ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[21 - 11 - 04, 05:45 ص]ـ
قال الإمام أبو عبدالله ابن قيم الجوزية-رضي الله عنه-في كتابه إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (ج1/ 127):الباب الثالث عشر في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم
ومن كيده بهم وتحيله على إخراجهم من العلم والدين:أن ألقى على السنتهم أن كلام الله ورسوله ظواهر لفظية لا تفيد اليقين و أوحى اليهم أن القواطع العقلية والبراهين اليقينية في المناهج السلفية والطرق الكلامية فحال بينهم وبين اقتباس الهدى واليقين من مشكاة القرآن وأحالهم على منطق اليونان وعلى ما عندهم من الدعاوى الكاذبة العرية عن البرهان وقال لهم: تلك علوم قديمة صقلتها العقول و الأذهان ومرت عليها القرون و الأزمان فانظر كبف تلطف بكيده ومكره حتى أخرجهم من الإيمان كإخراج الشعرة من العجين أ. ه
وقال ابن القيم في زاد المعاد (ج2/ 46) وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالصوم بشهادة الرجل الواحد المسلم وخروجهم منه بشهادة اثنين أ. ه
قال الإمام الشوكاني –رحمه الله-في الدرر البهية-و إذا رآه أهل بلد لزم سائر البلاد الموافقة أ. ه
قال العلامة صديق حسن خان –رحمه الله –شارحا-:-في الروضة الندية شرح الدرر البهية-ج2/ص:13) وجهه الأحاديث المصرحة بالصيام لرؤيته و الإفطار لرؤيته وهي خطاب لجميع الأمة فمن رآه منهم في أي مكان كان ذلك رؤية لجمعيهم
وقال الدهلوي في الحجة البالغة: لما كان وقت الصوم مضبوطا بالشهر القمري باعتبار رؤية الهلال وهو تارة ثلاثون يوما وتارة تسع وعشرون:وجب في صورة الإشتباه أن يرجع إلى هذا الأصل وأيضا مبنى الشرائع على الأمور الظاهرة عند الأميين دون التعمق والمحاسبات النجومية بل الشريعة واردة بإخمال ذكرها وهو قوله صلى الله عليه وسلم إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسبزانتهى
وقال صديق حسن خان –رحمه الله-الروضة ج2/ 11) قال بعض المحقيقين التكليف الشهري علق معرفة وقته برؤية الهلال دخولا و خروجا أو إكمال العدة ثلاثين يوما فهل في الأكوان أوضح من هذا البيان والتوقيت في الأيام والشهور بالحساب للمنازل القمرية بدعة باتفاق الأمة. أنتهى
قلت:أما نحن فالقول عند بعض أخواننا ما قالت حذام
رد شهادة العدول الثقات بحساب الفلكيين بدعة ضلالة
ورجاء من إخواننا الذين أقروا على أنفسهم أنهم ليسوا بطلبة علم وأنهم قد تزببوا قبل أن يتحصرموا أن لا يتدخلوا في ما ليس يعنيهم وقد صح لهم تقليدهم فتوى مفتيهم
والحمد لله رب العالمين
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 11 - 04, 12:56 م]ـ
الإخوة الكرام حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضلا الهدوء في المناقشة وأن يكون الكلام على محل النزاع لا غير
وليس محل النزاع أن الحساب الفلكي يقرر إمكانية رؤية الهلال من عدمه، فالحساب يقرر موضع الهلال بالنسبة إلى الشمس في لحظة الغروب أو في أي لحظة غيرها، وأما إمكانية الرؤية فتتوقف على عوامل لا علاقة لها بالحساب، كحال الجو وقوة بصر الإنسان. ومن المعلوم أنه لو كان هناك غيم أو غبار لما رؤي الهلال مهما بلغ ضياؤه أو ارتفاعه.
ففي كثير من الأشهر لا نزاع؛ لأن الحساب يقرر أن الهلال يغرب بعد الشمس بدقيقة أو خمس دقائق أو أكثر أو أقل، فالذي يشهد بالرؤية يشهد برؤية شيء موجود، بصرف النظر عن سهولة الرؤية أو صعوبتها.
ومحل النزاع هو في الأشهر التي يتقرر فيها أن الهلال يغرب قبل الشمس، كما حصل في يوم الجمعة 29 رمضان لهذا العام 1425
فتصور نفسك تتراءى الهلال مساء الجمعة ليلة السبت، وتصور أن الشمس تهوي للغروب، فالحساب الفلكي يقرر أن القمر موجود تحت الشمس في تلك اللحظة، وسيغرب قبلها، وبالتالي لا تمكن رؤيته أصلا
والأخ الخضير يدعي - بلسان الحال او بلسان المقال - أن الهلال موجود فوق الشمس في تلك اللحظة، وأنها غابت قبله، وأن الهلال تأخر بعدها بحيث رآه بعينيه بعد الغروب
هذا هو محل النزاع
فإذا صدق فعلم الفلك باطل كله، وإذا استطاع إثبات وجود هذا الخطأ الهائل في الحساب بالدليل القطعي فستكون منزلته في التاريخ كمنزلة أعظم علماء الفيزياء
ووالله الذي لا إله إلا هو إنني لأتمنى أن يكون صادقاً وأن تكون لأحد المسلمين هذه المأثرة العظمى
ولكنن أجزم بأن الأخ وأمثاله إنما رأوا سراباً أو أو أوهاماً، على أحسن الفروض والظنون، أو كما قال الأخ أبو عبد الباري (يمكن أن يتوهم الرائي للهلال بأشياء أخرى، ويظنها هلالاً)
وقد أخبرني أحد القضاة في العام الماضي أن الأخ الخضير شهد بدخول الشهر، وتناقل الناس هذا الخبر بالهاتف، وتذكرون أن صلاة التراويح أقيمت في بعض مساجد الرياض بناء على ذلك، ولكن شهادته رُدَّت لأن غيره من الرائين أجمعوا على أن حال الجو في منطقة الرياض كلها تحول دون الرؤية
والمشكلة أن كثيراً من طلبة العلم يضعون هذه القضية في إطار المفاضلة بين الرؤية والحساب، وهذا غير صحيح، لأن القضية هي صحة الرؤية أو عدم صحتها. والحل الواضح أن يكون التراءي جماعياً رسمياً تحت إشراف القضاة وأمراء البلدان أو بحضورهم، كما هو معلوم من تاريخنا الإسلامي، فإذا رأى الأخ الخضير أو غيره الهلال أشار إليه ليراه من حوله بالعين المجردة او بالمنظار. بل يستطيع أهل الاختصاص تصوير الهلال في تلك اللحظة ومجابهة علماء الفلك بالدليل القاطع على فساد حساباتهم إذا كانوا قد زعموا أن الهلال قد غاب قبل الشمس في تلك الليلة (وهذا لن يكون أبداً)
فهذا هي الرؤية المقطوع بصحتها
ولكن واقع الحال أن الرائي يأتي إلى القاضي بعد فوات الأوان وغروب الهلال
هذا هو محل النزاع أيها الإخوان الكرام، والمطلوب فقط هو اتخاذ الإجراءات الرسمية والقضائية لتكون الرؤية صحيحة
ملاحظة: جميع ما قيل أعلاه عن بطلان نظريات نيوتن وأنشتاين وأن الشمس تغرب قبل الغروب بثمان دقائق، كله غير صحيح، ولا يتسع المجال لبيان ذلك ولا علاقة له بالموضوع
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
¥