ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 01:25 م]ـ
أخي الحبيب الفهم الصحيح ... سدده الله ووفقه ...
في بعض كلامي ورائيات تاريخية مع بعض الأعضاء وليس إرهابا فكريا،
كما أن تحذيري من الأخذ بالحساب باعتباره سمة من سمات الشيعة
كان أليق به أن تسميه نصحا بدلا أن تسميه إرهابا فكريا، وإلا
فماذا تسمي كلامك عن بشائر الأخذ بالحساب في زمننا أو زمن أولادنا؟!
إغاظة؟؟؟ يرحمك الله .... هذه المسألة من الديانات، وأهل العلم
من لدن السلف قالوا إن الآخذين بالحساب مبتدعون، هذا ليس كلامي
بل كلام معظم أرباب المذاهب لم يشذ إلا القليل ...
ولم يأت أحد بتعليل مقنع كيف أن السلف قاطبة لم يأخذوا بالحساب
ولم يعتبروه، ومن تعلم منهم الحساب كان يأخذ به خلسة في حق
نفسه وهو مطرف رحمه الله ولم يتابعه على عمله أحد منذ عهد الصحابة
مع أن الحساب معروف من عهدهم، بل ما طفقوا يشددون على يقينيته
مع أن المعاصرين جزموا أنه في الماضي لم يكن يقينيا ...
المناقشة مفتوحة ولا أظن أنها تستحق الإغلاق ولا تستحق مشاركة أي
عضو أن تحذف إذا لم يرم محاوره بألفاظ غير لائقة في الأدب الإسلامي ...
فنحن لم نتهم أحدا بأنه متشيع أو رافضي أو أنه كافر بل نقول ما
يقوله أهل العلم، وكلامي حول من في قلبه حسيكه هو من أعيان ألفاظ
شيخ الإسلام ابن تيميه ورده على الحاسبين فراجعه فإنه مهم (وأقول
راجعه لأن أغلب ظني أنك قرأته) ...
أخي الأزهري السلفي حفظه الله وسدده (مشتاقون والله) ..
لو تبين بالحس والمشاهدة أن المتهم بالزنا (بالأربعة العدول) أنه
عنين وثبت أنه كان عنين في الوقت الذي اتهمه فيه الأربعة أنه زنا
فإن شهادة الأربعة تسقط ويقام عليهم حد القذف، والسبب في ذلك مخالفة
الشهادة للواقع المحسوس، والفرق بين هذه وبين مسألتنا أن ولادة الهلال
لا تشاهد ولا تحس قطعا، وكل الفلكيون لم يأت أحد منهم بصورة للمستقبل
أن الهلال سيولد في لحظة كذا (وقال هذا الدليل وهذه الصورة)!!!
فكلام الفلكيين كله عن المستقبل (تأمل هذه جيدا) ..
فكل هذا مبني على حسابهم، وهم يقولون حسابهم يقيني يعني لو قلبنا
الصورة التي جئت بها هكذا:
شهد أربعة من العدول الثقات بأن فلانا زنا، ثم جاء رفيق (متطبب)
فقال مستحيل لأن التحاليل والحسابات تقطع أن في الفترة التي اتهم
فيها بالزنا كان فلان هذا يعاني من مرض يمنعه من مزاولة أي نشاط
جنسي، ولكنه بريء بعد ذلك، فهل سيقبل القاضي كلام الرفيق؟؟؟
كلا ...
ولعلمك الخاص فليس هناك أي تصرفات من القضاة برد شهادة العدول
لمخالفتها الحساب إلا فيما شذ وندر، وهذا على مدار التاريخ الإسلامي.
الشيخ هيثم كرمه الله ...
يجب أن نركز البحث الشرعي في قضية واحدة أن لحظة ولادة الهلال لم تثبت
بالحس بل بالحساب، واعتبار الحساب يقينيا في التنبأ بالمستقبل هو
عين التنجيم، لأنه ادعاء للغيب، والله يقول: (قل لا يعلم من في السموات
والأرض الغيب إلا الله)، والفلكيون يفرقون بين التنجيم الذي هو علم الأبراج
والتنبأ بمستقبل الإنسان وبين علوم الفلك اليقينية، والسلف والخلف عرفوا
الفرق، وحينما قالوا إن علم الفلك في هذه المسألة هو من علم النجوم
إنما أرادوا هذه الجزئية، وهو أن التنبؤ بولادة الهلال وبالاقتران بناء
على الحسابات والجزم بذلك ورد شهادة العدول (الحسية اليقينية) عليها
يهدم ثوابت الدين ...
الفلكيون (بما فيهم المسلمون) يستكبرون أن يقولون: سيولد الهلال إن
شاء الله في اللحظة الفلانية، فهم لا يستثنون (وراجع تقاريرهم)، لأنهم
يثقون في حساباتهم جدا، وهذه من طوامهم ...
فلو قال قائل إن الحسابات ثبتت يقينيتها باطراد العادة وموافقة الواقع
للحساب، فيقال: إذا فاليقينية (الشرعية) ليست في الحسابات بل بموافقة
الحساب للواقع ويندرج تحت المجربات وهي تتخلف ولا ريب، ولم يقل أحد من
أهل العلم (الشرعي والنظري) أن تجريب شيء يعني اطراده أبد الدهر،
حتى الفلكيون في حساباتهم يراعون معطيات شديدة التعقيد تؤثر في العمليات
الحسابية التي يجرونها ولهم في ذلك معادلات معقدة لتفادي المتغيرات فهل
مثل هذا كله نجعله أهلا أن يكون معيارا لرد شهادة العدول؟؟؟
يا أخي هناك الكثير من الظواهر الفلكية التي لم يجد الفلكيون لها تفسيرا
حتى الآن مثل انعكاس الظل فوق كوكب الزهري أمام وخلف الشاخص ...
وتواتر الرؤية المخالفة للحساب يقف أمامها المسلم السني وقفة صامدة،
أكثر من عشرة يرون الهلال (هلال شوال) في هذا العام مع أن الحساب
يخالفهم ويقول إنه لم يولد بعد، يقول السني: نعمل بالرؤية الشرعية
لأنها الموافقة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتموه فأفطروا)
فيقول لهم المسلم الذي في قلبه حسيكه (من علم الفلك) كيف وهو لم يولد؟
فيقال له وما ادراك، فيقول: الحساب قطع بذلك (هو لا يستطيع أن يقول
أن رأيته لم يولد)، فيقال له: يقول لك نبيك: لا نحسب ... ويقول
لك إذا رأيتموه فأفطروا، فلا بالنهي انزجرت ولا بالفعل ائتمرت، فماذا
بقي لك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ولو سألك ربك يوم القيامة: لماذا أفطرت هذا العام فقل: رأه العدول
فأفطرت التزاما بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فلك منجاة بإذن الله ..
أما لو سألك ربك: لماذا لم تفطر فأجبت: لأن الفلكيون قالوا إنه لم يولد،
فهل تراك ناجيا بهذه الإجابة؟؟؟
¥