تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن يراه أحد، فقال له بعض الفضلاء: ألا تستثن؟ فأبى، وهذا يدل على

أن سمة القوم لم تتغير، وأن الحسيكة في قلوبهم من أدلة الشرع لم تتغير،

وهذا الفلكي بعينه ناظرته في الأخذ بالحساب وعند حديث النبي صلى الله عليه

وسلم ( .. لا نحسب ... ) يصير أصم لا يسمع!!! أبكم لا يتكلم!!!

أما ما ذكرته من تجويد السبكي اعتراض السروجي، فهو تعليل، ولكنه ليس

بمقنع، ولا أدري كيف أقنعك؟؟ أو أنك مجرد ناقل للقوم؟؟

يا أخي الدواعي متضافرة على العمل بالحساب منذ عهد النبي صلى الله عليه

وسلم، وفي عهد السلف كانت الإمكانيات متاحة إلى درجة كبيرة، وكلما

بعد عهد السلف كان من الفلكيين المسلمين من يستطيع القيام بهذه المهمة

خير قيام، ومع ذلك يتضافر السلف على ترك العمل به، بل حتى من أتقن

منهم الحساب (كمطرف) يأبى إلا أن يعمل به في خاصة نفس فقط (والناقل

لهذا هو شيخ الإسلام ابن تيمية، وكذلك ابن سريج، قوله في جواز العمل

به في خاصة نفس الحاسب لا على عموم الأمة، فجاء السبكي وخرج على هذا

الوجه رأيا بجواز الاعتماد على الحساب عند الإغمام وهجر رأيه كافة وجهاء

الشافعية ولم يعتمد هذا الرأي أحد من المتأخرين، كل هذا لا يدعوك

ويدعوني ويدعو كل عاقل أن يفكر: لماذا تركوا الحساب مع توافر الدواعي

على العمل به؟؟؟

أما مطالبتك بالنقل عن عشرة من السلف على تبديع الأخذ بالحساب فهو من جنس

قول السروجي لعل السلف لم يجمعوا على منع العمل به!!!

يقول المستشار عبد المقصود شلتوت (ونقل هذا الكلام الشيخ محمد إسماعيل

المقدم):

وفى الإعتماد على الحساب الفلكى إهدار للعلة الشرعية، وإسقاط لحجية الرؤية الشرعية والحجية القضائية لحكم المحاكم الشرعية، وإعتبار لما ألغاه الشرع وهو الحساب الفلكى، وشذوذ عن إتفاق من يعتد به من أهل العلم وفقهاء المذاهب الذين حُكى عنهم الإجماع على عدم جواز العمل به ".

تأمل العبارة جيدا ففي كل كلمة منها جملة من المعاني المهمة ...

وأحيلك على هذا الرابط ففيه جواهر:

http://www.dawaweb.info/r/rm1.php

يقول الشيخ محمد إسماعيل:

وقد أجمع الفقهاء على الإلتزام بالعلة الشرعية للصوم وهى الرؤية البصرية للهلال، وأجمعوا على رفض الأخذ بالحساب الفلكى سواء فى ذلك حالة الصحو أم حالة الغيم (1) وفي الحاشية ينقل عن قائلا:

ولم يعرف خلاف بين الصحابة – رضى الله عنهم – فى ذلك، بل حكى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- اتفاقهم عليه، وحكاه المهدى فى " البحر "، ومذاهب الأئمة الأربعة متفقة على ذلك، قال مالك – رحمه الله تعالى -: (إن من يصوم بالحساب لا يُقتدى به)، وقال ابن عرفه: (لا أعرفه لمالكى)، وممن حكى الإجماع على موجبه: ابن المنذر فى " الإشراف "، وسند من المالكية، والباجى، واببن رشد القرطبى، والحافظ ابن حجر، والسبكى، والعينى، وابن عابدين، والشوكانى، وصديق حسن خان، وملا على قارى، وقال الشيخ أحمد شاكر: (واتفقت كلمتهم أو كادت تتفق على ذلك) أ.هـ بتصرف من " فقه النوزال " (2/ 156).

أما التشنيع على هذه البدعة فحتى لا يحدث مثل ما نقل الذهبي حين قال

فى ترجمة الإمام قاضى مدينة برقة محمد بن الحبلى أنه (أتاه الأمير، فقال: " غداً العيد "، قال: " حتى نرى الهلا، ولا أفطر الناس، وأتقلد إثمهم "، فقال: " بهذا جاء كتاب المنصور " – وكان هذا رأى العبيدية يفطرون بالحساب، ولا يعتبرون رؤية – فلم يُر هلال،فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد، فقال القاضى: " لا أخرج ولا أصلى "، فأمر الأمير رجلاً خطب، وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضى إليه، فأحضر، فقال له: " تنصل، وأعفو عنك " فامتنع، فأمر، فعُلق فى الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث العطش، فلم يُسق، ثم صلبوه على خشبة، فلعنة الله على الظالمين) أ هـ.

أما الإعداد للموضوع والاهتمام به فبحمد الله حاصل ولعلك تلاحظ أنني قليل

المشاركة في هذا المنتدى لقلة بضاعتي في علم الحديث ولكنني أشارك في

هذه المسألة لأنني عاينت منها ما يقلق وهو انجرار بعض اهل السنة وراء

الأخذ بالحساب وتصديق مطلقا وتقديمه على الرؤية الشرعية واغترارهم

بدقة الحساب بل تطور الأمر إلى التشنيع على مذهب جمهور أهل العلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير