ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 12 - 04, 02:03 م]ـ
أخي العزيز رضا:توكل على الله، وابدأ على بركته، وليكن الكلام كما قلت لك سابقا محصورا في إبطال كلام الفلكيين بكلامهم، احصر نقاشك الآن في الموضوع الحسابي البحت، وأما الأمور الشرعية فسنأتيها بعدُ -إن شاء الله -
أخي العزيز من الممكن جدا - لكي نكون على الجادة - أن يقوم بمناقشتك من الناحية العلمية الفلكية غيري، فلا تستغرب ذلك، لأن معلوماتي في هذا محدودة.
توكل على الله، ولا زلت مصاحبا للتسديد, وأتمنى أن أسمع ما يريح رأسي.
كما أتمنى أن يكمل أخي المقرئ معي ما بدأه، فقد غاب عني وافتقدته.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - 12 - 04, 02:13 م]ـ
أخي الكريم رضا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أنت بارك الله فيك لا ترد السلام على من يسلم عليك!
ثانياً: شرحت لك مراراً مناط النزاع من وجهة نظري، ولكنك لا تريد أن ترجع إليه، بل تريد إلزامي بمناط آخر، أي ترك الرؤية الشرعية إلى الحساب
قلت لك بارك الله فيك (الاعتراض هو على طريقة القاضي في تصحيح دعوى الرؤية، وأما بعد التصحيح ونشر البيان على المسلمين فلا اعتراض. ولا شك بأن القاضي قد يردّ رؤية صحيحة ويصحح رؤية باطلة، ولو أن قاضياً آخر نظر في الشهادة نفسها لربما قرر خلاف ما قرره القاضي الأول. فالمطلوب هو أن يتخذ القاضي من الاحتياطات ما يحسم الجدل وتبرأ به الذمة، وذلك بأن يخرج هو أو أعوانه مع الناس إلى الصحراء ومعه المشهورون بالرؤية في إقليمه، فإذا رآه أحدهم رآه القاضي وبقية الحاضرين، إما بالعين المجردة وإما بالمنظار. وهذا هو الذي كان يحصل في كثير من الأمصار طيلة القرون الماضية)
هذا هو مناط النزاع أيها الأخ الكريم، أي قبل تصحيح الرؤية والحكم عليها بأنها شرعية أو غير شرعية، وأعتقد أن الكلام واضح جدا.
فتقول بارك الله فيك (أما اقتراحك أن يخرج القاضي مع هيئته للترائي فما أظنه يسد الباب أمام
المخلصين لعلم الفلك أو المتأثرين به). فأقول: ليس الهدف سد الباب أمام هؤلاء، بل الهدف أن تكون الرؤية صحيحة ليكون الصيام والإفطار والحجّ في أيامها ومواسمها
وتقول: (فرض المسألة شرعا أن أي رؤية تم تعديلها واعتمادها فهي كافية حتى لو كانت خاطئة في واقع الأمر). فأقول: أوضحت لك أنني لا أخالفك في وجوب طاعة ولي الأمر، ولكن لماذا هذا التهوين من خطأ الرؤية ما دام أن بالإمكان تصحيحها بأسهل الوسائل
وأما أخطاء نيوتن وآينشتاين فقد رجعت إلى الروابط التي تفضلت بها، فوجدت أن المقالة الأولى مسروقة من الثالثة، وأن الثانية لا علاقة لها بالموضوع، وهي ليست مراجع علمية بل كلام جرايد. وقضية الشواش لا علاقة لها بما نحن فيها، ومثالها التقريبي أن الساعة التي بيدي مضبوطة جدا، ولا أكاد أضبطها إلا عندما تنتهي بطاريتها كل سنتين تقريبا، ولكن دقتها ليست مطلقة، فلو وضعت فيها بطارية تدوم عشر سنين فلا بد ان يحصل فيها شيء من عدم الدقة. وحركة الشمس والقمر أضبط من حركة هذه الساعة بكثير، ولكن قد يحصل فرق صغير في جزء من الثانية زيادة أو نقصاً في كل بضع سنين، وهذا الفرق الصغير يعني شيئا عظيما لعلماء الرياضيات النظرية من أمثال الفرنسي بوانكاريه، لأنهم لا يستطيعون وضع نظرية كونية شاملة مع وجود عوامل مجهولة أو لا يمكن ضبطها. وهذا كله لا علاقة له بما نحن فيه، وإن شككت في ذلك فانظر إلى موعد شروق الشمس وزوالها وغروبها في تقويم أم القرى، أو إلى مواعيد الكسوف والخسوف، أو إلى مواضع القمر في الليالي العادية، فإن وجدت خللاً بليغاً في شيء من ذلك فعلم الفلك باطل! وأنا أعجب لأن رب العالمين يقول (الشمس والقمر بحسبان)، وأنت ترتاح لمن يصفهما بالفوضى والشواش من أجل تصحيح رؤية أنت تعترف بأن القاضي قد يصححها وهي خاطئة، وهذه عبارتك مرة أخرى (أي رؤية تم تعديلها واعتمادها فهي كافية حتى لو كانت خاطئة في واقع الأمر)!
¥