ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[16 - 06 - 08, 06:32 م]ـ
أستغرب مما جاء في قول الشيخ صالح المنقول عنه: الشكر عبادة لله جل وعلا، أمر الله بها {أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}. أقول: فمادامت عبادة لله بهذا الإطلاق فكيف يأمر بها للوالدين؟
وقد سئل الإمام ابن باز رحمه الله عن عبارة: خالص شكري لك فأجاب: لا شيء فيها، ولابأس (مسائل الإمام ابن باز جمع ابن مانع ص 239)
وأما تعليل الشيخ السعد عدم جواز تلك العبارة بأن خالص الشيء أي لبهُ وأعلاه، فخالص الشكر لايكون إلا لله كمافي قوله السابق: إنما الممنوع (لك خالص تحياتي) هذه ماتجوز، أو (خالص شكري) هذه لاتجوز، أو (خالص محبتي) لاتجوز فأقول: هذا التعليل فيه نظر ظاهر.
قال ابن القيم رحمه الله: وقد من الله سبحانه بها على عباده فقال: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} الآية فجعل المرأة سكنا للرجل يسكن إليه قلبه وجعل بينهما خالص الحب وهو المودة المقترنة بالرحمة (الجواب الكافي /170)
فهذا (خالص الحب) أطلقه ابن القيم على مايكون بين الزوجين، ولم ير أن هذا شرك أو لايجوز.
وقال ابن القيم أيضا: وأما الود فهو خالص الحب وألطفه وأرقه وهو من الحب بمنزلة الرأفة من الرحمة. (روضة المحبين /46) ولم يمنع أحد من إطلاق الود فيمابين العباد مع أنه خالص الحب كما قال ابن القيم. وفي صحيح مسلم قول ابن عمر رضي الله عنهما:إِنَّ أَبَا هذا كان وُدًّا لِعُمَرَ بن الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:" إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أبيه ". بل قال الله تعالى: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} (الممتحنة:7)
وفي صحيح مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الدِّينُ النَّصِيحَةُ" قُلْنَا: لِمَنْ؟ قال:" لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولأئمة الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ".
فجعل النصيحة لأئمة المسلمين، وعامتهم أيضا. قال العلماء: وأصل النصح في اللغة: الخلوص، يقال: نصحت العسل: إذا خلصته من الشمع. (شرح السنة للبغوي 13/ 94)
وقال الخطابي: النصاحة: إخلاص العمل، والناصح: الخالص من كل شيء، ويقال: نصحت العسل إذا صفيته (غريب الحديث 2/ 228).
والمقصود أن هذا إخلاص وخلوص وجعله الشارع لأئمة المسلمين وعامتهم ولم يخصه بالله، فالإخلاص لكل أحد بحسبه، فالإخلاص لله غير الإخلاص لعباده.
وكلمة (لك خالص شكري) معناها: لك شكري الخالص فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف، وهذا كثير في الكتاب والسنة أعني إضافة الصفة إلى الموصوف.
قال الشيخ الحكمي: (فإن تكن) أي الرقى (من خالص الوحيين) الكتاب والسنة، وإضافة (خالص) إلى (الوحيين) من إضافة الصفة إلى الموصوف، والمعنى: من الوحي الخالص بأن لا يدخل فيه غيره من شعوذة ... (معارج القبول 2/ 503)
فقول: لك خالص شكري أي لك شكري الخالص فهو ضد المغشوش، فأي محذور في هذا؟!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 06 - 08, 06:49 م]ـ
فائدة
حول تحياتي لفلان
قال الشيخ بكر القضاعي - رحمه الله -
(تحياتي لفلان: ?
لأبي طالب محمد بن علي الخيمي المنعوت بالمهذب، المتوفى سنة 642 هـ. رسالة باسم: ((شرح لفظة التحيات)) في ص /50 جاء فيها ما نصه:
(فأما لفظ التحيات مجموعاً فلم أسمع في كتاب من كتب العربية أنه جمع إلا في جلوس الصلوات؛ إذا لا يجوز إطلاق ذلك لغير من له الخلق والأمر وهو الله تعالى؛ لأن الملك كله بيد الله، وقد نطق بذلك الكتاب العزيز: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} الآية إلى آخرها. والذي سطره أهل اللغة إنما يعبرون عن التحية الواحدة، ولم ينتهوا لجمعه دون إفراده، إذ كان ذلك من ذخائر الإلهام لقوم آخرين فهموا عن الله تعالى كتابه فنقلوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شريعته ...... ) ا هـ.
)
انتهى
ولكن تحياتي هنا (يعني سلامي)
وجمع تحية تحيات
وقد جاء في شعر حميد بن ثور الهلالي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ت 30
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 06 - 08, 07:25 م]ـ
تنبيه سقط سهوا
قال الشيخ بكر - رحمه الله في الهامش
(تحياتي لفلان: رسالة في: شرح لفظ التحيات للخيمي ص / 50. بتحقيق صلاح الدين المنجد. ضمن ثلاث رسائل في اللغة المجموع الثمين 1/ 114 وفي كلامه نظر
)
انتهى كلام الشيخ - رحمه الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 06 - 08, 08:50 م]ـ
تنبيه:
وقول الشيخ بكر - رحمه الله وفي كلامه نظر هو على كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله
(المجموع الثمين 1/ 114 وفي كلامه نظر)
المجموع الثمين من فتاوى ابن عثيمين
وكلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله نقله الإخوة في المشاركة رقم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 07:46 م]ـ
حتى قول " بفضل الله ثم بفضلك " فقد حرم هذه المقولة الشيخ عبد الله السعد كما في فتاوى.
خلاف اللجنة الدائمة!!