1ـ عنى العلامة ابن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى ـ بقوله: (أن المسلم لا يعلم بداية العشر الأواخر من رمضان حتى يطلع هلال شوال)، العلم بليالي الوتر، والتي تبدأ عند الشيخ من ليلة عشرين إلى طلوع هلال شوال وأنها قد تكون في الاشفاع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في " مجموع الفتاوى " (25/ 284ـ 285):
" ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: " هي في العشر الأواخر من رمضان ". وتكون في الوتر منها.
لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين.
ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لتاسعة تبقى، لسابعة تبقى، لخامسة تبقى، لثالثة تبقى ". فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليال الاشفاع. وتكون الأثنين وعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى. وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح. وهكذا أقام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الشهر.
وإن كان الشهر تسعاً وعشرين، كان التاريخ بالباقي. كاالتاريخ الماضي.
وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه. كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... ".
قال الإمام محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في " الشرع الممتع " (6/ 494):
" وليس معناه أنها لا تكون إلا في الأوتار، بل تكون في الأوتار وغير الأوتار "
2ـ وكونها ـ أي ليلة القدر ـ في ليلة واحدة بعينها لا تتنقل هو مذهب الشافعي وجمهور أصحابه، قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في " المجموع " (6/ 449):
" ومذهب الشافعي وجمهور أصحابنا أنها منحصرة في العشر الأواخر من رمضان مبهمة علينا، ولكنها في ليلة معينة في نفس الأمر لا تنتقل عنها ولا تزال في تلك الليلة إلى يوم القيامة، وكل ليالي العشر الأواخر محتملها، لكن ليالي الوتر أرجاها ... ".
وهذا مذهب الإمام ابن حزم الأندلسي ـ رحمه الله ـ انظر كتابه الفريد " المحلى " (7/ 33).
3ـ قد اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافاً كثيراً. بل بلغت المذاهب في ذلك أكثر من أربعين قولاً كما وقع نظير ذلك في ساعة الجمعة، وقد اشتركتا في إخفاء كل منهما ليقع الجد في طلبهما. ومذاهب العلماء تجده في:
* فتح الباري (4/ 309 ـ 314) لابن حجر.
* شرح الصدر بذكر ليلة القدر للحافظ ولي الدين ابن الحافظ الزين العرقي. وقد طبعت هذه الرسالة ضمن الرسائل المنيرية، وطبعت ـ أيضاً ـ مستقلة.
* نيل الأوطار (4/ 272 ـ 275) للشوكاني.
* ليلة القدر في الكتاب والسنة ـ وحياة السلف الصالح للدكتور فارق حمادة.