ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 10 - 04, 07:01 م]ـ
الإخوة الكرام وفقهم الله:
1) الـ 13 ركعة منها ركعتا الفجر للحديث الذي رواه مسلم: كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل منها ركعتا الفجر.
2) ما هو فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذه المسألة؟ حديث عائشة رضي الله عنها يدلّ على أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يزد على 11 ركعة. وقد وضع البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب السنن حديث عائشة في أبواب صلاة التراويح.
هذا لا يعني أن الزيادة على 11 ركعة خطأ لما سيأتي من كلام الترمذي رحمه الله.
- لكن ألا يقال: إن التزام فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعدم الزيادة على 11 ركعة أولى من التزام فعل غيره؟
قال الترمذي رحمه الله بعد الحديث 806:
واختلف أهل العلم في قيام رمضان:
فرأى بعضهم أن يصلي إحدى وأربعين ركعة مع الوتر وهو قول أهل المدينة والعمل على هذا عندهم بالمدينة.
وأكثر أهل العلم على ما روي عن عمر وعلي وغيرهما من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: عشرين ركعة، وهو قول الثوري وابن المبارك والشافعي.
وقال الشافعي: وهكذا أدركت ببلدنا بمكة يصلون عشرين ركعة.
و قال أحمد: روي في هذا ألوان ولم يقض فيه بشيء.
و قال إسحق: بل نختار إحدى وأربعين ركعة على ما روي عن أبي بن كعب. اهـ.
قلت: فالظاهر أن هؤلاء العلماء لم يرو في حديث عائشة الإلزام بإحدى عشرة ركعة. لكن تبقى المسألة في الأفضل.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 08:11 م]ـ
المثبت مقدم على النافي، فكيف إذا كان المثبت هو نفسه النافي؟
لا شك أن ذلك يضعف الاستدلال بهذا النفي
وفي مسألتنا هذه قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (ما كان يزيد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) وهذا نفي على حسب علمها.
ثم وجدنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نفسها تذكر أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى ثلاث عشرة ركعة، معناه أنه زاد على إحدى عشرة، وهذا إثبات يعارض النفي السابق، وليس مُهمًّا مقدار الزيادة، المهم أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زاد على إحدى عشرة ركعة، وهذا معناه أن النفي السابق يحتاج إلى تأويله بوجه من الوجوه ولا يؤخذ به على ظاهره، ولذا فلا يصح الاستدلال بهذا النفي وجعله سيفا مسلطاً على كل من يقول بجواز الزيادة على 11 أو 13 ركعة، لتبديعهم، وهم تقريباً كل العلماء السابقين على الألباني رحمه الله، لأنه قبل الألباني يوجد فقط من اختار الزيادة، ويوجد من اختار الاقتصار على 11 أو 13 ركعة على أنه الأفضل، لا على أن الزيادة بدعة ضلالة، والله أعلم.
فضيلةَ الشيخ أبا خالد دمتَ لنا مفيداً
لا تعارض في كلام عائشة رضي الله عنها، لكن ظاهر الكلام ربما يفيد التعارض وإلا فابن حجر رحمه الله تعالى أجاب عن هذا التعارض والذي قلتَ إنه إثبات يعارض النفي بقوله:
" فظاهره يخالف ما تقدم، فيحتمل أن تكون أضافت إلى صلاة الليل سنة العشاء، لكونه يصليها في بيته، أو ما كان يفتتح به صلاة الليل، فقد ثبت عند مسلم عنها أنه كان يفتتحها بركعتين خفيفتين، وهذا أرجح في نظري، لأن رواية أبي سلمة التي دلت على الحصر في إحدى عشرة ركعة في صفتها: يصلي أربعاً ثم أربعاً ثم ثلاثاً، فدل على أنها لم تتعرض للركعتين الخفيفتين، وتعرضت لهما في رواية مالك، والزيادة من الحافظ مقبولة، ويؤيده ما وقع عند أحمد وأبي داود من رواية عبد الله بن أبي قيس عن عائشة بلفظ: كان يوتر بأربع وثلاث وعشر وثلاث، ولم يكن يوتر أكثر من ثلاث عشرة، ولا أنقص من سبع، وهذا أصح ما وقفت عليه من ذلك، وبه يجمعُ بين ما اختلف على عائشة رضي الله عنها ".
وقد أجاب الشيخ الألباني رحمه الله كذلك بأن رواية مالك جاءت مفصلة بذكر الركعتين الخفيفتين من حديث زيد بن خالد الجهني حيث قال: لأرمقن صلاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الليلة فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين .... ثم اوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة.
وللحديث صلة ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[24 - 10 - 04, 12:55 ص]ـ
فضيلةُ الشيخ أبو تيمية تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ..
كما تعلمون حفظكم الله تعالى فالألباني قد وقف موقفاً وسط في هذه المسألة حيث قال بعدم مشروعية الزيادة لكنّه لا يبدّع من رآى مشروعيتها، حيث قال: " إذا عرفت ذلك فلا يتوهمنّ أحد أننا حين اخترنا الاقتصار على السنة في عدد ركعات التراويح، وعدم جواز الزيادة عليها أننا نضلل أو نبدع من لا يرى ذلك من العلماء السابقين واللاحقين كما قد ظن ذلك بعض الناس واتخذوه حجة للطعن علينا ".
والشيخ يرى أنّه لا تصح الآثار عن الخلفاء الراشدين في العشرين ركعة.
الشيخ هيثم حمدان تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ..
قد أشار الألباني رحمه الله بمثل ما أشرت إليه، فقال: " على أنه مهما قيل في جواز الزيادة من عدمها، فما أظن أن مسلماً يتوقف بعد ما سلف بيانه عن القول بأن العدد الذي ورد عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أفضل من الزيادة عليه، لصريح قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وخير الهدي هدي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فما الذي يمنع المسلمين اليوم أن يأخذوا بهذا الهدي المحمدي، ويدعوا ما زاد عليه ولو من باب دع ما يريبك إلى ما لايريبك لا سيما وأن كثير منهم يسيؤون أداء صلاة التراويح بعشرين ركعة للسرعة الزائدة التي يؤدونها بها حتى ليمكن القول إنها لاتصح مطلقاً لإخلالهم بالاطمئنان الذي هو ركن من أركان الصلاة التي لا تصح صلاة إلا بها .. " ..