وأي فتنة أعظم مما نراه في بلادنا من أمور يصعب على المسلم أن يتحدث بها والله يشهد انها مما يبكي كل من كان له قلب!
لقد وقعت فتنة في الأرض وفساد عريض بسبب الإعراض عن أمر الله تعالى وهذا الواقع يصدق والله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤكد أنه حق وصدق لا ريب فيه، حتى لو حاول البعض أن يشكك فيه.
ولن يخالفني احد أنه لن ينفع ذات النسب نسبها فيما لو أغواها الشيطان وأوقعها في الفاحشة بسبب تعنت وليها!
أما عن الأعراف فإنني أتعجب كيف لا زلنا نتمسك بها وهي تزول أمام أعيننا شيئاً فشيئاً مع أنه يجب ان يكون الدين كله لله قبل ذلك وبعده وعلينا أن لا نتحرج من العمل بما املاه دين الله تعالى وأذكر من قال بصعوبة الخروج على العرف بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أمنا زينب بنت جحش رضي الله عنها وما سبق هذا الزواج وكيف كان العرف فيما يتعلق بزواج طليقة المتبنى أكثر تشدداً من قضية زواج القبلية بغير القبلي! ولكن الله تعالى إنما خلقنا لنعبده وأمرنا لنسلم له وليس للعادات والتقاليد فإذا تعارضت عادة مع الشرع فإن الشرع هو المقدم وتجعل العادات والأعراف عندئذ تحت الأقدام! وإلا فما معنى أنك أسلمت لله رب العالمين؟!
إنني أناشد إخواني المسلمين في كل مكان أن يتقوا الله تعالى وينيبوا إليه وأن يجعلوا شرع الله تعالى هو منطلقهم في كل الأمور لا سواه! وأما الأعراف والتقاليد فهي آخر ما يفكر فيه المسلم! وإنني والله الذي لا إله غيره لأتعجب ممن يتمسك بعادات وتقاليد جاهلية ولا يفكر في تغييرها ولو مجرد تفكير من مثل القضية التي نتحدث فيها، ثم تراه يتنازل عن أشياء هي اشد خطراً على الدين بل على العرض منها! كأن تخرج ابنته مع سائقه دون وجود محرم أو أن تخرج ابنته مخالفة للشرع في لباسها كالعباءات التي نراها في هذه الأيام أو أن تخرج وهي تضع طيباً توجد ريحه من مسافة بعيدة!
خالد بن عبد الرحمن
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[12 - 12 - 04, 09:51 م]ـ
أخي الموفق ...... ابن عبدالبر،،، سلمه الله
جزاكم الله خيراً على إثارة القضية، وهي من قضايا الساعة ...
ها هنا قضيةٌ يغفل عنها كثيرٌ من المتفقهة، ولا إخالها تخفاكم، وهي أنهم لا يفرقون عند دراسة الأقوال الفقهية بين ما كان منها من الفقه الثابت، وما كان من السياسة الشرعية.
فقد يفتي أحد الأئمة بفتيا، سداً لذريعة مؤقتة، أو تحصيلاً لمصلحة ظرفية، فيظن البعض أن هذا حكم عام، فيقررونه ويُجْرونه في كل عصرٍ ومصر، ويدونونه في مدونات الفقه، ويُمتِّنونَه ـ أي يصوغونه متناً ـ، ويصبح بعد ذلك ديناً!
وهذا من مثارات الغلط على الأئمة، وما أكثرها في المذاهب، والتنبه في هذا المقام مفيدٌ جداً في فهم أسباب الخلاف العالي والمذهبي.
واعتبر ذلك ـ مثلاً ـ في مسألة الطلاق بالثلاث بلفظٍ واحد، فقد عدَّها من عدَّها من باب الفقه الثابت، فجاء ابن تيمية وتلميذه ـ رحمهما الله ـ وبينوا أنها فتيا سياسية شرعية، أصدرها الفاروق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ردعاً لتهاون الناس في ذلك.
ولهذا فمن تأمل مسألة الكفاءة في النسب وجدها من هذا الباب، ولا ينبغي أن تكون إلا كذلك.
ومن ثمَّ فيمكن القول بأن الحكمَ بالإباحةِ والمنع في هذه المسألة راجعٌ إلى المصلحة، فإذا توفر الأكفاء في النسب فلا تثريب على من منع من تزويج غير النسيب.
فأما أن يقل النسيب، ويتوفر غيره، وتكثر العنوسة في النسيبات، بحيث تفضي المحافظة على نقاء النسب وهو من التحسينيات، إلى إهدار مصالح النكاح، وهو ضروري، فهذا ما لا تجوز نسبته إلى إمامٍ من الأئمة، فضلاً عن أن يُنسَب إلى الدين الخاتم.
ولم يعد سراً أن نسبة العنوسة في السعودية بلغت مبلغاً خطيراً، وهي بحسب الإحصائية الرسمية: مليون ونصف تجاوزن الثلاثين!
ويبدو لي من سياق كلام أخي ابن وهب، زاده الله علماً وفقهاً، أنه يشير إلى هذا المعنى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 10:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
شيخنا الحبيب
ذكرتم - وفقكم الله
(ولم يعد سراً أن نسبة العنوسة في السعودية بلغت مبلغاً خطيراً، وهي بحسب الإحصائية الرسمية: مليون ونصف تجاوزن الثلاثين)
شيخنا كما لايخفى عليكم هناك أسباب كثيرة للعنوسة
وأول سبب وراء ذلك هو عدم وجود الكفاءة في الدين
وأما الكفاءة في النسب فتأتي في مراحل متقدمة
الكفاءة في الدين
كم نسبة من يصلح للزواج (من ناحية الدين والخلق) من الشباب
انظر الحواضر ولك أن تحكم
فالحواضر أقل عناية بقضية الكفاءة في النسب ومع هذا انظر نسبة العنوسة في الحواضر
مرتفعة
خذ مثال المنطقة الغربية
حواضر الحجاز المدينة وجدة ومكة وينبع والطائف
هذه حواضر الحجاز انظر نسبة العنوسة في هذه المدن
ثم انظر نسبة العنوسة في مدينة جدة وهي أكثر المدن حضارة (من حيث عدد السكان) وانفتاحا وتقبلا لقضية التنازل عن الكفاءة في النسب
ومع هذا فنسبة العنوسة في جدة مرتفعة جدا
ونسبة الطلاق مرتفعة
شيخنا الحبيب
هناك أمور بالاضافة الى العصبية تدعو الرجل يهتم بقضية الكفاءة في النسب
ان الرجل معروف النسب يقاد بواسطة أهله وعشريته
وأما الرجل الذي لايعرف عشريته تجده لايبالي
ثم إن الرجل يعرف أبناء قبليته بشكل أكبر من الغريب
فمثلا في جدة والرياض والدمام والحواضر تجد رجل لاتعرف عنه شيئا يتقدم لخطبة فتاة متمسكة بدينها
اذا سألت عنه أئمة المساجد قالوا هو ملتزم واذا سألت عنه أصحابه في العمل قالوا ملتزم
يأتي الرجل يزوج بنته لهذا الرجل
وبدأ فترة تحصل المشاكل ويظهر الرجل على حقيقته
(وبالعامية مافي أحد يتقدم للفتاة الا ويعمل ما يسمى بلغة العصر ديكور)
ما في أحد الا ويدعي أنه صالح أو على الأقل أنه غير فاسق
وما في ولي أمر يعطي بنته لفاسق وهو يعلم أنه فاسق
الا فيما ندر
اذ الكل سيظهر الصلاح
هذا الشاب الذي لايعرف قبيلته ولااصله يصعب جدا التعامل معه
ودونك المحاكم لتعرف مشاكل الناس فيتزويج بناتهم من غير ذي النسب
وللحديث تتمة
¥