علمي تجرى عمليات حسابية مقارنة لتلافي هوامش الخطأ في هذا الباب،
والله عز وجل أشار إلى هذا السر في قوله تعالى: (والقمر قدرناه منازل
حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل
سابق النهار وكل في فلك يسبحون) فمع أن القمر له منازل، ومع أنه في
فلك يسبح إلا أنه في سباق مع الشمس (قانون الجاذبية) وفي تجاذب مع
الأرض أيضا (لقرب القمر من الأرض ولعظم كتلة الشمس) ومثل هذا لا يضعه
الفلكيون في حسابهم (أعني قدرة الله تعالى) حيث يشاء الله ما لا تدركه
حساباتهم ولا يتخبط به نظام الكون، وعقيدة أهل السنة أن الكون كله
مدبر بمشيئة الله تعالى وإرادته وقدرته وفعله ولا يغفل ولا تأخذه سنة عن
تدبير شئون الكون، وليس أن الكون يسير في قانون واحد لا تغيره مشيئة،
ونحن نؤمن أن مشيئة الله نافذة في تغيير حسابات الفلكيين القطعية لأنها
قطعية بحسب معطياتها، ولو تغيرت المعطيات لتغيرت الحسابات، وقد يشاء
الله أن يسرع القمر فيراه بعض الناس ... هذا كله من ناحية الإمكان
وعدم الإمكان ... ولا يستطيع أي فلكي أو فيزيائي أو أي عالم (حتى من
يؤمن بالمصالح المرسلة) ولكنه يؤمن بالله أيضا أن ينكر أن مشيئة الله
تعالى تسبق كل ذلك وتلحقه وتغيره وتبدله، أما لو قلت: بل الكون يسير
وفق قانون واحد لا يتغير ولا تغيره أي مشيئة لاحقة فهذا هو قول الملاحدة
بعينه وأعيذ كل مسلم أيا كان أن يقول بهذا القول ...
الأخ الكريم خزانة الأدب .. مناط الخلاف فيما فهمت: هو الرؤية الشرعية
التي تخالف الحساب القطعي عند الفلكيين، مثل من رأى هلالا زعم الفلكيون
أنه لم يولد بعد ...
الذي أعرفه أن هناك إجماعا من أهل العلم من لدن السلف على قبول هذه
الرؤية واطراح حساب الفلكيين، وهو قول المذاهب الأربعة المتبوعة، بل
وقول السلف قاطبة لا يعرف لهم مخالف (أي في العمل بهذه الرؤية) والأقوال
التي نشأت بعد ذلك تخالف الأجماع وهي مطرحة مهجورة في مذاهب أصحابها
وممن قال بهذا الذي قلت شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا يعرف أحد اعتمد
الحساب معيارا للرؤية الشرعية إلا الرافضة، والسبكي قال بمثل قولهم
ولكن لم يعمل بقوله أحد من أرباب المذاهب ...
ولو كان هناك خلاف آخر في مسالة أخرى أو مناط آخر فأرجو أن تبينه ...
كما أرجو أن تبين لي رأيك في نظرية الشواش ...
مع خالص التقدير والاحترام ..
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:12 م]ـ
وهذا رابط مفيد حول نظرية الشواش ...
http://maaber.org/issue_december03/epistemology_1.htm
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:19 م]ـ
هذا وأعلن براءتي من أي شيء يخالف شرع الله في الروابط المنقولة ...
وما نقلته إلا للحاجة ...
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[المقرئ]ــــــــ[08 - 12 - 04, 08:07 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل: الفهم الصحيح وفقه الله:
أنت ترغمني على شيء لا أريده أبدا ولكن حتى لا تظن بي ما تخشى أن يظن بك: اسمع مني - فضلا لا أمرا - ما يلي
قولكم: " شاء، فإن أراد التوقف فمن باب الأصول .. – وأنت من أهلها - أن يعلم صاحبه بذلك، مع إبداء السبب إن طلبه منه. "
عفوا لم أكن أعلم أن هذا الهدي يكون في مثل هذه الأماكن ورأيت شيوخي في هذا الملتقى لا يفعلون ذلك ووالله لو كان هذا عرفا بيننا لكنت أحرص الناس على حسن الخلق معك ومع غيرك لأنني مع أمثالكم
قولكم: " بل أنت ادعيت ما لا يمكنك إثباته أصلا. وراجع بداية مشاركاتك في هذه المسألة "
أعلم ما تعني ولا أزال أقوله واعلم أني منذ بدايتي مع الإخوة لم أعتد أن ألقي الكلام جزافا وأحمد الله ومن فضل الله علي لم تسجل علي تقولا على الله بلا علم في هذا الملتقى ولا أكتب شيئا إلا وقد راجعت فيه وأبديت وإلا طرحت الكلام طرح السائل المستفيد
ومسألتنا لا تحسب أنها وليدة هذه الأعوام القليلة التي لاكها من يعلم ومن لا يعلم بل منذ زمن وأنا أقرأ وأكتب وأستفيد من جميع الأطراف حتى تكونت عندي قناعات قد لا ترضي غيري ولا يلزمه ذلك
قولكم: " وهذه الرابعة. فما قولك لو قابلت أنا دعواك باختلافهم، بأنهم أطبقوا على أن الهلال – تحديدا - يوم 29 شوال في منطقة الشرق الأوسط يستحيل أن يرى، لأنه إما ولد بعد الغروب في أماكن، وإما بقي في أفق بعضها فترة وجيزة جدا يستحيل أن يرى فيها، وهم مطبقون على هذا، مسلمهم وكافرهم، فهذه دعوى مقابل دعوى،"
بغض النظر عما قبله = كلامك هذا لا يليق بمن ينادي بفهم صحيح مع احترامي وحبي لحضرتك -ووالله لست متهكما ولا أحلك إن أسأت الظن بي - ولكن
تأمل قولك " يستحيل أن يرى فيها كيف أثبت هذا وبأي علم يستند إلى هذا و ... و ... ولا تغضب مني قد قلت لك في أول الموضوع اقرأ في كتب القوم أتدري لماذا؟ لأن إجابتك هذه تنبئ عن عدم قراءة كتبهم
لا أريد الوقوف عند كل نقطة
واستجابة لرغبتك واحتراما لعلميتك سأسير بك في طريقي حتى أصل بك إلى بعض قناعتي مدعوما بالأدلة ولكن إن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى نصل إلى نهاية طريقنا ثم انظر ما بدالك فهل توافق؟
أنتظر الإجابة
المقرئ
¥