تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما صحة هذا الحديث؟؟]

ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 08:52 ص]ـ

عند أبي يعلى عن ابن عباس رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان من ترك واحدة منهن فهو كافر بالله حلال الدم لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا))

ـ[حارث همام]ــــــــ[27 - 11 - 04, 09:17 ص]ـ

هذا الحديث حسنه بعض أهل العلم كالمنذري والهيثمي، وكأن العلامة الألباني يرى وقفه ويضعف رفعه.

ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - 11 - 04, 05:40 م]ـ

الأمر كما ذكر أخونا حارث همام وفقه الله وإليك التفصيل:

قال الهيثمي رحمه الله:

عن ابن عباس - قال حماد بن زيد: ولا أعلمه إلا قد رفعه النبي صلى الله عليه وسلم - قال: " عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان ". ثم قال ابن عباس: تجده كثير المال لا يزكي فلا يزال بذلك كافراً ولا يحل دمه، وتجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافراً ولا يحل دمه.

** رواه أبو يعلى بتمامه ورواه الطبراني في الكبير بلفظ: " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة وصيام رمضان فمن ترك واحدة منهن كان كافراً حلال الدم ". فاقتصر على ثلاثة منها ولم يذكر كلام ابن عباس الموقوف وإسناده حسن.اهـ

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 211):

" عرى الإسلام و قواعد الدين ثلاثة , عليهن أسس الإسلام , من ترك واحدة منهن

فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله , و الصلاة المكتوبة ,

و صوم رمضان ".

ضعيف.

رواه أبو يعلى في " مسنده " (ق 126/ 2) و اللالكائي في " السنة " (1/ 202

/ 1) من طريق مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري

عن أبي الجوزاء عن # ابن عباس # , قال حماد: و لا أعلمه إلا قد رفعه إلى النبي

صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قال المنذري (1/ 196) و تبعه الهيثمي (1/ 48): و إسناده حسن.

قلت: و فيما قالاه نظر , فإن عمرا هذا لم يوثقه غير ابن حبان (7/ 228 , 8 /

487) , و هو متساهل في التوثيق حتى أنه ليوثق المجهولين عند الأئمة النقاد كما

سبق التنبيه على ذلك مرارا , فالقلب لا يطمئن لما تفرد بتوثيقه , و لا سيما أنه

قد قال هو نفسه في مالك هذا: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه يحيى عنه , يخطيء

و يغرب , فإذا كان من شأنه أن يخطيء و يأتي بالغرائب , فالأحرى به أن لا يحتج

بحديثه إلا إذا توبع عليه لكي نأمن خطأه , فأما إذا تفرد بالحديث كما هنا -

فاللائق به الضعف.

و أيضا فإن مؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ كما قال أبو حاتم و غيره , و يغلب

على الظن أن الحديث إن كان له أصل عن ابن عباس رضي الله عنه فهو موقوف عليه ,

فقد تردد حماد بن زيد بعض الشيء في رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم , نعم

جزم برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم سعيد بن زيد أخو حماد , لكن سعيد هذا

ليس بحجة كما قال السعدي , و قال النسائي و غيره: ليس بالقوي , ثم إن ظاهر

الحديث مخالف للحديث المتفق على صحته: " بني الإسلام على خمس ... " الحديث ,

و ذلك من وجهين:

الأول: أن هذا جعل أسس الإسلام خمسة , و ذاك صيرها ثلاثة.

الآخر: أن هذا لم يقطع بكفر من ترك شيئا من الأسس , بينما ذاك يقول: من ترك

واحدة منهن فهو كافر , و في رواية سعيد بن حماد: فهو بالله كافر و لا أعتقد أن

أحدا من العلماء المعتبرين يكفر من ترك صوم رمضان مثلا غير مستحل له خلافا لما

يفيده ظاهر الحديث , فهذا دليل عملي من الأمة على ضعف هذا الحديث والله أعلم.

و مما لا شك فيه أن التساهل بأداء ركن واحد من هذه الأركان الأربعة العملية مما

يعرض فاعل ذلك للوقوع في الكفر كما أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:

" بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة " , رواه مسلم و غيره , فيخشى على من تهاون

بالصلاة أن يموت على الكفر و العياذ بالله تعالى , لكن ليس في هذا الحديث

الصحيح و لا في غيره القطع بتكفير تارك الصلاة و كذا تارك الصيام مع الإيمان

بهما بل هذا مما تفرد به هذا الحديث الضعيف , والله أعلم.

و أما الركن الأول من هذه الأركان الخمسة " شهادة أن لا إله إلا الله " فبدونها

لا ينفع شيء من الأعمال الصالحة , و كذلك إذا قالها و لم يفهم حقيقة معناها ,

أو فهم , و لكنه أخل به عمليا كالاستغاثة بغير الله تعالى عند الشدائد و نحوها

من الشركيات.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير