تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:19 م]ـ

قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص90:

أخبرني محمد بن الحسين الآبري قال: أخبرنا الزبير بن عبد الواحد قال: قال علي بن يحيى الوراق: كان الشافعي ـ رحمة الله عليه ـ رجلا عطرا، وكان يجيء غلامه كل غداة بغالية، فيمسح بها الأسطوانة التي يجلس إليها، وكان إلى جنبه إنسان من الصوفية، وكان يسمى الشافعي البطال! يقول: هذا البطال، وهذا البطال.

قال: فلما كان ذات يوم عمد إلى شاربه، فوضع فيه قذرا!، ثم جاء إلى حلقة الشافعي، فلما شم الشافعي الرائحة أنكرها، وقال: فتشوا نعالكم، فقالوا: ما نرى شيئا يا أبا عبد الله، قال: فليفتش بعضكم بعضا، فوجدوا ذلك الرجل، فقالوا: يا أبا عبد الله هذا، فقال له: ما حملك على هذا؟

قال: رأيت تجبرك، فأردت أن أتواضع لله عز وجل!

قال: خذوه فاذهبوا به إلى عبد الواحد ـ وكان على الشرطة ـ، فقولوا له: قال لك أبو عبد الله: اعتقل هذا إلى وقت ننصرف، قال: فلما خرج الشافعي دخل إليه فدعا به فضربه ثلاثين دِرة، أو أربعين دِرة قال: هذا إنما تخطيت المسجد بالقذرة، وصليت على غير الطهارة.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 08:46 م]ـ

قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص91:

أخبرني الحسن بن محمد بن عبدويه قال: أخبرني بعض أهل العلم قال: كان يختلف معنا رجل إلى أبي ثور، وكان ذا سمت، وخشوع، فكان أبو ثور إذا رآه جمع نفسه، وضم أطرافه، وقيد كلامه، فغاب عن مجلسه مدة، فتعرف خبره، فلم يوقف له على أثر، ثم عاد إلى المجلس بعد مدة طويلة، وقد نحل جسمه، وشحب لونه، وعلى إحدى عينيه قطعة شمع قد ألصقها بها فما كاد يتبينه أبو ثور، ثم تأمله، فقال له: ألست صاحبنا الذي كنت تأتينا؟

قال: بلى.

قال: فما الذي قطعك عنا؟

فقال: قد رزقني الله سبحانه الإنابة إليه، وحبب إلى الخلوة، وأنست بالوحدة، واشتغلت بالعبادة.

قال له: فما بال عينك هذه؟

قال: نظرت إلى الدنيا فإذا هي دار فتنة، وبلاء قد ذمها الله تعالى إلينا، وعابها، وذم ما فيها، فلم يمكني تغميض عيني كلتيهما عنها، ورأيتني، وأنا أبصر بإحداهما نحوا مما أبصر بهما جميعا، فغمضت واحدة، وتركت الأخرى.

فقال له أبو ثور: ومنذ كم هذه الشمعة على عينك؟

قال: منذ شهرين، أو نحوهما!

قال أبو ثور: يا هذا أما علمت أن لله عليك صلاة شهرين، وطهارة شهرين!

انظروا إلى هذا البائس قد خدعه الشيطان، فاختلسه من بين أهل العلم، ثم وكل به من يحفظه، ويتعهده ويلقنه العلم.

قال أبو سليمان: فالعزلة إنما تنفع العلماء العقلاء، وهي من أضر شيء على الجهال، وقد روينا عن عن إبراهيم أنه قال لمغيرة: تفقه ثم اعتزل.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:25 م]ـ

قال ابن علان في دليل الفالحين 1/ 229: وقد تتبعت الذين أردفهم النبي صلى الله عليه وسلم معه على دابته فبلغت بهم فوق الأربعين، وجمعتهم في جزء سميه " تحفة الأشراف بمعرفة الإرداف" وقد نظمت اسم جماعة منهم، وأوردته آخر ذلك الجزء وها هو:

لقد أردف المختار طه (1) جماعة * فسن لنا الإرداف إن طاق مركب

أبو بكر عثمان علي أسامة * سهيل سويد جبرئيل المقرب

صفية والسبطان ثم ابن جعفر * معاذ وقيس والشريد المهذب

وآمنة مع خولة وابن أكوع * وزيد أبو ذر سما ذاك جندب

معاوية زيد وخوات ثابت * كذاك أبو الدرداء في العد يكتب

وأبناء عباس وابن أسامة * صدي بن عجلان حذيفة صاحب

كذلك جا فيهم أبو هر من روى * ألوفا من الأخبار تروى وتكتب

وعد من الإرداف يا ذا أسامة * هو ابن عمير ثم عقبه يحسب

وأردف غلمانا ثلاثا كذا أبو * إياس وأنثى من غفار تقرب

وأردف شخصا ثم أردف ثانيا * وما سميا فيما روى يا مهذب

أولئك أقوام بقرب نبيهم * لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرب


(1) نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يصح أن من أسمائه طه أو يس؛ بل هي من الحروف المقطعة في أوائل السور كـ "حم"، و" ق" ألر ..

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:45 م]ـ
كان الوجيه [هو: المبارك بن المبارك الضرير النحوي] قد التزم سماحة الأخلاق، وسعة الصدر، فكان لا يغضب من شيء، ولم يره أحد قط حردان، وشاع ذلك عنه، وبلغ ذلك بعض الحرفاء، فقال: ليس له من يغضبه، ولو أغضب لما غضب، وخاطروه على أن يغضبه، فجاءه، فسلم عليه، ثم سأله عن مسألة نحوية، فأجابه الشيخ بأحسن جواب، ودله على محجة الصواب.
فقال له: أخطأت، فأعاد الشيخ الجواب بألطف من ذلك الخطاب، وسهل طريقته، وبين له حقيقته.
فقال له: أخطأت أيها الشيخ، والعجب ممن يزعم أنك تعرف النحو، ويهتدي بك في العلوم، وهذا مبلغ معرفتك، فلاطفه، وقال: له يا بني لعلك لم تفهم الجواب، وإن أحببت أن أعيد القول عليك بأبين من الأول فعلت.
قال له: كذبت! لقد فهمت ما قلت، ولكن لجهلك تحسب أنني لم أفهم.
فقال له الشيخ: وهو يضحك قد عرفت مرادك، ووقفت على مقصودك، وما أراك إلا وقد غُلبت، فأد ما بايعت عليه، فلست بالذي تغضبني أبدا،
وبعد يا بني: فقد قيل إن بقة جلست على ظهر فيل، فلما أرادت أن تطير قالت له: استمسك فإني أريد الطيران! فقال لها الفيل: والله يا هذه ما أحسست بك لما جلست، فكيف أستمسك إذا أنت طرت!
والله يا ولدي ما تحسن أن تسأل، ولا تفهم الجواب، فكيف أستاء منك.
معجم الأدباء 5/ 44.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير