تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قول ابن تيمية يستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك المستحبات، هل من مثال له؟]

ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[26 - 11 - 04, 05:17 م]ـ

قال ابن تيمية رحمه الله:

(يستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك المستحبات، لأن مصلحه التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعلها).

هل من مثال لما يقصده ابن تيمية ليوضح مقصوده؟

ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 10:08 م]ـ

قال سعد الدين الكبي في رسالة الأذان:

هذا بخلاف أن يترك المسلم سنةً أو مستحباً من المستحبات مرةً أو مرتين أو بعض المرات لتأليف القلوب، فهذا من باب تحديث الناس بما يعرفونه، فإذا كانوا لا يعرفون سُنَّةً معيَّنة وخاف أن ينفروا منه، أو ينحرفوا عنه إلى أهل البدعة فلا بأس أن يتدرج معهم بغية تفهيمهم، وهذا معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ويستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات، لأن مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل مثل هذا)

قلت:

وقد ذكر ابن تيمية أمثلة في معرض كلامه حول الجهر بالبسملة فقال في المجلد الثاني والعشرون مانصه:

والطائفة الثالثة المتوسطة جماهير فقهاء الحديث، مع فقهاء أهل الرأي يقرؤونها سرًا، كما نقل عن جماهير الصحابة، مع أن أحمد يستعمل ما روي عن الصحابة في هذا الباب، فيستحب الجهر بها لمصلحة راجحة، حتى إنه نص على أن من صلى بالمدينة يجهر بها، فقال بعض أصحابه؛ لأنهم كانوا ينكرون على من يجهر بها.

ويستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات؛ لأن مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل مثل هذا، كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تغيير بناء البيت لما في إبقائه من تأليف القلوب، وكما أنكر ابن مسعود على عثمان إتمام الصلاة في السفر ثم صلى خلفه متمًا. وقال: الخلاف شر.

وهذا، وإن كان وجهًا حسنًا، فمقصود أحمد أن أهل المدينة كانوا لا يقرؤونها فيجهر بها ليبين أن قراءتها سنة، كما جهر ابن عباس بقراءة أم الكتاب على الجنازة، وقال: لتعلموا أنها سنة، وكما جهر عمر/ بالاستفتاح غير مرة، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالآية أحيانًا، في صلاة الظهر والعصر.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير