تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و أما قوله رحمه الله (ولأنه يمكن التحرز منه فأشبه أكل العامد وفارق الناسي , فإنه لا يمكن التحرز منه).

إن قصد الشيخ رحمه الله التحرز من الأكل فهذا يمكن التحرز منه و لكن هناك دافع يدفع إلى الأكل و هو غلبة الظن بدخول الوقت و مثل هذا الظن من جنس النسيان لا يمكن التحرز منه.

و المسألة الأخرى هل من غلب على ظنه غروب الشمس يجب عليه الإمساك أو يجوز له الفطر اعتمادا على غلبة الظن من المعلوم عن الأصوليين أن غلبة الظن تقوم مقام اليقين عند عدم القدرة على اليقين بالعمل بغلبة الظن و هذا أصل مجمع عليه عند أهل العلم المعتد بهم فليس كل مسألة يمكن بلوغ مقام اليقين فيها و لا يشترط في كل مسألة بلوغ هذا المقام.

فهل التحرز هنا واجب أم جائز؟

فالمشروع فيمن هذا حاله الفطر عملا بسنة النبي صلى الله عليه و سلم كما في الحديث الصحيح عن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاء الليل من ها هنا وذهب النهار من ها هنا وغابت الشمس فقد أفطر الصائم).

عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر).

و قد بينا أن غلبة الظن تقوم مقام اليقين عند أهل العلم لذا من اشترط على المسلمين أن لا يفطروا حتى يتيقنوا يقينا جازما بغروب الشمس فقد كلف الأمة ما لا طاقة لها به و ألزمها ما لم يلزمها الشارع به و أحدث في دين الله ما ليس منه.

ثم يقال هل هذا التحرز واجب أو مستحب؟

فإن قيل هو واجب قيل فلم أجمع خير القرون على ترك هذا الواجب و أفطروا حين ظنوا غروب الشمس عن أسماء بنتِ أبي بكرٍ رضيَ الله عنهما قالت: «أفطَرْنا على عهدِ النبي صلى الله عليه وسلم يومَ غيمٍ ثم طَلَعتِ الشمسُ، قيلَ لهشامٍ: فأُمروا بالقضاءِ؟ قال: لاَ بُدٌّ من قَضاء» وقال مَعْمَرٌ سمعتُ هشاماً يقولُ: «لاأدري أقضَوْا أم لا».

قال مالك عن زيد بن أسلم عن أخيه خالد بن أسلم أن عمر بن الخطاب أفطر ذات يوم في رمضان في يوم ذي غيم ورأى أنه قد أمسى وغابت الشمس فجاءه رجل فقال يا أمير المؤمنين طلعت الشمس فقال عمر الخطب يسير وقد اجتهدنا)

فالنبي صلى الله عليه و سلم و الصحابه رضوان الله عليهم لم يعملوا بهذا التحرز مع أن مقتضى هذا التحرز موجود و هو وجود الغيم.

فدل على أن هذا التحرز غير مشروع فكيف يقاس غير المشروع و هو عدم الأكل عند غلبة الظن بغروب الشمس يقاس بوجوب الإمساك و عدم الأكل عمدا في نهار رمضان فكيف يقاس غير المشروع بالواجب هذا من أفسد القياس.

و إن قيل أن هذا التحرز مستحب قيل فلم يلزم الناس بالقضاء لتركهم المستحب في نهار رمضان.

فتبين أن التحرز من الأكل في نهار رمضان لمن غلب على ظنه غروب الشمس تحرز خلاف سنة النبي صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدين.

فإمكانية التحرز من الأكل في هذه الحاله لا يدل على جوازه فليس كل ممكن مشروع و كل مشروع ممكن أي يدخل تحت قدرة المسلم لذا كلف فيه.

ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[19 - 10 - 04, 03:36 م]ـ

الشيخ الفاضل: بن وهب

الشيخ الفاضل: عبد الرحمن بن طلاع المخلف

الشيخ الفاضل: حارث همام

الشيخ الفاضل: الأزهري السلفي

الشيخ الفاضل: مجدي ابو عيشة

الشيخ الفاضل: أبو عبد الرحمن الشهري

بكم وفقكم الله لكل خير يزدهي هذا المنتدى المبارك ووبقية المشايخ الذين نرجو مشاركتهم في هذا الموضوع ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير