تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما أحسن الضم والعناق، لجملة حدثنا عبد الرزاق، كلما قلت أخبرنا علي بن المديني، حفظت ديني، سهمي لكل مبتدع يسدد، إذا قلت حدثنا مسدد بن مسرهد.

هاجر المحدثون إلى الله لطلب كلام رسوله الأمين، فوجدوا في أول الطريق ثواب نية الصادقين، ووجدوا في وسطه نضرة البهاء التي دعا بها سيد المرسلين، ووجدوا في آخر الطريق جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

كل صاحب فن، ينسب إلى صاحب ذاك الفن، إلا المحدثون فإنهم ينسبون، إلى من أتى بالسنن، وأهدى لنا المتن، وتنعمت بعلومه الفطن.

سافر أحمد بن حنبل من بغداد إلى صنعاء، يمتطي الرمضاء، ويركب الظلماء، يترك الأهل، يدفعه الجبل إلى السهل، تشيعه الدموع، يرافقه الجوع. لأن الرجل مشتاق، وأحد العشاق، لذاك الترياق، من قوارير عبد الرزاق.

دخل مكحول القرى والبوادي، وطاف على النوادي، وعبر كل وادي، يطلب حديث النبي الهادي، فصار ريحانة الشام، وشيخ الإسلام.

ومشى أبو حاتم، ألف فرسخ على الأقدام، لطلب حديث سيد الأنام، فأصبح بذلك أحد الأعلام.

المحدثون هم عسكر الرسالة، وجنود البسالة، ظهروا على البدع بكتائب حدثنا، وسحقوا الملاحدة بجيوش أخبرنا.

لولا كتابة الحديث في الدفاتر، وحمل المحدّثين للمحابر، لخطب الدجَّال على المنابر

الله كم من أنف لمبتدع أرغم بصحيح البخاري، وكم من صدر لمخالف ضاق بفتح الباري.

الحديث كسفينة نوح فيها من كل زوجين اثنين: رواية ودراية، بداية ونهاية، متون وأسانيد، صحاح ومسانيد، تراجم ومعاجم.

من ركب هذه السفينة نجا من غرق الضلالة، وسلم من بحر الجهالة، ووصل شاطئ الرسالة.

انطلقت هذه السفينة من المدينة، ربانها المصطفى، والركاب الصحابة الأوفياء، نحن على مائدة المحدثين أضياف، فلعلنا نعد منهم، لأن المضاف إليه يأخذ حكم المضاف، لكل طائفة رئيس، والمحدِثّون محمد r رئيسهم، وهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، ليتني خسرت ذهباً مثل ثهلان، بمجلس واحد مع سفيان.

المحدثون بيوتهم المساجد، وعصى التسيار التوكل، وزادهم التقوى، وكلامهم حدثنا وأخبرنا، ويريدون وجهه، والمطلب الجنة، والمقصد رضوان الله، والعمل الذب عن الملة، والنسبة محمديّون.

هذه الطائفة: ((دعها فإن معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وترعى الشجر حتى يلقاها ربها، في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر)).

سلام على المحدِّثين، ورحمة رب العالمين، ورضوان عليهم في الخالدين، وجمعنا بهم في الصالحين، وإلى لقاء بعد حين.

من كتاب مقامات القرنى للشيخ عائض بن عبد الله القرنى

ـ[طارق بن عدان]ــــــــ[19 - 10 - 04, 01:00 م]ـ

السلام عليكم

أخي الجندي المسلم

شكر الله لك على هده الفائدة

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 - 10 - 04, 09:13 م]ـ

جزاك الله خيرا اخي الجندي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير