[السبب الحقيقي في اختلاف العلماء في عدد ركعات التراويح]
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 02:36 ص]ـ
قال العلاّمة المحدث الألباني رحمه الله تعالى وجمعنا به في الفردوس الأعلى:
ماهو السبب الذي جعل العُلماء يختلفون في عدد ركعات التراويح؟ فنقول: الذي يبدو لنا في ذلك أمران لا ثالث لهما:
الأول: وهو الأقوى والأكثر عدم الاطلاع على هذا النص الوارد في العدد _ يقصد حديث عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - _، فمن لم يبلغه ذلك فهو معذور في عدم العمل به لقوله تعالى على لسان رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حق القرآن: (لآنذركم به ومن بلغ) بل هو مأجور لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد " , رواه البخاري وغيره.
الثاني: أنهم فهموا النص فهماً لا يُلزمهم الوقوف عنده وعدم الزيادة عليه، لوجه من وجوه التأويل، التي قد تعرض لبعض العلماء، بغض النظر عن كونه خطأ أو صواباً، كقول الشافعية (وأما قول قول عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ما كان يزيد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة فمحمول على الوتر). ونحو ذلك من الوجوه التي لا تلزم غيرهم الأخذ بها، لثبوت ضعفها لديهم، فانظر مثلاً إلى هذا الوجه الذي نقلته عن الشافعية، فإنه ظاهر الضعف إذا تذكرت أن قول عائشة هذا إنما كان جواباً لمن سألها: كيف كانت صلاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في رمضان؟ ... فالصلاة المسؤول عنها شاملة لكل صلاة الليل، فكيف يصح أن يحمل على الوتر فقط دون صلاة الليل كلها، مع أن هذا الحمل يفيد أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان له صلاتان: إحداهما صلاة الليل – وما أدري كم تكون ركعاتها! – والأخرى صلاة الوتر بأكثر ركعاته: إحدى عشرة ركعة، وهذا مما لا يقوله عالم بالسنة، فالأحاديث متضافرة على أن صلاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الليل لم تزد على الإحدى عشرة ركعة على التفصيل المتقدم فهذا من نتائج تأويل النصوص لتأييد المذهب. انتهى كلام الألباني رحمه الله تعالى من كتابه " صلاة التراويح " ص 41.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 04:23 م]ـ
المثبت مقدم على النافي، فكيف إذا كان المثبت هو نفسه النافي؟
لا شك أن ذلك يضعف الاستدلال بهذا النفي
وفي مسألتنا هذه قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (ما كان يزيد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) وهذا نفي على حسب علمها.
ثم وجدنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نفسها تذكر أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى ثلاث عشرة ركعة، معناه أنه زاد على إحدى عشرة، وهذا إثبات يعارض النفي السابق، وليس مُهمًّا مقدار الزيادة، المهم أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زاد على إحدى عشرة ركعة، وهذا معناه أن النفي السابق يحتاج إلى تأويله بوجه من الوجوه ولا يؤخذ به على ظاهره، ولذا فلا يصح الاستدلال بهذا النفي وجعله سيفا مسلطاً على كل من يقول بجواز الزيادة على 11 أو 13 ركعة، لتبديعهم، وهم تقريباً كل العلماء السابقين على الألباني رحمه الله، لأنه قبل الألباني يوجد فقط من اختار الزيادة، ويوجد من اختار الاقتصار على 11 أو 13 ركعة على أنه الأفضل، لا على أن الزيادة بدعة ضلالة، والله أعلم.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 10 - 04, 05:43 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا ...
أخي الشيخ أبا خالد ...
هذه المسألة قد كتبت فيها كتابا، ناقشت فيه جميع ما أثير حول صلاة التراويح من جهة عددها.
و مما ينبغي ذكره هنا، أنه يلزم من ذهب إلى بدعية الزيادة على إحدى عشرة ركعة = أن لا يداوموا على صلاتهم بذلك العدد؛ بل يلزمهم التنويع، فقد كان صلى الله عليه و سلم يصلي بالليل تسعا و سبعا و خمسا، فتحديدهم قيام رمضان بإحدى عشرة ركعة = بدعة - على أصلهم - لمخالفتهم هديه صلى الله عليه و سلم!!!
كذلك التزامهم صلاة النبي صلى الله عليه و سلم بالليل كما، و مخالفتهم لها كيفا = بدعة على الأصل الذي أصلوه!
فالسنة متابعة النبي صلى الله عليه و سلم في فعله على الكيفية و الصفة نفسها التي أوقع الصلاة عليها.
فالعجب لهؤلاء يوجبون التزام فعل النبي من جهة العدد - مع عدم اللزوم لكونه نافلة مطلقة كما نقل غير واحد الإجماع عليه -، و يخالفون فعله من جهة الكيفية بل ووقت الصلاة حيث كانت أكثر صلاته بالليل بعد نصف الليل.
و على أصل من خالف الأصل، من صلى إحدى عشرة ركعة أول الليل، و لم تستغرق صلاته النصف ساعة، شريطة ألا يخل بأركانها و واجباتها = كان خيرا ممن يصليها ثلاثا و عشرين ركعة و لو استغرقت ساعات!!
لِمَ!! لأنه وافق العدد المراد لذاته ..
مع أن صلاة التراويح في جميع عهود الخلافة الراشدة كانت ثلاثا و عشرين ركعة و أكثر، و الآثار الصحيحة متواترة في هذا تبلغ القطع و اليقين.
و من شاء النظر في هذا فلينظر في مختصر قيام الليل لابن نصر و المصنف لابي أبي شيبة و لعبد الرزاق و كتب قيام الليل و قيام رمضان لابن أبي الدنيا و الفريابي و غيرهما ..
و قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصلاة بثلاث و عشرين ركعة، هي = سنة الخلفاء الراشدين.
و لعلي لو تابعت الحديث بقيت أياما من رمضان أكتب، فنظرة إلى خروج الكتاب و الله أعلم.
¥