نتائجهم، وهل هو مؤثر أم لا؟ فهذا- لو صح- فتح في العلم جديد، لعله يبطل قولهم من أساسه.
وأما قولك: أما الرؤية البصرية فهي يقينية في الشرع. فما مرادك باليقين فيها؟ لاأظنك تعني أنها تفيد اليقين في دلالتها، لأنك قلت بعد ذلك: ولو حصل فيها خطأ في واقع الأمر، وهذا إقرار بعدم إفادتها اليقين. ولم يبق إلا أنك تريد أنه يجب الحكم بها، وهذه من مواطن الخلاف بين القائلين بمراعاة قول العادين، وبين من ينكر ذلك، في حال قول أهل الفلك باستحالة رؤية الهلال، ولهم في ذلك كلام طويل ذكر شيئا منه السبكي والمطيعي وغيرهما – رحمه الله الجميع-.
وقولك: فاعتماده أولى من اعتماد حسابات فيها نسبة
خطأ (ولو قليلة (
الخطأ مشترك –أخي- بينهما حسب قولك، والذي جعل الأخذ بالرؤية أولى هو عدم اعتبار الرسول صلى الله عليه وسلم للحسابات أصلا .. فلمناقشك أن يسألك دليلا صريحا على عدم اعتباره صلى الله عليه وسلم للحساب أصلا. فهل أنت واجده؟
وللحديث بقية –إن شاء الله-
فقد جعل النعاس يسرنديني أدفعه عني ويغرنديني
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 10 - 04, 08:16 ص]ـ
الأخ الفهم الصحيح
أنا أتكلم عن المعاصرين الأحياء
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 10 - 04, 10:02 ص]ـ
الشيخ محمد الأمين السلام عليكم ورحمة الله
هلا أوضحت لي - بارك الله فيك- غرضك من معرفة أسمائهم، فمثلك لا يبحث عن القائلين بقدر ما يبحث عن الأدلة والبراهين.
ثم ما الشروط التي تريدها في هؤلاء المعاصرين الأحياء؟ أخشى إن ذكرت لك اسما أن تقول ...
وأخيرا فالغرض من مناقشة مثل هذا الموضوع هو بيان وإيضاح موقف فقهائنا الكرام- من أهل السنة- من مسألة إثبات دخول الشهور القمرية، ودفع إتهام البعض لهم بالقصور والجمود في هذا الجانب.
فأفدنا من علمك -بارك الله فيك- بالحجة النيرة، والأسلوب العلمي الواضح.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 10 - 04, 01:20 م]ـ
فائدة جانبية:
الشيخ محمد بن عبد الرازق رحمه الله مؤقت معروف، ولا إخاله يعد في زمرة كبار العلماء في مثل هذه النازلة الخطيرة.
والله أعلم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 10 - 04, 03:16 م]ـ
بارك الله في الأخ عصام على ما أفاده، ولكن الشيخ بن عبد الرازق من الكبار في تخصصه الفلكي، والناظر في كلامه يرى أن الشيخ على علم لا بأس به في الفقهيات. ولذا ذكرته هنا، وقد سبقني البعض في ذكر قوله مع القائلين بما أشرت إليه.
وكلام الشيخ محمد الأمين لم يقيده بذكر صفة العلم أصلا، فاحتمل، وقد كنت بصدد ذكر بعض الفلكيين الخلص، ولكن أعرضت عن ذلك لمثل كلامك هذا -بارك الله فيك-.
والكبار -رحمهم الله- لم يبق منهم إلا الواحد أو الإثنان -نسأل الله ألا نبقى هملا بدونهم-.
وبالمناسبة - أخي العزيز- هل لك معرفة بأخبار الشيخ بن عبد الرازق؟ هل الشيخ على قيد الحياة اليوم؟ كنت في المغرب الأسبوع الفائت ولم أتمكن من زيارة مراكش وكان في النية زيارة الشيخ، واختلفت علي الأقوال في الرباط، فرأيت من يقول إن الشيخ قد توفي، واستغرب هذا الدكتور الراوندي، وأخبرني أنه من بلدياته فلو توفي لعلم بذلك.
وعلى العموم فمن الأحياء الذين يرون الأخذ بالحساب في حال النفي الشيخ ابن منيع - حفظه الله-، وللشيخ محمد شقرة كلام فيه ميل لإعتماد الحساب في كتابه عن الصوم نسيت الآن قوله فيه بالتحديد، لعي أذكره مرة أخرى.
¥