تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 11 - 04, 04:06 م]ـ

أخي محمد الأمين: شكرا على ثنائك، وأتمه بأن تدعو الله أن يديمه علي وعليك.

أخي الحبيب، إخواني أهل الحديث، هنا أمور أحب أن أوضحها هي مهمة عندي جدا:

أولا: أرجو من إخواني ممن ينظرون فيما أكتب في هذا الأمر أو غيره أن لا يستعجلوا عليّ بإصدار الأحكام – ولم يكن شيء من ذلك ولكنه الاحتراز - وأن يجنبوني الحديث في ما أفر منه صباح مساء، وليعلموا أنني شخصيا ما سعدت بشئ – في هذه الأشهر وإن كان الحال كما تعلمون - سعادتي بمشاركة إخواني في هذا الملتقى الطيب، وليس لي أنيس غيره على الشبكة العنكبوتية، بل وتركت من أجله كثيرا من الفضول الذي لو تركته من زمن ... وأنا أعد كل من في الملتقى إخوانا لي أحبهم في الله، وأطمع أن أخدمهم بكل ما أملك، فهم جميعا أشياخي وأساتذتي، وأسأل الله العظيم أن لا أغضب أحدا منهم أبدا أ و أن أغلط في حقه، وإن يكن بعض ذلك فالمعذرة سلفا.

ثم إنني نشأت في بلدة لا تعرف إلا الإسلام فليس فيها أحد يظهر غيره – والحمد لله – ثم لا تعرف من المذاهب – عمليا - إلا مذهب مالك وعقد الأشعري – رحمه الله - على ضعف، وإلا فالناس فيها - عموما – على الفطرة لولا (مهاميز السوء) وقد نفعهم الله بأهل الحديث خيرا فدعوتهم في ازدياد، فادعوا الله لهم بالثبات والسلامة، فليس في بلدي شيعة ولا غيرهم من أهل الضلال باستثناء جماعة قليلة من الإباضية ألفونا وألفناهم فلم نر منهم ما يسوء، وعامتهم على الفطرة، لا يعرفون مما يهرف به شيوخهم فتيلا ولا قطميرا.

كتبت هذا – وهناك في النفس بقية – حتى لا تذهبن الظنون ببعض إخواني مذهبا بعيدا، فينسبني إلى ما عشت عمري راغبا عنه، والجهالة – التي ألجأت إليها الضرورة – ربما ساعدت على هذا، وإن كنت - أحيانا – أراها حسنة لأننا نتعامل مع الآراء حتى مع من نعرفهم جيدا ونحبهم كثيرا، فمها أتاكم من قول لا ترونه حقا تركتموه جانبا، أليس هذا ما عليه أهل الحديث؟ ثم إنهم فيما أعلمه من خصالهم يأخذون بيد من يرى غير الحق - بعلم وحلم نادرين – إلى جادة الصواب علما وأدبا.

ويبقى أمثالي ممن ليس من طلبة العلم، فهو في أمر دينه يسأل العلماء مباشرة، وما أظنه يعتمد ما يقرأه هنا - غالبا مع استثناء الفتاوى - لما تقدم ذكره، ولأن هنا أمورا كثيرة تكتب للمباحثة، وهي غير النص.

ثانيا: أني ما كنت لأبحث في هذا الأمر لولا ما رأيته من تحول نوعي عند بعض المشايخ الكرام في المملكة، وما علمته من شأن لائحة تحري رؤية هلال أوائل الشهور العربية الصادر عن مجلس الشورى. وقد كنت في الزمان الأول تكلمت في هذا مع البعض، فسمعت ما لا أحب أن أسمعه في حق من ذهب إلى الأخذ بالحساب حتى في حالة النفي.

ثالثا: أني أبحث في هذا الأمر من الناحية النظرية، أما الواقع التطبيقي فذلك شأن آخر، فليكن هذا على بال مشايخنا الكرام. وما قلته وما سأقوله في أثناء المباحثة معظمه أنقله من معاني أقوال من يرى الحساب أو هي ألفاظهم خالصة، وإن كنت لا أسميهم لكراهيتي الوقوع في مشكلة دوامة الأسماء، ثم إني لا أحب أن يتعرض أحد لبعضهم بما يسوء، ولا أنقل إلا لمن أعرفه من أهل السنة والجماعة – فإن أخطأت في أمر فما أظنني أخرج من دائرة العفو، وأما العمد فأستعيذ الله منه -. ومن حق أي من إخواني أن يطلب مني تصحيح النقل متى ما شاء.

رابعا: - وأشدد على ذلك – أن تنصرف بنا – شيخنا - عن ذكر دولة بعينها أو رؤية مخصوصة، فعلى الرغم مما ذكرته في النقطة الثانية إلا أنني غفلت عن أمر ما كان لي أن أغفل عنه، وهو أن إخواننا من أهل المشرق عندهم طائفة أهل الضلال، قد يستغلون هذا الأمر للتشويش على أهل السنة. وقد بدأت أغض الطرف عن الموضوع (مؤقتا حتى يهدأ الأمر) لما رأيتك - وأخي رضا صمدي والمقرئ – تأخرتم في الرد.

خامسا: حبذا لو تجتهد – لأنك الشيخ – في تحرير محل النزاع، حتى نعلم فيما الاختلاف، أو فيما الاتفاق، ونسير وراءك، ووراء شيوخنا الأفاضل، في المباحثة طبعا (ابتسامة صغيرة) وهذا لا يمنع وهو:

خامسا: من أن أسهب في كلامي بعض الشيء أحيانا لضعف اللغوي و الإنشائي، وهو غير مستغرب ممن لم يكن من طلبة العلم، وأحيانا لكراهيتي للاختصار الشديد الذي لا يساعد على فهم مراد الكاتب، فخذ من كلامي ما يدل على غرضي، ولا عليك من اطراح الحشو واللغو. ثم مسألة الألوان والفصل والوصل والتعامل مع أزرار الملتقى فإني لا أحسنه، فما وجدت من عيب فأصلحه من عندك – بارك الله فيك -. وإن أردت أن تكون شيخي في هذه – أيضا – فافعل، فإني لا أجد الوقت لتعلم ذلك بمفردي، ولعل جهلي بلغة القوم أحد أكبر الأسباب في جهلي ذاك.

والآن سأتعبك قليلا – شيخي الفاضل – وأريد أن تحدد لي بالضبط رأيك في مسألة اعتبار اختلاف المطالع، أو عدم اعتبارها، ثم بين لي وجه دلالة حديث كريب على اختلاف المطالع فلكيا، فقط هذه وليس غيرها. وليس عليك أن تعيد كلام الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - فقد علم.

ثم بعد أن أعلق على ما ذكرته وما ستذكره، نبدأ في موضوع الحسابات الفلكية من أوله – إن شاء الله -. وكان الرأي أن نبدأ به أولا، ولكن عندي غرض في تأخير البحث في هذا الآن.

وحبذا أن يشارك الجميع معنا، ولو أن يقول القائل: إن هذا أمر قد فرغ منه، ولا مقام لكم فارجعوا. وأطمع أن يكون أول المشاركين أخي أبو داود الكناني، الذي يبدو أنه غضب غضبا شديدا – كنت أنا أحق به منه – فأرجو أن يسامحني فهي أيام عيد، ويشهد الله أني ما قصدت سوء في حقه ولا فكرت فيه حتى، فلعل الشيخ محمدا أن يسترضيه لي فلا أحب لأحد أن يحمل علي في أي أمر. والمباحثة تحتاج لأكثر من سعة البال، يقول إخواننا في مصر الحبيبة: وسعة البال تنوّر الأمل، أليس كذلك شيخنا؟

ملحوظة خاصة بالشيخ محمد الأمين: أخي العزيز لقد وقفت مؤخرا على موقعك الخاص، فرأيت مقالك عن الإمام مالك كما هو لم يتغير فيه شيء يذكر، فهل استقر الأمر عندك على هذا. علما بأني حاولت أن أرسل لك رسالة في هذا على الخاص أكثر من مرة، وفي أوقات مختلفة، فلم أفلح لامتلاء صندوقك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير