ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[27 - 10 - 04, 10:05 ص]ـ
أخي الحبيب المقرىء بارك الله فيك على ردك، وقد كنت بصدد كتابة رسالة عتاب لك على تأخرك في الرد، ولكن الله سلم.
أما ما ذكرته عن الأخ الذي رأي الهلال فلم أفهم جيدا ما تعنيه، هل رأي الهلال في الأفق بعد ما ذكرته من الدقائق؟ أم هل استمرت رؤيته له ما ذكرت (وهو الظاهر من قولك). أرجو الإيضاح.
أما ما أردت أن أتأمله، وأبحث عن إجابته في كتب القوم، فقد فعلت – على ضعف عندي- فوجدت:
بالنسبة للنقطة الأولى: أن القوم يقرون – إلى الآن- بصعوبة تحديد إمكانية رؤية الهلال بدقة متناهية. ولكن هذا لا يمنع من التأكيد على أن بحوثهم النظرية والتجريبية في هذه النقطة قد بلغت درجة عالية من الدقة – وخصوصا في السنوات الأخيرة- بعد أن أدخلوا في اعتبارهم عدة عوامل وقع إغفالها في دراسات السابقين لها تأثيرها في هذه المسألة، من ذلك رطوبة مكان المشاهدة، ونسبة التلوث، والفصل – خريف صيف- حتى سن المشاهد أخذت في الاعتبار، وغير ذلك.
ومن المتوقع أن تصل بحوثهم في المدة القريبة إلى نتائج باهرة –بإذن الله- خصوصا لو تحصلوا على بعض التشجيع المادي والمعنوي، وأكبر بحوثهم اليوم ترتكز على الناحية التجريبية – الرصد- فهي معيار نجاح أبحاثهم أو فشلها.
أما النقطة الثانية: وهي قولك: الذين يعتمدون على الحساب عندهم قاعدة أصيلة وهي:
أن الهلال قبل الولادة لا يمكن أن يرى أو أنه محاق ولا يكون هلالا حسب التعريف الشرعي والواقع يشهد ببطلان هذه القاعدة فقد أثبتت التجارب كما نقله أهل الاختصاصين الشرعي والفلكي أنه رؤي الهلال مع أن أهل الحساب يقولون لن يولد هذه الليلة من أكثر من شاهد وفي أكثر من موقع.
قلت: هذه مما وقع اتفاق أهل الشرع واللغة على صحتها والتسليم بها، قبل أهل الفلك. ولا أدري - والله- من أين أتت هذه التجارب التي ذكرتها، فلا يخلو – أخي- الأمر من وهم ولا شك، فلو رجعت إلى مادة [سر] في القواميس مثلا وجدت صدق ما أقول لك. ثم لو تدبرت في قوله تعالى: [والقمر إذا تلاها] جزمت بما يقوله أهل العلم في ذلك. وهذه تعرف عند الفلكيين في حالات رؤية الهلال بحالة الاستحالة المطلقة. فمن المعلوم أنهم – القدماء- يقسمون حالات رؤية الهلال إلى ثلاث حالات: الأولى: حالة يقطع فيها بوجوده وامتناع رؤيته، والثانية: يقطع فيها بوجوده ورؤيته، والثالثة: يقطع فيها بوجوده ويجوزون رؤيته. وكما يلاحظ فإن الصورة التي ذكرتها – وهي حالة ادعاء الرؤية حينما يكون القمر والشمس في الاقتران أو قبله- غير مدرجة في ما تقدم لعدم وجود الهلال أصلا في مكان الرؤية الشرعية ولا في زمانها. ثم جاء المتأخرون وزادوا الأمر تفصيلا وتدقيقا.
وأما الثالثة في قولك: - أهل الحساب اختلفوا في مسألة هي أصل المسألة وأمها وهي:
ماهو تعريف الحاسبين لحساب هلال أول الشهر؟
اختلفوا في هذه المسألة الأصيلة وراجع كتب القوم تجد كثرة الخلاف مما يبين عدم انضباطهم
فأقول: - أخي الفاضل- أنت خير من يعلم أن الاختلاف ليس بحجة، هذه واحدة، ثم ما يهمنا من اختلافهم، مادمنا قد عرفنا شهرنا الذي نريد، ثم إن اختلافهم في ما ذكرت – لو أنني فهمت مرادك جيدا، فهو حقا غير واضح لي تماما- هو إلى ما يعرف باختلاف المصطلحات أقرب إلى ما تقصده بالاختلاف، فالقوم عندهم الشهر الاقتراني، أو الشهر الفلكي، أو الشهر القمري الحقيقي، أو الشهر القمري الوسطي، وأغلبها أسماء لمسمى واحد.
والذي يعنينا نحن هو الشهر الشرعي، وأظنك تعرفه جيدا.
ثم - أخي العزيز لا زلت موصولا بكل خير- فهذه كلها مباحثة جرنا إليها دخول هذا الشهر الكريم، قد اعتاد الناس عليها منذ سنين، لازلت أطمح أن أستفيد فيها من إخواننا في الملتقى، لأني رأيت القوم أخذوا يسرعون الخطى نحو اعتماد حساب الفلكيين في دخول الشهر وخروجه، وما أظننا إلا يوما وقد فتحنا أعيننا على تقاويم – ملزمة- فيها بداية الشهر ونهايته، وقد كفينا أمر الرؤية البصرية، فهل حقا يكون هذا؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 10 - 04, 09:28 ص]ـ
!!!
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 10 - 04, 07:02 م]ـ
أين الأخوان رضا صمدي والمقرىء؟ المباحثة لم تستكمل بعد.
أخي الفاضل محمد الأمين لا أدري من ماذا التعجب؟ هلا أوضحت لي -بارك الله فيك-؟ أنا في الإنتظار.
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 10 - 04, 07:41 م]ـ
أخي الفهم الصحيح:
أقصد أنه استمرت رؤيته كل هذا الوقت
يا أخي:
هذه قضية كبيرة جدا إن أردت فهمها ومعرفة الإشكال فيها فلابد من القراءة في كتب القوم والنظر إلى قواعدهم لترى ما ذكرته لك جليا
قولك وفقك الله: " ومن المتوقع أن تصل بحوثهم في المدة القريبة إلى نتائج باهرة –بإذن الله- خصوصا لو تحصلوا على بعض التشجيع المادي والمعنوي،"
ها أنت تقر أنهم لم يصلوا إلى الدقة فكيف يحق لهم أن يجزموا بنفي أو إثبات على من رأى الهلال بخلاف الشهادات التي يوقن الرائي أنه رأى الهلال فعلا
وأما قولك يا أخي: " قلت: هذه مما وقع اتفاق أهل الشرع واللغة على صحتها والتسليم بها، قبل أهل الفلك. ولا أدري - والله- من أين أتت هذه التجارب التي ذكرتها، فلا يخلو – أخي- الأمر من وهم ولا شك،"
مرة أخرى أقول لك راجع كتب القوم
وأعيد عليك المسألة الأصيلة بأسلوب آخر:
ما معنى الولادة عند الفقهاء وعند الفلكيين؟ (لا بد من فهم هذه المسألة وعندها سينجلي لك الأمر "
وأزيدك إشكالا عندهم: هل تعرف أن هناك فرقا بين الحاسبين المسلمين وغير المسلمين؟
كيف ولماذا؟
هذا هو سبب قولي لك راجع كتب القوم
المقرئ
¥