تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كذا وكذا .. أنا أحكي عن علماء سبروا تصرفات المتشرعين على مدار

التاريخ الإسلامي (كما حكيت عن عبد المقصود شلتوت والشيخ محمد

إسماعيل والذهبي) وأنت تطلق، وأنا على يقين أن إطلاقك غير صحيح

فأنا أعرف فلكيين في بلدي أناقشهم دوما في عنادهم مع الشهادة

وعداوتهم لها، بل بعضهم تأخذه الريبة في كل شهادات الناس في

الدنيا .. فضلا عن أنني أطالع مواقع الفلكيين ويمكنك أن تطالع

موقع جاس وموقع مون سايتنج ستجد عبارات التهكم والسخرية حينما

ترد تقارير من أعضاء الموقع الذي يتحرون رؤيةالهلال فيرسل بعضهم

تقريرا يتهكم من أن في بلده من حرر شهادة بالرؤية مع أن الهلال

يستحيل رؤيته ويردف (كالعادة .. ) ومعروف من السياق مقصدهم

من هذه الكلمة ...

والفلكي الذي أناقشه دوما (وهو فلكي مسلم مشهور في تايلند درس

الفلك القديم والحديث، الفلك الإسلامي (بمتونه القديمة) والفلك

البوذي، ثم الفلك الأوروبي الحديث ويتعامل مع أحدث الأجهزة والبرامج

هذا الفلكي يتهم أغلب الناس الذي يشهدون (عند التعارض مع الحساب)

أنهم مأجورون!!!

وفي موقع القطيف الفلكي (ولعله يعود لرافضة القطيف) ادخل منتداهم

واقرأ تندرهم على من سيتقدم بالشهادة مع مخالفته للحساب!!

وإنا حينما أقول إن الفلكيين يعادون الشهادة الشرعية أقصد يقينا

في أمر مخصوص، وهي الشهادة التي تخالف حسابهم، والفرق بينهم

وبين مالك في الرواية التي ذكرتها أن مالك لم يرد الشهادة حتى

في ذلك الأمر المخصوص ولكنه ذم الشهداء الذين لم يتحروا فأخطئوا

وأوقعوا الناس في الخطا، ولعل مالكا علم حال الشاهدين وإلا فمجرد

الخطأ غير المقصود لا يقتضي أن يكون به شاهد سوء (هذا في ميزان

الشرع) وما إخالك إلا به خبيرا.

الشهادة الشرعية في خصوص الرؤية المخالفة للحساب إذا كانت شهادة

معدلة متحراة لا يجوز ردها في قول جمهور أهل العلم، ولشيخ الإسلام

ابن تيمية وابن عثيمين (وافقه) في حالة حدوث الكسوف وإدلاء

الشهادة بالرؤية قبله أن هذه الشهادة ترد وخالفهما الشيخ ابن باز

وهو الصحيح وقد حدث هذا في العام المنصرم حيث رأى هلال شوال في

العراق أكثر من خمسة عشر شاهدا في مناطق متفرقة من مناطق السنة

في العراق وتم تعديل شهادتهم عبر هيئة الوقف السني وهيئة علماء

المسلمين مع أن رؤيتهم ثبتت قبل كسوف حدث في نهاية شهر رمضان ببضع

ساعات ...

والحالة الأعم من هذه والتي نحن بصددها هي الرؤية المخالفة للحساب

وهي عندي لب القصيد ... لأن الرؤية الموافقة للحساب ليس فيها مشاكل

مع الفلكيين (في الغالب) وأنا أتميز من الغيظ أن يكون للفلكيين مقالة

مع المتشرعين، فما جلب لأهل الشريعة الصداع إلا هؤلاء، ولو سكتوا لما كان

هناك خلاف، أما الخلاف بين أهل الشريعة في الباب فغير معتبر بل خلاف خامد

ليس له ذكر، ولم يحيه إلا بعض المعاصرين ممن تأثر بالمدنية وعرف ببعض

الانهزامية ...

يا أخي ادعاء الغيب ما هو؟؟

أن تقول: بعد دقيقة سيحدث كذا وتجزم ...

التوقع غير ادعاء الغيب .. ويبدو أنك خلطت بينهما، فحتى لو كانت عندك

نظريات علمية وتجارب وحسابات وكان الأمر متعلقا بالمستقبل ففي العرف

الإسلامي أن تقول توقع ... والفلكيين لا يقولون هذا، بل يجزمون ويتيقنون

وكما قلت لك يأنفون حتى من الاستثناء ... وكل تجاربهم مبنية على الحساب

المحض وليس الحس، أما ما ذكرته عن ناسا فليس بصحيح، ولا يوجد صورة

تصور لحظة الاقتران في حينها يعني صورة حية، وما يعرض في المواقع فهو

صور افتراضية (فتنبه) ... لذلك أطلب منك التراجع عن إثبات الحس في

تنبؤات الفلكيين عن لحظة الاقتران فالمسألة ليس فيها حس ألبتة ..

أما الآيات التي ذكرتها فليس لها علاقة بما نحن فيه، فالله عز وجل يثبت

دقة صنعته سبحانه وجمال الكون وكماله في أنه يسير وفق نظام دقيق دبره

الخالق تبارك وتعالى، فهذه الأيات خبرية عند كل السلف، وليست خطابا

متعلقا بأحكام المكلفين (كما يصر الفلكيون وأتباعهم أن يجعلوها)،

وتعلقها بالحساب الفلكي بعيد، ولو تعلقت بوجه ما فلا تفيد الحكم

الشرعي في اعتبار الحساب الفلكي لما سبق في كلام الأستاذ شلتوت أن

الحساب ملغى بنص شرعي واضح (لا نحسب) والشهادة مثبتة بنصح شرعي واضح

(لرؤيته) فكيف نلغي المثبت ونثبت الملغي؟؟؟

أما تقاويم أوقات الصلاة فليست من ادعاء الغيب لأنها تقريبية لذلك

لا يوجد تقويمين للصلاة يتشابهان وخاصة صلاة الفجر والعشاء أو الظهر

وفي المنتدى مقالات عن أخطاء في تقويم أمر القرى تفيد أن الفلكيين

أنفسهم لا يقولون باليقينية في هذا الباب لأن مذاهب العلماء في تحديد

وقت الصلاة تختلف فضلا عن أن الفلكيين يختلفون في تحديد معايير الشروق

والغروب وغياب القرص ونحو ذلك مما له أثر في تحديد الوقت بدقة، ومع

هذا كله فلو اعتقد فلكي أن وقت الشروق الذي اثبته مجزوم به فهو

داخل في ادعاء الغيب لزوما ... وما إخالك بغافل أن علماؤنا قالوا إنه

لا يجزم بحادث في المستقبل إلا بنص من معصوم، ومعلوم عندك أن الرؤى

مع أنها جزء من النبوة إلا أنها لا تفيد في الجزم بشيء في المستقبل

بل هي من قبيل التوقع والظن ...

وعلماؤنا الأقدمون (وهذا من حسن الظن بهم) عرفوا علم الفلك والمفيد

منه، وعرفوا علم التنجيم، وإنما اتهموا الفلكيين الذين حشروا أنفسهم

في رد الشهادة بالحساب أنهم منجمون لأن فعلهم هذا يوافق التنجيم،

فعندنا منجمون في تايلند يتنبأون بالمستقبل بالحساب، ولهم في ذلك

قواعد حسابية دقيقة مبنية على حركات النجوم، وهم يعتقدون بيقينيتها.

فكذلك الحاسبون الفلكيون حينما يقولون إن القمر لن يولد لأن الحساب

يقطع بذلك نقول: ما الفرق؟؟؟ ستقول هذا علم .. نقول حتى ولو ...

فالشرع لم يفرق في موضوع ادعاء الغيب بين ما كان مبنيا على علم أو

كهانة أو عرافة ..

وللحديث بقية ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير