وقولك: والحجة في الدليل ... فحق وصدق، وقد كنت أشرت عليك بهذا في مداخلة سابقة، عندما أردت أن تعرف من يدعو للعمل بالحسابات الفلكية من المعاصرين.
وأما قولك: ولست ممن يعتد ... فأنا - والله – ما أجرؤ على قول هذا، وإن كنت ممن يحتفي بالدليل، لكن لا غنى لي عن أهل العلم لا في صدور ولا في وورد.
وانظر – شيخي – توقيعك أسفل مداخلاتك لعله يتعارض مع قولك هذا بطريقة أو بأخرى.
إذا لم يأت رد الشيخ - قريبا – على أسئلتي في المداخلة السابقة، فلعي أتحدث في المرة القادمة عن حديث كريب – رحمه الله -.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 11 - 04, 10:36 ص]ـ
أخي رضا صمدي - أشرق الله قلبي وقلبك بأنوار المعرفة واليقين –
سبق لي أن أخبرتك – أخي - أن لا تذهب بظنك إلى أبعد مما ينبغي، فأنا إنما أنقل إليك وإلى إخواني آراء الفلكيين وحججهم – مع أني أشعر أن هذا لم يتحقق بعد - لتبينوا لنا بعلم ما فيها من صواب أو خطأ، وقد كانت المباحثة تسير بنا سيرا معقولا، ولم أسمع خلالها شيئا عن البدعة أو الشيعة الشنيعة، ثم بعد أن تحولنا من هذا الرابط الذي كنا نتباحث فيه، أطلت علينا هذه الألفاظ، ومنها ألفاظ شرعية – ولا شك – وقالها أئمة أعلام – لاشك – ولكن هل كل ما قاله هؤلاء الأعلام لا يقبل المباحثة، ولا يحتمل الخطأ؟ ثم لعل قولهم خرج على معنى آخر غير ما هو عليه اليوم من أمر الفلك والفلكيين، وأنا وإن كنت لا أخشى هذه الألفاظ، لاجتهادي أن أبتعد عن موجبها قدر ما أستطيع بفضل الله عليّ، لكنني أخشى أن يراها غيري فيحجم عن المباحثة معنا، وبذا من المكن أن نحرم فوائد نحن في حاجة إليها.
فإن كنت أخي ترغب في استمرار إفادتي في هذا الأمر، والرد على ما يدلي به البعض من حجج حول مشروعية الاعتماد على الحسابات الفلكية، بعلم صحيح وحجة نيرة – وأرى بعض كلامك وجيه - فحيهلا ومرحبا، وكلي آذان صاغية، ودعنا من الورائيات والخلفيات، فإني لا أفقهها، لئلا يظن الذي أراد أن يطير ولمّا يريش مثلي، أنك تقصدني – خاصة – بكلامك، وأخوك رجل ضعيف يخشى كل ريح عاصف، يأتي من قبل من لا يحسن فهم ما يقرأ، ولا يعرف ما يخرج من فيه، فطلب السلامة والحالة هذه كان بي أولى، وحفظ القدر والأدب بيننا أحرى.
وبعد فقولك: كما أن تحذيري من الأخذ بالحساب باعتباره سمة من سمات الشيعة
كان أليق به أن تسميه نصحا بدلا أن تسميه إرهابا فكريا
قلت: لو جاء – أخي - في وقته، لكان نصحا على الرأس والعين، ولكن الآن بعد أن قطعنا هذا الشوط في المناقشة فما أظن هذا يصح، وهو إلى التبكيت والإسكات أقرب، ولعلي أكون مخطئا. ثم أخي ما أظن أن من يخالفك يسلم بقولك هذا أصلا، ولا يرى أن هذا أمر خاص بالشيعة، بل تكلم في هذا بعض علماء أهل السنة منذ زمن، وإلى الآن، وما رأوه من سمات الشيعة.
أما قولي عن بشائر الأخذ بالحساب فهو تنبيه - أحسن الله إليك – وليس إغاظة، فعلام الإغاظة؟ – بورك فيك - وذلك حتى تأخذ للأمر أهبته، وتتسلح بالعلم والحجة لترد على حجج المتأهبين لإصدار القرارات باعتماد الحسابات الفلكية في تحديد بداية الأشهر القمرية. وكما قلت لك لقد بدأ هذا فعلا في بعض الدول وهو في طريقه - مع العولمة - إلى الجميع. فخذ للأمر أهبته أحسن الله إليك، ولكن ليس بنفي علم الفلك أو الكفر به. فالعامة في الشارع لا يقبلون هذا منك، فكيف بغيرهم؟
وقولك: وأهل العلم من لدن السلف قالوا إن الآخذين بالحساب مبتدعون، هذا ليس كلامي بل كلام معظم أرباب المذاهب لم يشذ إلا القليل ...
قلت: لو طلب منك مخالفك – أحسن الله إليك – أسماء عشرة من علماء السلف تحديدا نصوا على أن من أخذ بالحساب الفلكي مبتدع، هل أنت واجد له ذلك؟ ثم بعد ذلك يأتي الكلام عن أرباب المذاهب.
وأما قولك: ولم يأت أحد بتعليل مقنع كيف أن السلف قاطبة لم يأخذوا بالحساب
ولم يعتبروه
قلت: سبق وأن ذكرت لك – حفظك الله – ما نقله السبكي – رحمه الله - عن الإمام السروجي –رحمه الله – بأنه يمكن أن السلف لم يعملوا به، واكتفوا بالرؤية، ولم يجمعوا على منع العمل به.
وعلق السبكي على هذا التوجيه، بأنه اعتراض جيد، وقال: ومن قال من أصحابنا وغيرهم بجواز الصوم أو وجوبه على من قلد الحاسب كيف يسلم ذلك؟
وقولك: ومن تعلم منهم الحساب كان يأخذ به خلسة في حق
نفسه وهو مطرف رحمه الله
¥