[نوادر عن العلامة الألباني رحمه الله ما أظنك تعرفها!!]
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[28 - 08 - 02, 07:14 م]ـ
أولا: العلامة الألباني علم من الأعلام المعاصرين الذين أحيى الله بهم علم الحديث إحياء لعله لم يكن بعد القرن الرابع الهجري، حيث انفتح الناس على هذا العلم انفتاحا كبيرا في جميع فنونه، و هذا لا أخال أحدا ينكره ...
و لو لم يكن للعلامة الألباني رحمه الله سوى هذا لكفاه، فكيف و قد كان المحب لسنة أحمد المدافع عنها المتمسك بها على حسب ما أداه إليه اجتهاده ...
و من أحب هذا العالم فقد أحب عالما سنيا ناصرا للسنة و قامعا للبدعة ..
ثانيا: قد يظن البعض أنني أدعو إلى تقليده أو التعصب لآرائه، كلا بل هو رحمه الله كان من أشد الناس تنفيرا من هذا، و ما علمناه ألزم أحدا برأيه، لكنه كان يصدع برأيه صدعا قويا لا أعلم له نظيرا فيه إلا أن يكون العلامة ابن حزم رحمه الله.
و النوادر التي أكتبها عن الشيخ أكثرها مما وقفت عليه بالظاهرية:
فأقول:
من النوادر التي رأيتها للشيخ رحمه الله:
أنه كتب بخطه قبالة عبارة الزيلعي في نصب الراية: وكان بعض العلماء يقول بالجهر سدا للذريعة قال ويسوغ للإنسان ان يترك الأفضل لاجل تأليف القلوب واجتماع الكلمة خوفا من التنفير كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء البيت على قواعد إبراهيم لكون قريش كانوا حديثي عهد بالجاهلية وخشي تنفيرهم بذلك وراى تقديم مصلحة الاجتماع على ذلك ولما انكر الربيع على بن مسعود اكماله الصلاة خلف عثمان قال الخلاف شر وقد نص احمد وغيره على ذلك في البسملة وفي وصل الوتر وغير ذلك مما فيه العدول عن الأفضل الى الجائز المفضول مراعاة لائتلاف المأمومين أو لتعريفهم السنة وأمثال ذلك وهذا أصل كبير في سد الذرائع هذا تحرير أقوال العلماء في هذه المسألة والله اعلم.
فكت الشيخ لعله ابن تيمية، يعني في قول الزيلعي قال بعض العلماء.
قلت: قرأت هذا بخطه و هو معروف على نسخة النصب في الظاهرية، و قد أطلعت شيخنا عبد القادر الأرنؤوط على نماذج من خطه و قلت له: أليس هذا خط الألباني فقال: الشيخ بلى.
قلت: و الذي قاله الألباني صحيح، فالمراد بالبعض في كلام الزيلعي ابن تيمية و تلك عبارته قالها في غير ما موضع من كتبه.
و كثير من العلماء ممن عاصر الشيخ ابن تيمية أو أتى من بعده يشير إليه بتلك العبارة أو نحوها مثل قولهم: قال بعض من عاصرناه، و قال بعض المعاصرين كما يفعل ابن دقيق العيد، و هذا شرحه يطول، و قد نقلت كل هذا في كتابي عن ابن تيمية ...
يتبع
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[28 - 08 - 02, 10:01 م]ـ
و من العجائب التي عرف بها الشيخ خبرته الواسعة بالمخطوطات، و معرفته بأسمائها و مؤلفيها إن كان الكتاب مبتور الأول، أو الأول و الآخر ..
و من ذلك:
أنني وقفت على رسالة لبعض تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية دافع فيها عن الإمام شيخ الإسلام في مسألة حوادث لا أول لها، و هي مبتورة الأول و الآخر ترجع إلى زمن قديم لعله عهد مؤلفها، ماذا كتب عليها الألباني رحمه الله:
رسالة في الرد على من رد على شيخ الإسلام ابن تيميةفي حوادث لا أول لها، و الرد لبعض تلامذته و لعله ابن القيم.
أتعرفون أن هذا العنوان هو عينه عنوان النسخة المصرية التي وقفت عليها بحمد الله و فضله لكنها لابن قاضي الجبل و هذا كان ظاهرا من قراءة الرسالة و لعل الشيخ رحمه الله لم يقرأها بالكلية، لأن فيها ما يدل على ملازمة مؤلفها للشيخ مدة أطول بكثير من ملازمة ابن القيم و أشياء أخرى كثيرة ظاهرة في أنها ليست لابن القيم ..
الشاهد من هذا: بيان توفيق الشيخ رحمه الله في تسمية الكتاب من خلال موضوعه ..
و لعلك تقول: لعل الشيخ اطلع على النسخة المصرية فيقال: كلا، لو اطلع عليها لعلم مؤلفها، و لما احتاج إلى قوله: لعلها ..
و لعلك أن تقول: لعله اطلع عليها في فهرس الدار، فيقال: كلا، لو اطلع عليه لظهر له اسم مؤلفه فإنه مدون فيه ..
و لعلك تقول: لعله عرف اسم مؤلفها من كتب ذكرته .. فيقال: كلا، لم تذكر الكتب في مصنفات ابن قاضي الجبل، و لو ذكرته لعلم ايم مؤلفها أيضا ..
فهذه عجيبة من الشيخ و له من هذا نظائر - رحمه الله -.
يتبع ....
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[29 - 08 - 02, 07:45 ص]ـ
و لقد مكثت بالمكتبة الظاهرية قرابة سنتين، أجلس في مكتبتها و مكتبة المدرسة العادلية الكبرى صباح مساء، فكانت لي بها خبرة كبيرة، بل اطلعت في غرفها على ما لا أعرف أحدا اطلع عليه إلا أن يكون من موظفيها ..
رأيت فيها غرفة الألباني التي كان يجلس فيها و كان له مفتاح خاص لها و للباب الخارجي لأنه كان يأتي قبل وقت افتتاحها كما حدثني بذلك أمين مخرن الكتب ..
و هذا الرجل أدركت الفترة المتبقية له فيها، و أحيل للتقاعد بعد ذلك و عملوا له فيها حفلا لما تقاعد!!
والده كان أمينا قبله مدة ثلاثين سنة أو أكثر - الشك مني - ثم خلفه ابنه الذي أدركت، و والده أدرك أكثر أيام الألباني بالظاهرية بخلاف الابن فقد أدرك قليلا منها لكنه كان على علم بأخبار الألباني فيها، لأنه كان من قبل أن يتوظف أمينا يأتي إلى المكتبة لمساعدة أبيه ..
قلت له: لم خصصت الغرفة للألباني؟
فقال لي: كان الشيخ يطلب مخطوطات معينة يعمل عليها و كان يجلس الساعات الطوال في المكتبة، و كانت كتبه وحدها تبقى على جنب، لأن الشيخ يرجع إليها من الغد و هكذا و لما كان الشيخ شديد التبكير لها قبل أن يأتي موظفو المكتبة، فقد أعطيت له نسخة من المفتاح الخارجي و أبقيت كتبه التي يطلبها في غرفة خاصة و هي فوق الدرج ...
يتبع
¥