تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله تعالى عنه الذي قد يُستشهد به لهذا الحديث فلا يصلح لذلك ففيه أبي فروة الرهاوي وهو ضعيف ليس بشيء حتى قال عنه النسائي (متروك) ومن هذه حاله لا يُستشهد به، وهو معدود فيمن يروي عن سليم بن عامر صاحب الحديث هذا وعلى هذا فقد يكون مرجع الحديث واحد والله أعلم.

ـ[مبارك]ــــــــ[26 - 11 - 04, 10:35 ص]ـ

وقفات مع التعقب رقم (1):

1ـ الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي المدني، ويقال له سويد.

قال ابن حبان: من قال العلاء بن الأسود بن جارية فقد وهم. قلت: وكذا قال البخاري.

وثقه النسائي، والعجلي، وابن حبان وقد أخرج حديثه في " صحيحه ".

وأخرج حديثه الإمام مسلم في " صحيحه "، والحاكم في " المستدرك ".

وقال أبو زرعة: ليس بذاك المشهور.

قلت: يعني بذلك أي ليس معروفاً بقوة النقل؟! وهل مثل هذا يُعدُّ جرحاً؟!!

وقال ابن البرقي: مدني روى عنه ابن أبي ذئب، فاحتملت روايته.

وقال الذهبي: صدوق.

وقال الحافظ: ثقة.

والغريب أن أبا العرب أورده في جملة الضعفاء.

قلتُ: لعله فعل ذلك تمشياً مع عادة المصنفين في الجرح والتعديل أنهم يذكرون الرجل في كُتُبهم ـ وإن كان ثقة ـ لأدنى كلام فيه.

(التاريخ الكبير: 1/ 447، الجرح والتعديل: 2/ 293، الثقات: 6/ 66، معرفة الثقات: 1/ 228، تهذيب الكمال: 3/ 228، إكمال تهذيب الكمال: 2/ 214، الكاشف: 1/ 131، تهذيب التهذيب: 1/ 341، تقريب التهذيب: 83).

2ـ قال الإمام مسلم في " صحيحه " رقم (2907):

حدثنا أبو كامل الجحدري وأبو معن، زيد بن يزيد الرقاشي ـ واللفظ لأبي معن ـ قالا: حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا عبدالحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يذهب الليلُ والنهارُ حتى تُعبدَ اللاتُ والعُزَّى ". قلت: يارسول الله، إن كنتُ لأظًنُّ حين أنزلَ اللهُ: (هُو الذي أرسل رسولَهُ بالهدى ودين الحق ليظهِرَهُ على الدين كُلِّهِ ولو كَرِهَ المُشْرِكُون) أنَّ ذلك تاماً. قال: " إنَّهُ سيكونُ مِنْ ذلك ما شاء اللهُ، ثم يبعثُ اللهُ رِيحاً طيبةً. فتوفَّى كُلَّ مَنْ قلبه مثقالُ حبةِ خردلٍ مِنْ إيمانٍ، فيبقى مَنْ لا خيرَ فيه، فيرجعونَ إلى دِينِ آبائهم ".

وقال (أي مسلم): وحدثناه محمد بن المثنى، حدثنا أبو بكر ـ وهو الحنفي ـ حدثنا عبدالحميد بن جعفر، بهذا الإسناد، نحوه.

وأخرجه أبو يعلى في " مسنده " (8/ 47ـ 48) رقم (4564): حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عبدالحميد بن جعفر به.

وأخرجه ابن جرير في " تفسيره " (28/ 112): حدثني عبدالحميد بن جعفر، قال: ثنا الأسود بن العلاء به.

وأخرجه الحاكم (4/ 446ـ 447) مطولاً، و (4/ 549) مختصراً على المرفوع. من طريق عبدالحميد بن جعفر به.

وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. قلت: بل أخرجه مسلم كما تقدم.

وأخرجه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " (رقم: 426) من طريق عبدالحميد بن جعفر به.

وأخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (9/ 181) من طريق عبدالحميد بن جعفر به.

قال أبو عبدالرحمن: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وكون الأسود بن العلاء رواه عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف الزهري بالعنعنة فهذا لا يضر، لأن من المعلوم أن المعاصرة مع إمكان اللقاء مع السلامة من التدليس كاف في قبول الرواية كما هو مذهب الجمهور، قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في " التقريب " (1/ 214ـ 215ـ بشرح " التدريب ")، وأصله " إرشاد طلاب الحقائق " (1/ 185ـ 186):

" الإسناد المعنعن ـ وهو فلان عن فلان ـ، قيل: إنه مرسل؛ والصحيح الذي عليه العمل ـ وقاله الجماهير من أصحاب الحديث والفقه والأصول ـ: أنَّه متصل بشرط أن لا يكون المعنعِن مدلِّساً، وبشرط إمكان اللقاء بعضهم بعضاً.

وفي اشتراط ثبوت اللقاء وطول الصحبة ومعرفته بالروية عنه خلاف؛ منهم من لم يشترط شيئاً من ذلك ـ وهو مذهب مسلم بن الحجاج؛ وادّعى الإجماع فيه " أ. ه.

3ـ ما نُقل عن إمام الدنيا البخاري لا يُفهم منه بمجرده التعليل ورد الرواية بحجة عدم السماع. بل هذا لم يتطرق إليه وإنما حكى الخلاف في اسمه وهذا لا يضر بعد تعيين الأسم الأكثر شهرة. ولو سلمنا جدلا أن إمام الدنيا البخاري يرجح عدم سماعه من أبي سلمة فقد خالفه الإمام مسلم ورجح سماعه بدلالة إخراج روايته له بالعنعنة في " صحيحه "، وهو الذي تَلقّته الأُمة بالقبول، سوى أحرفٍ يسيرةٍ، وهذا الحديث المتكلم فيه لم أجده في كتاب " التَتَبُّع " للإمام الدارقطني، ولا في كتاب " الأجوبة " للشيخ أبي مسعود عَمّا أشكَل الشيخ الدارقطني على صحيح مسلم بن الحجاج، ولم يتكلم في هذا الحديث شراح صحيح مسلم كالقاضي عياض، وأبي العباس القرطبي، والنووي وغيرهم فهذا مما يدل على صحته عندهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير